الجمعة 7 فبراير 2025
سياسة

العلمي يحذر من مخاطر الإرهاب والانفصال على إفريقيا

العلمي يحذر من مخاطر الإرهاب والانفصال على إفريقيا جانب من أشغال الندوة البرلمانية الإفريقية
أكد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب على أن التحديات التي تواجه القارة الإفريقية اليوم، لا تحتاج إلى عناء كبير، أو جهد خاص من أجل تشخيصها، موضحا في كلمة له بمجلس النواب، الخميس 6 يوليوز 2023، خلال افتتاح الندوة البرلمانية الإفريقية حول موضوع "التعاون البرلماني الإفريقي في ظل التحديات الراهنة"، أن الأمر يحتاج بالأساس إلى "أجوبة جماعية، إلى ذكاء جماعي، وإلى الرفعِ من درجة التعبئة، والتأهب من أجل الترافعِ عن مصالح القارة أمام ازدهارِ الأنانياتِ القارية، والقطرية في قارات أخرى، كما تأكد ذلك بالدليل الملموس خلال جائحة "كوفيد 19" حين واجهت بلدانُنا، حكوماتٍ وبرلمانات، وقوى مدنية، وسياسية ومرافق طبية واجتماعية، الوباء، وتداعياته بإمكانيات محدودة، ولكن بإرادةٍ صلبة، وبتضامنٍ اجتماعي هو من صُلْبِ الثقافة الإفريقية".
وزاد الطالبي العلمي قائلا:" لا أريد من خلال هذا التذكير أن أحيِي جرحا من الجراح التي عانت منها قارتنا في سياق علاقات دولية غير عادلة، ولكن همي هو التذكير بأن الاعتماد على الذات، وعلى الإرادة الإفريقية المشتركة، وعلى توحيد الجهودِ هو المفتاح لرفعِ التحديات التي تكبح العديد من الديناميات الإنمائية في القارة".
وأشار المتحدث ذاته أنه على "رأسِ قائمة التحديات التي تواجهها قارتنا الإفريقية عودة تناسلِ النزاعات الداخلية أساسا في عدد من بلدان القارة، إذ يتعرض الأمن الداخلي في عدد من البلدان للتَّقويض، وذلك بعد أن نجحت إفريقيا في التخلص من نزاعات عابرة للحدود وأخرى داخلية، بالتوازِي مع بناء المؤسسات الوطنية والديموقراطية، وبعد أن سار تنظيم انتخاباتٍ منتظمة في الأغلبية الساحقة من بلداننا تقليدا سياسيا يتم الحرص على احترامه، وبرز جِيل جديد من النخب السياسية التي تقود إفريقيا على كافة المستويات".
وأضاف في هذا الصدد:" وفي مسحٍ سريعٍ لِخريطة النزاعات عبر العالم، يتبين أن أفريقيا ما تزال القارة التي تعاني من أكبرِ عددٍ من النزاعات ومن أعقدِها عبر العالم"، كما أبرز أن هذه النزاعات، تساهم في تعميق الهشاشة، وتتغذى منها، خاصة في السياقات الجيوسياسية التي تمكنت فيها الحركاتُ الإرهابية ونزوعات الانفصال من أخذِ مواطئ أقدام هامة في بعض مناطق القارة مقَوضة التنمية، والبناء الديموقراطي والمؤسساتي والاستقرار، والسلم.
وإذا كانَ التحدي الإرهابي في صيغَتِه المعاصرة دخِيلا على قارتنا، ومستورَدا، ولا علاقةُ له بالبيئة الإفريقية المعتدلة والمسالمة، فإن امتداداتِه وجذوره الدولية، تجعلُه أكثرَ إيذاءً في السياقات الإفريقية".
وأضاف "ولا يكتفي الإرهاب في إفريقيا، بتقويض الاستقرار ولكنه يدفع باتجاه تعميم الفوضى وحالة اللادولة، ويضع يَدَه على عدد من الموارد الاستراتيجية في بعض بلدان القارة ليضمن تمويل جرائمه وتَمَدُّدَهُ ويَزِيدَ من مَنْسُوبِ الرعب في أوساط السكان. وهو بذلك يتكامل مع باقي أشكال الجريمة المنظمة ومع الحركات الانفصالية التي يلتقي معها في المصالح والاستراتيجيات والرهانات".
الطالبي العلمي قال أيضا:"وإذا كانت المجموعةُ الدولية، وخاصة القوى النافذة في القرار الدولي، والبلدان الغنية، ممتحنةً في تقديمِ الدعمِ الجِدِّي، الملموسِ والمتنوع من أجل التصدي للإرهاب واجتثاث حركاته، فإن بلداننا الإفريقية مطالبةٌ بتقديرِ حجم خطر الإرهاب الدَّاهِم والمُهَدِّدِ للجميع، وبالأساس تقديرِ حجمِ الخطر الذي يشكلُه التحالفُ بين الإرهابِ والانفصال، ليس فقط على الاستقرارِ والأمن ولكن بالأساس على تفكيكِ الدول مع تداعياتِ كل ذلك على التهجيرِ الجماعي والنزوحِ واللجوءِ والمآسي الإنسانية التي تواكب ذلك".
وشدد أنه "إزاء هذه الأوضاع، فإننا كبرلمانات إفريقية وفي المنظمات البرلمانية الإفريقية متعددة الأطراف، مطالبون بالترافعِ من أجل استراتيجية دولية عاجلة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا تنخرط فيها المجموعة الدولية بجميع الإمكانيات الممكنة، بالموازاة، بالطبع، مع العمل الجدي مع حكومات البلدان المعنية من أجل تنمية محلية مبنية على شراكة تقطع مع الأساليب التقليدية للدعم من أجل التنمية، وتمكن من تحويل إمكانيات إفريقيا إلى ثرواتٍ منتجةٍ للشغل ودامجةٍ للجميع. ومن شأن ذلك، القضاء على التربة الخصبة حيث تنتعش ثقافة التشدد والتطرف والإرهاب".
وفيما اعتبر أن اللقاء، مناسبة لتجديد التضامن مع كل البلدان الشقيقة في إفريقيا التي تواجه الأرهاب بأَنَاةٍ وعَزْمٍ وتصميم، أكد الطالبي العلمي أن هذا الأمر يتطلب حجم هذا الخطر، الزميلات والزملاء، تحولا جذريا في التعاطي الدولي مع الإرهاب في إفريقيا، وتلك مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون سياسية واستراتيجية. ويتطلب ذلك أيضا، منا، نحن المشرعين الأفارقة، ممثلي الشعوب، جعل هذا المطلب في مقدمة أجندة مرافعاتِنا في المحافل البرلمانية الدولية.