لم يكن سوى من مكر الصدف أن تشهد اللحظة التي كانت تنظم فيها ولاية جهة الدار البيضاء ندوة صحفية بمقر ثكنة "الشهداء" للوقاية المدنية، يوم أمس الإثنين، في موضوع توضيح كل ما يحيط بفاجعة بوركون، هي ذاتها اللحظة التي تهاوى خلالها سقف المنزل رقم 11 بزنقة مدريد في درب الطاليان الكائن بالمدينة القديمة، مخلفا إصابة طفلين توأم على مستوى الرأس، وهما يوسف ويونس حبي البالغان من العمر 8 سنوات، حيث نقلا لمستشفى الصوفي من أجل تلقي الإسعافات الأولية. وهو الحادث الذي أعطى الدليل على أن زلزال انهيار المباني في مدينة الدار البيضاء يأبى إلا أن يواصل ارتداداته، ويكشف على أن شبحه لم يعد يقبل إلا انتظار زياراته المفجعة في أي وقت وحين. خاصة وأن الندوة الصحفية المشار إليها، قدمت أرقاما تتحدث عن نفسها، ومنها حاجة 2180 منزل لهدم كلي وبصفة مستعجلة، كما أن 956 منزل تستدعي حالته الهدم الجزئي، في ما يتطلب 1273 منزلا الدعم و1648 الإصلاح. وكل هذا يفضي، تقول الأرقام، إلى ضرورة إعادة إسكان نحو 9250 أسرة.