هل سيتم الإفراج عن مشروع تأهيل محطتي القطار بمكناس؟ هذا هو السؤال الذي يؤرق عددا هاما من المواطنين، فبعد مرور سنوات عديدة على تأهيل عدد هام من محطات القطار (الرباط، القنيطرة، الدار البيضاء، فاس، طنجة، مراكش..) ظلت ساكنة مكناس تنتظر الإفراج عن هذا المشروع دون أن تلوح في الأفق أية بوادر تبشر بقرب الإفراج عن هذا المشروع، علما أن محطة القطار مكناس تعتبر من بين أقدم المحطات بالمغرب، وحيث أنها تعد إحدى أهم البوابات للعاصمة الإسماعيلية التي تعد أهم المدن السياحية المغربية، وبما أن بوابات المدن بما فيها محطات القطارات تعتبر أحد أهم العوامل التي تترك انطباعا إيجابيا لدى الزوار و السياح، فإن عدد من المراقبين يسجلون باستغراب شديد إقصاء محطتي القطار لمكناس من برامج إعادة التهيئة التي شملت مجموعة من المحطات بمدن أخرى، وفقا لمعايير المعمار والتراث المغربي الأصيل وكذا وفق معايير الجودة و شروط إرضاء الزبناء وبما يضمن المردودية للمكتب الوطني للسكك الحديدية.
في ظل هذا الوضع ظلت الشائعات تتناسل بشأن المشروع، علما أن السؤال طرح في قبة البرلمان في أكثر مناسبة، علما أن خدمات النقل عبر القطارات شهد في السنوات الأخيرة ارتفاعا بحوالي 12 بالمئة، و هي نسبة مهمة أدت بالضرورة إلى اعتماد الاستراتيجية الجديدة التي تهدف إلى تثمين وتجويد الخدمات المقدمة للمسافرين داخل المحطات السككية.
في هذا الإطار عقد محمد عبد الجليل وزير النقل واللوجيستيك، يوم الاثنين 10 يوليوز 2023 بمقر الوزارة اجتماع عمل مع سعيد زنيبر، والي جهة فاس- مكناس عامل عمالة فاس وعبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس جهة فاس- مكناس، مرفوقان بكبار المسؤولين بكل من الولاية والجهة، وقد تم خلال هذا الاجتماع التطرق لعدد من المواضيع التي تتعلق بمخطط تنمية جهة فاس مكناس، والتي تهم أساسا تطوير المناطق اللوجيستيكية بالجهة، وخاصة المحطة اللوجيستيكية برأس الماء وكذا مواكبة الدراسة الخاصة بإحداث محطة طرقية جديدة بمدينة فاس، كما تطرق الاجتماع إلى تأهيل محطات القطار بكل من مكناس وتازة.
وكان ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية قد استعرض في نهاية يناير 2023 خارطة المشاريع والاستثمارات المستقبلية للمكتب خلال عام 2023، ومن بينها مشروع تأهيل محطة القطار بمكناس، وهو المشروع الذي ظل في رفوف الوزارة لسنوات عديدة، وحسب العرض الذي قدمه ربيع الخليع، فمن المنتظر أن تشهد سنة 2023، أشغال تأهيل سبع محطات قطار عبر التراب الوطني وضمنها محطة مكناس، مما يعني أن مشروع التأهيل لن يشمل محطة الأمير عبد القادر بنفس المدينة.
وبالنسبة لمشروع تأهيل محطة القطار بمكناس، كشف ربيع الخليع من خلال العرض الذي قدمه في البرلمان، أنه سيتطلب تعبئة 167 مليون درهم (16,7 مليار سنتيم) وهو الاستثمار الأكبر من نوعه بالمقارنة مع باقي المحطات، مضيفا أن مدة الأشغال ستستغرق سنتين، وأنه من المنتظر أن تنطلق شهر يونيو 2023، وهي الوعود التي يبدو أنها تبخرت، ليظل الانتظار والترقب سيد الموقف .
