ادريس المغلشي ما أحوجنا إلى التعلم من تجارب الآخرين الرائدة والابتعاد ما أمكن عن تبعية عمياء لدول فقدت قدرتها على تدبير قطاعاتها الحساسة والحيوية كقطاع التعليم مثلا. نحن نعيش مرتهنين كلية لمخططاتها المتخلفة دون نتيجة تذكر.
ولم نستوعب بعد اخفقاتها المتتالية. النموذج الفرنسي لم يعد يشكل مثالا يحتدى به لدول افريقية بعدما تحررت من قبضتها، فرنسا فشلت في ضمان وفاء كثير من الدول في إطار مايسمى بالفرنكفونية، مما اعتبره جل المتتبعين استقلالا حقيقيا عن هيمنتها وولائها.
ما أثارني في التجربة الأمريكية أنها استطاعت أن تربط منهجها التربوي بالرياضة بشكل يجعل التفوق مزدوجا. فهي لاتريد نجوما رياضيين أميين غير متفوقين في دراستهم .ما يجسد حقيقة هذه النظرية قصة من الواقع الأمريكي، تحكي عن الدراسة والرياضة وبالتحديد كرة السلة التي تعتبر أمريكا رائدة فيها.
الكوتش كارتر فيلم يحكي قصة واقعية وحقيقية، تقع أحداثها في ريتشموند إحدى مدن ولاية كاليفورنيا. حكاية يمكن ان نستدل بها فيما يقع بقطاع التربية بوطننا وكيف تعالج الدول المتقدمة إشكالاتها التربوية وعلى النقيض كيف نتعامل نحن مع أعطابنا التربوية.نحن متخلفون بسنوات ضوئية عمن هم في المقدمة. شتان بين مقارباتنا المتعثرة وتوجهاتهم الرائدة، فعلا هناك مأساة وصعوبة منهجية لمعالجة قضايانا التعليمية .كيف توارت إلى الخلف الرياضة المدرسية كرافعة أساسية لصناعة المنتخبات. وكيف أريد للمدرسة العمومية أن تتخلى عن دورها في نهضة الرياضة الوطنية.
تحكي القصة باختصار شديد ان هناك بطولة في كرة السلة تجرى بين ثانويات مدن كل ولاية على ان يحصل الفريق الفائز في النهاية على منح التعليم العالي مع تبني فرق كبرى للطاقات الواعدة . مدينة ريتشموند تمتاز بوجود نسبة كبيرة من السود الأمريكيين حيث يكثر الإجرام والمخدرات بمختلف أنواعها مما رفع من منسوب التحدي.
حضر الكوتش كارتر في مباراة اقصائية التي سيعرف فيها فريق المدينة هزيمة ثقيلة. وباعتباره أحد نجومها الذين لازال الملعب يحتفظ بأسمائهم وسنوات تتويجهم معلقة على الحائط لحفظ ذاكرة الرياضة بالمدينة .تم التفاوض معه من أجل تدريب الفريق وتعاقدت مع المؤسسة لبلوغ النهائي بشروط بين الطرفين .
في أول لقاء يضع كارتر تعاقدا مكتوبا مع اللاعبين يوقع تحت إشراف الآباء .يضم ضمن حيثياته كثير من المقتضيات والالتزامات . تصدى المدرب للتهاون في حصص التداريب مع التدرج في التمارين كما طالب اساتذة المؤسسة تحت اشراف مديرة المؤسسة بتقارير عن كل لاعب من خلال تحصيله الدراسي وهو ماعتبرته المديرة في بداية الأمر تدخلا في اختصاصاتها فحرضت الاباء . يتأجج الوضع فيقدم على اغلاق الملعب مقابل فتح المكتبة للتحاور .لم يرضخ للضغوطات وهو يطمح لكي يحصل على البطولة ومنح التعليم العالي وباصراره وطرقه البيداغوجية التي يطرحها الفيلم استطاع أن يفوز بالبطولة ويضمن مستقبلا لجميع أعضاء الفريق بالتعليم العالي.
ويعطي للجميع خلاصة مفادها التحدي والالتزام والانضباط مع الصرامة تحقق الاهداف على راسها فريق يفوز في لعبة كرة السلة ويضمن منح التعليم العالي واحتضانا من فرق مشهورة من أجل اللعب معها ثلاثة أهداف أساسية، تحققت لاعب فائز ومتفوق في دراسته وله منحة جامعية ومتحتضن من طرف فريق عالمي. أهداف كانت إلى عهد قريب بعيدة المنال جعلها الكوتش كارتر في المتناول .
