الخميس 6 فبراير 2025
كتاب الرأي

محمد المذكوري: خطة تدجين وتهجين العمل الجمعوي

محمد المذكوري: خطة تدجين وتهجين العمل الجمعوي محمد المذكوري
بمناسبة منع حركة الطفولة الشعبية من الاستفادة من المرحلة الرابعة من مخيمات صيف 2023، بعد استفادتها بشكل (طبيعي) في المراحل الأولى، أساهم برأي مستقل حول الموضوع:
إن وضع كل الجمعيات في قوالب جهزت من قبل-في مكاتب/ مختبرات بعيدة عن الواقع- لـ"معيرة" مسبقة وتصنيف خاص، كان غرضه الشكلي هو ضبط المستفيدين من منح ودعم وتمويل، وقد استنسخت تلك المساطر وتم نقلها من موقع لآخر ومن "مشروع" لآخر بشكل أصبحت فيه كأنها فحص مخبري وبروتوكول لازم لكل من يسترزق فيه معونة ان يمر من قواريره كل ملف ويفرغ من كل روح ومحتوى وتراكمات ذلك تسهيل فرض العديد الذين يتمكنون من نسخ الشهادات والمطبوعات بنفس سهولة تصويرها عند ناسخ الدرب ؛ وبالتالي يراد بها حق بينما هي باطل على باطل.
إن البوابات الالكترونية ليست صادقة كليا لدمقرطة تحكيم مطلوب القيام به في موضوع معين، على الجهة المعنية دراسة ملفات وبرامج واطروحات الجمعيات وليس إحصاء عدد الوثائق الإدارية اللازم احضارها، ثم أن هذه الجهات تتخفى وراء المعالجة الإلكترونية بينما هي وضعت من طرف أشخاص ذاتيين برؤى محددة ورغبة واضحة لتنميط يستر امكانيات تدخل في لحظة ما والتخفي وراء المعالجة الالكترونية، والجهة التي وضعت البوابة معروفة وقصدها معروف، ولن تتمكن من الاجهاز على منظمة عتيدة، بسبب رأي شخصي، لقد تجمعت كل التناقضات في ملفنا اليوم، فما هو الفرق بين عدم التحفظ (غير القانوني وغير الرسمي) امس والتحفظ اليوم، ومن قام بذلك فليبرر ما قام به بتوضيحه وليس التخفي وراء تعليمات شفهية لا صاحبها قادر على تحملها وتوقيعها، ولا الذي تنفذ باسمه قادر على ترسيمها، إن هذا المنع الملغوم يشتم منه شيء ما، سيظهر ولو بعد حين، لقد وضعنا تحفظنا واعتراضنا على العديد من النقط التي تعتبر اليوم من مسلمات بعض المسؤولين، ولنا فيها رأي ومنها أدوار الجامعة والبوابة الالكترونية اياها، بالإضافة إلى نقط أخرى ستظل قائمة على الرغم من مشاركتنا وهي ما يتعلق بنمط تموين التغذية وبأيام ومدد التخييم وبوضعية المراكز وضعية العاملين وحقوقهم سواء موظفين أو متطوعين والانفتاح المتعمد للإساءة إلى مؤسسة التخييم ذاتها حتى أضحى انتفاخا وليس انفتاحا....
إن تنميط العمل الجمعوي بإغراقه بالغث والسمين حتى تخلط الأوراق ولا يستطيع اي عاقل التفريق بين مكوناته بسهولة، حيث استنسخت نفس الشعارات والأهداف بعد أن استنسخت نفس الأسماء والبرامج، وافرغت من محتوياتها المذهبية حتى تسهل الحكم على فراغها وتعميم الأحكام الجاهزة بسهولة، وحتى يضمحل التفكير النضالي الحق الملتزم والواعي.
*ان هناك خطة ورغبة لتسليعنا كمنظمات بعدما تم تسليع نضالنا كعمل في سوق المزايدة والتدافع.
ان علينا استحضار أهدافنا المؤسسة السامية لنتشبث بها مقابل الميوعة والرعونة والتتفيه الذي ضرب حتى داخل صفوفنا وبكل جوانبنا لنستعيد المبادرة ولنكمل الطريق الذي بدأه الرواد ولنسلمه للأجيال الصاعدة سليما غير موبوء.