الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

هذه حقائق محمد السادس حول ثروات الصحراء

هذه حقائق محمد السادس حول ثروات الصحراء الملك محمد السادس
مازال‭ ‬العد‭ ‬التنازلي‭ ‬لنهاية‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬مستمرا،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬يحصد‭ ‬انتكاساته‭ ‬المتلاحقة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الواجهات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬لعل‭ ‬آخرها‭ ‬القرار‭ ‬القضائي‭ ‬البريطاني‭ ‬الرافض‭ ‬لإبطال‭ ‬الشراكة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬المغرب‭ ‬ببريطانيا‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاق‭ ‬تم‭ ‬توقيعه‭ ‬بلندن‭ ‬يوم‭ ‬26‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019‭ ‬ودخل‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2021،‭ ‬والذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬جمعية‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬تنشط‭ ‬حصرا‭ ‬ضد‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمغرب،‭ ‬وتخدم‭ ‬حصرا‭ ‬مصالح‭ ‬«البوليساريو»‭.‬

فقد‭ ‬قضت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بلندن،‭ ‬الخميس‭ ‬(27‭ ‬ماي‭ ‬2023)،‭ ‬برفض‭ ‬نهائي‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الطعن‭ ‬فيه‭ ‬لطلب‭ ‬استئناف‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬منظمة‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬داعمة‭ ‬للبوليساريو “WSC”،‭ ‬يخص‭ ‬قرارا‭ ‬سابقا‭ ‬للمحكمة‭ ‬الإدارية‭ ‬برفض‭ ‬طلبها‭ ‬الساعي‭ ‬إلى‭ ‬إبطال‭ ‬اتفاق‭ ‬الشراكة‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬المغرب‭ ‬ببريطانيا‭.‬

قرار‭ ‬المحكمة‭ ‬البريطانية‭ ‬المنتصر،‭ ‬في‭ ‬العمق،‭ ‬لمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬يطرح‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الملاحظات:
أولا:‭ ‬أنه‭ ‬قرار‭ ‬يلزم‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬البريطانية‭ ‬(الحكومة،‭ ‬مجلس‭ ‬العموم،‭ ‬مجلس‭ ‬اللوردات‭.. ‬إلخ)،‭ ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬تتخذه‭ ‬بريطانيا‭ ‬اليوم‭ ‬أو‭ ‬غدا‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬غد،‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬منسجما‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬القضائي‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭  ‬اعترافا‭ ‬عمليا‭ ‬وقانونيا‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬وذلك‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬الشراكة‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬بريطانيا‭ ‬بالمغرب،‭ ‬والذي‭ ‬يتأسس‭ ‬بوضوح‭ ‬على‭ ‬السيادة‭ ‬الكاملة‭ ‬للمغرب‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬ترابه‭ ‬الوطني،‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬بريطانيا‭ ‬ليست‭ ‬بدولة‭ ‬نكرة،‭ ‬بل‭ ‬قوة‭ ‬عظمى‭ ‬وعضو‭ ‬دائم‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬وقرارها‭ ‬موثق‭ ‬وملزم‭ ‬لها‭.‬

ثانيا:‭ ‬الدفوعات‭ ‬التي‭ ‬رفعها‭ ‬الانفصاليون‭ ‬بالمناولة‭ ‬الجمعوية‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬البريطانية،‭ ‬والتي‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬استثناء‭ ‬ثروات‭ ‬الصحراء‭ ‬من‭ ‬اتفاقية‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬المغرب،‭ ‬هي‭ ‬الدفوعات‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬دأبت‭ ‬البوليساريو‭ ‬على‭ ‬رفعها‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬الأوروبية‭ ‬قبل‭ ‬مغادرة‭ ‬بريطانيا‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬«البريكست»‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019)‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬القضائي‭ ‬البريطاني‭ ‬يذهب‭ ‬بعيدا‭ ‬في‭ ‬ردع‭ ‬الخصوم،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬القانوني‭ ‬والتجاري،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسي‭ ‬أيضا،‭ ‬حين‭ ‬يتفوق‭ ‬في‭ ‬منطوقه‭ ‬على‭ ‬الموقف‭ ‬الداعم‭ ‬لـ‭ ‬«مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربي»‭ ‬«الموقف‭ ‬الذي‭ ‬تتبناه‭ ‬لندن»،‭ ‬ويتجاوزه‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالسيادة‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬أراضيه،‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬إحراجا‭ ‬للقضاء‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬سيكون،‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬فصاعدا،‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬ضعف،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬القضاء‭ ‬البريطاني‭ ‬يصنفه‭ ‬فقهاء‭ ‬القانون‭ ‬بأنه‭ ‬النظام‭ ‬الأكثر‭ ‬عراقة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭. ‬والسؤال‭ ‬هو:‭ ‬هل‭ ‬يضع‭ ‬القضاء‭ ‬الأوروبي‭ ‬نفسه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬خارج‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وخارج‭ ‬القرار‭ ‬الشجاع‭ ‬والنزيه‭ ‬الذي‭ ‬أسسه‭ ‬القضاء‭ ‬البريطاني؟‭ ‬هل‭ ‬سيخرج‭ ‬القضاء‭ ‬الأوروبي‭ ‬من‭ ‬منطق‭ ‬الابتزاز‭ ‬إلى‭ ‬رحابة‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية؟

ثالثا:‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬القرار‭ ‬القضائي‭ ‬البريطاني‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬الإسباني‭ ‬الداعم‭ ‬لوجاهة‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬كحل‭ ‬واقعي‭ ‬وحيد‭ ‬لتسوية‭ ‬نزاع‭ ‬الصحراء،‭ ‬والموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬المعترف‭ ‬بالسيادة‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭. ‬وإذا‭ ‬أضفنا‭ ‬موقف‭ ‬برلين‭ ‬وبروكسيل‭ ‬وهولندا‭ ‬والليكسومبورغ‭ ‬ورومانيا‭ ‬والبرتغال‭.. ‬إلخ،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬«دينامية‭ ‬دولية‭ ‬جديدة»‭ ‬يجري‭ ‬توسيعها‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق‭  ‬لتشمل‭ ‬الدول‭ ‬المترددة،‭ ‬والكيانات‭ ‬المستفيدة‭ ‬من‭ ‬«الإنفاق‭ ‬الجزائري»‭ ‬المحصور‭ ‬في‭ ‬معاكسة‭ ‬المصالح‭ ‬المغربية،‭ ‬والذي‭ ‬يرمي‭ ‬«أموال‭ ‬الغاز»‭ ‬يمينا‭ ‬ويسارا‭ ‬لعرقلة‭ ‬نمو‭ ‬دولة‭ ‬مجاورة،‭ ‬حسدا‭ ‬وإيغالا‭ ‬في‭ ‬الحقد‭.‬

رابعا:‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬أن‭ ‬يغلق،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬علاقة‭ ‬المغرب‭ ‬ببريطانيا،‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬ثروات‭ ‬الصحراء،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬والبوليساريو‭ ‬دأبت‭ ‬على‭ ‬استعمال‭ ‬ورقة‭ ‬القضاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬معاكسة‭ ‬مصالح‭ ‬المغرب،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بريطانيا‭ ‬كانت،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬النرويج‭ ‬والسويد‭ ‬ودول‭ ‬أوربية‭ ‬أخرى،‭ ‬تطالب‭ ‬ببطلان‭ ‬اتفاقية‭ ‬الشراكة‭ ‬المغربية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬بدعوى‭ ‬أنها‭ ‬تشمل‭ ‬إقليم‭ ‬الصحراء‭ ‬المتنازع‭ ‬عليه،‭ ‬وفي‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال‭ ‬كانت‭ ‬تطالب‭ ‬بمراجعتها‭ ‬بذريعة‭ ‬الكلفة‭ ‬المالية،‭ ‬مما‭ ‬يبقي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقات‭ ‬معلقا‭ ‬لسنوات‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تجديده‭ ‬أو‭ ‬توقيع‭ ‬بروتوكول‭ ‬جديد‭ ‬لتمديده‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يضع‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬مأزق،‭ ‬بل‭ ‬يعرضه‭ ‬للعبة‭ ‬«ابتزاز»‭ ‬مكشوف‭ ‬تلعبها‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬جميعها‭ ‬بتناغم‭ ‬تام‭ ‬بين‭ ‬الرافضين‭ ‬والمساندين،‭ ‬بدعوى‭ ‬أن‭ ‬«الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬يؤيد‭ ‬حل‭ ‬نزاع‭ ‬الصحراء‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن»‭. ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬اشتراطات‭ ‬الأوروبيين،‭ ‬أثناء‭ ‬تجديد‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الثنائية،‭ ‬تؤكد‭ ‬وجود‭ ‬خليط‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬الأوروبية‭ ‬غير‭ ‬المتجانسة‭ ‬نحو‭ ‬المغرب‭.‬

خامسا:‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬برلمانات‭ ‬دول‭ ‬أوروبية‭ ‬تصادق‭ ‬على‭ ‬مقترحات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اللجان‭ ‬البرلمانية‭ ‬وتعرضها‭ ‬على‭ ‬البرلمان‭ ‬للمصادقة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬توصيات‭ ‬موجهة‭ ‬لحكوماتها‭ ‬لإصدار‭ ‬قرارات‭ ‬مضادة‭ ‬للرباط‭. ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬القرارات‭ ‬غير‭ ‬ملزمة‭ ‬للسلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول،‭ ‬فإنها‭ ‬مبادرات‭ ‬مدروسة‭ ‬ومخدومة‭ ‬تنبئ‭ ‬بأن‭ ‬المغرب‭ ‬«هدف‭ ‬دائم»‭ ‬للاستعمار‭ ‬الجديد،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نجده‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬اتضح‭ ‬جليا‭ ‬أنه‭ ‬خاضع‭ ‬للوبي‭ ‬مناهض‭ ‬للمغرب‭ ‬ولمنجزاته‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والسياسية‭.‬

سادسا:‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬المنظمات‭ ‬«الحقوقية»‭ ‬الدولية‭ ‬حيال‭ ‬قرار‭ ‬القضاء‭ ‬البريطاني‭ ‬تؤكد‭ ‬بالملموس‭ ‬مؤامرتها‭ ‬الصامتة‭ ‬والمؤدى‭ ‬عنها‭ ‬على‭ ‬المغرب‭.  ‬فقد‭ ‬تعودت‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬«هيومن‭ ‬رايس‭ ‬ووتش،‭ ‬أمنستي،‭ ‬منظمة‭ ‬كينيدي‭ ‬للديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬إلخ»‭ ‬على‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬المغرب،‭ ‬وتدبيج‭ ‬البيانات‭ ‬وصياغة‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬عقيدة‭ ‬واحدة‭ ‬معادية‭ ‬له‭ ‬وقائمة‭ ‬على‭  ‬تبخيس‭ ‬جهود‭ ‬آلياته‭ ‬الوطنية،‭  ‬وإظهاره‭ ‬بصورة‭ ‬الغارق‭ ‬في‭ ‬الاستبداد‭ ‬وقهر‭ ‬العباد،‭ ‬والحال‭ ‬أنها‭ ‬تصمت‭ ‬عن‭ ‬انتهاكات‭ ‬الجزائر‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬كل‭ ‬المؤشرات،‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬دولة‭ ‬عسكرية‭ ‬أوليغارشية‭ ‬محصورة‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬طغمة‭ ‬عسكرية‭ ‬واستخباراتية‭ ‬فاسدة،‭ ‬بينما‭ ‬تقدمها‭ ‬تقارير‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أنها‭ ‬«دولة‭ ‬فاضلة»‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الحالات‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬دولة‭ ‬شبح،‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬يستحق‭ ‬القول‭ ‬في‭ ‬شأنها‭.‬

سابعا:‭ ‬لقد‭ ‬سبق‭ ‬للمغرب‭ ‬أن‭ ‬أفشل‭ ‬باقتدار‭ ‬عسكري‭ ‬كبير‭ ‬ورقة‭ ‬معبر‭ ‬الكركرات‭ ‬التي‭ ‬لعبها‭ ‬وخطط‭ ‬لها‭ ‬جينرالات‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬نونبر‭ ‬2020،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬تطهير‭ ‬المعبر‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬المغرب‭ ‬بعمقه‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وأحكم‭ ‬مراقبته‭ ‬وسيطرته‭ ‬عليه‭. ‬كما‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬أفشل‭ ‬مخططات‭ ‬تحويل‭ ‬جامعاته‭ ‬إلى‭ ‬محضنة‭ ‬لتفريخ‭ ‬الانفصاليين،‭ ‬وإذكاء‭ ‬روح‭ ‬التمرد‭ ‬لدى‭ ‬انفصاليي‭ ‬الداخل‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬العيون‭ ‬والسمارة‭ ‬وأسا‭ ‬والزاك‭ ‬والداخلة‭ ‬وأوسرد،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إسقاطه‭ ‬للورقة‭ ‬الحقوقية‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬التقارير‭ ‬الأممية‭ ‬أصبحت‭ ‬تعلي‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬العمل‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬اللجن‭ ‬الجهوية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬أقاليمنا‭ ‬الصحراوية‭. ‬وها‭ ‬هو‭  ‬يفشل‭ ‬الآن‭ ‬ورقة‭ ‬القضاء،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬الموزمبيق،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬دولة‭  ‬عظمى‭ ‬اسمها‭ ‬بريطانيا‭. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬المحرج‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬منح‭ ‬للبوليساريو‭ ‬الأهلية‭ ‬القانونية‭ ‬لرفع‭ ‬دعاوى‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الأوربية‭. ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬بات‭ ‬يدرك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬المحكمة‭ ‬الأوروبية‭ ‬ينبني‭ ‬على‭ ‬«اعتبارات‭ ‬مخدومة»،‭ ‬وأن‭ ‬المغرب‭ ‬ضاق‭ ‬ذرعا‭ ‬بالابتزاز‭ ‬الذي‭ ‬تنهجه‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬فرنسا،‭ ‬لتبقي‭ ‬الوضع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬بشأن‭ ‬الصحراء،‭ ‬لأنها‭ ‬تعتبر‭ ‬أن‭ ‬التسوية‭ ‬النهائية‭ ‬لهذا‭ ‬النزاع‭ ‬ضرب‭ ‬لمصالحها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭.‬
 
تفاصيل أوفى في العدد الجديد من أسبوعية "الوطن الآن"