الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

"مبروك الزيادة" التي حوَّلها بنكيران من مقدمة بشرى إلى منذر شؤم

"مبروك الزيادة" التي حوَّلها بنكيران من مقدمة  بشرى إلى منذر شؤم

"مبروك الزيادة" لم تعد العبارة التي تستهوي المغاربة كما عرفوا عليه من قبل لتهنئة أب أو أم بمولود جديد، بل صارت منذر شؤم واللازمة القريبة إلى ألسنتهم وهم يستيقظون كل صباح على خبر الرفع من سلعة أو خدمة تقدم لهم في ظل أشهر حكومة رفعت شعار "الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين". وتكفي الإشارة إلى آخر ما أقدمت عليه من إثباتات نقض عهودها، والمتمثل في الرفع من أسعار الغازوال ب49 سنتيم للتر الواحد ابتداء من نهاية هذا الأسبوع، والذي لم يدعه سائقوا الطاكسيات يمر دون التجعيل بإلقائه على كاهل الزبون البسيط، ومن ثمة مطالبته ب50 سنتيما إضافية للسعر المألوف. حتى أن كل من استقلوا سيارة الأجرة تلك، صباح هذا اليوم، تبادلوا في ما بينهم عبارة "مبروك الزيادة" تنفيسا لهم، ولو بروح فكاهية مصدومة، على ما ضاقت به صدورهم المكتوية سلفا بالعديد من الضغوطات المعيشية.

وهنا، يطرح التساؤل عن حقيقة ما كان يدعيه الوزير الوفا من ضمانات دعم مادة الغازوال إلى نهاية السنة الجارية، أم أن الموضوع ليس سوى مسكنات أدت دورها في وقت ما وحان الوقت لكشف زيفها وزيف غيرها من الشعارات الرنانة التي لم يجن منها المواطن غير القهر والمعاناة؟. وبما أن لابد للمكبوت من فيضان، كما يقول الشاعر، فإن ما يخشاه المتتبعون لمنحى هذا التصاعد في الأسعار هو أن يؤدي إلى المزيد من الإرهاقات التي قد تتولد عنها توترات اجتماعية غير مبرمجة في الحسبان، خاصة أمام شراسة تحالف مصاريف رمضان والعطلة الصيفية مع ما يُنتظر من متطلبات العيد والدخول المدرسي. أو كما صرخ أحد المواطنين "هاد الحكومة كتفيق الصباح وكدير اللي فراسها باش تسالي معانا هي وهَمْ الزمان اللي داير يديه فيد خوه..".