تعليقا على إمكانية تأثير تصريحات رئيس مجلس المستشارين والقيادي بحزب الإستقلال "النعمة ميارة" التي جدّد فيها رفض احتلال إسبانيا للمدينتين المغربيتين سبتة ومليلية، على العلاقات بين الرباط ومدريد، قال الباحث في العلاقات الدولية أحمد نور الدين : إن العلاقات المغربية الاسبانية، أخذت منحى جديدا وباتت أكثر صلابة بعد الأزمة التي مرت منها بسبب استقبال اسبانيا لزعيم الإنفصاليين الذي انتحل اسم "بن بطوش"، مشيرا إلى أن من أبرز ملامح هذا التحول مراجعة اسبانيا لموقفها من مبادرة الحكم الذاتي ومغربية الصحراء، وقد تمت المصالحة بين البلدين على أسس ومبادئ واضحة كرسها البيان المشترك والرسائل المتبادلة بين القيادتين السياسيتين، ولم يكن من ضمنها تنازل المغرب عن سيادته على الجيوب المحتلة.
وسجل الخبير في العلاقات الدولية، أن سبتة ومليلية والجزر التسعة المحتلة في البحر الأبيض المتوسط، منها ما هو على مرمى حجر من المغرب، هي جيوب محتلة من اسبانيا ،وهذا واقع لا ينبغي أن نتنازل عنه مهما كانت العلاقات الإستراتيجية مع اسبانيا ومهما تحسنت هذه العلاقات، ولا يجب أن نقع في الأخطاء وأن نخلط ما بين تحسن العلاقات والإتفاقات ،وما بين القضايا السيادية التي لا تقبل التنازل.
وإذا كان السيد ميارة قد صرح أن سبتة ومليلية مدينتان محتلتان، فالمسؤولون الإسبان من أعلى رأس السلطة إلى أسفلها بما فيهم النواب البرلمانيون وغيرهم، لا يفوتون فرصة للتأكيد على أن الثغرين المحتلين مثلهما مثل باقي المدن الإسبانية، و تصريحات رئيس الوزراء الإسباني في هذا المجال ليست ببعيدة والتي كررها خلال الشهور الأخيرة.
أخطر من ذلك، أشار احمد نور الدين الخبير في العلاقات الدولية، إلى الزيارات الرسمية لرؤساء الحكومات الإسبانية إلى سبتة ومليلية إلى جانب زيارة الملك الإسباني نفسه إلى المدينتين المحتلتين، مؤكدا أن هذا يعتبر عملا استفزازيا للمغرب، وأن الأمر يتعلق بأفعال وليس فقط بالكلام من طرف المسؤولين الإسبان لتعزيز مزاعم تبعية المدينتين المغربيتين للسيادةالإسبانية.
وخلال الأزمة الماضية بين اسبانيا والمغرب..لا ننسى أن الفرق البرلمانية الإسبانية تقدمت بمشروع قرار إلى البرلمان الأوروبي يدين المغرب في قضية اقتحام عدد من القاصرين لمعبر سبتة، مسجلا أن الخطير في المشروع، ليس هو إدانة استغلال القاصرين أو غيرها من المزاعم التي يمكن أن تجد لها سندا حقوقيا، بل إن الخطير في القرار الذي صدرعن البرلمان الأوروبي هو اعتبار سبتة اسبانية جزءا من الأراضٍي الأوروبية وهو سابقة خطيرة للغاية !؟ وتعتبر يضيف الخبير استقواء بالاتحاد الأوربي من طرف إسبانيا لتكريس احتلالها لأراضي مغربية.
أما تصريحات النعمة ميارة، فهي مجرد تصريح في ندوة حزبية داخلية، بينما في الجانب الآخر هناك خطوات عملية من مسؤولين إسبان، من خلال زيارة المدينتين من طرف أعلى المسؤولين الإسبان والإعلان أن السيادة الإسبانية لا تقبل النقاش! وقد قام بيدرو سانشيز نفسه بزيارة سبتة في مارس الماضي، ولم يصدر تنديد مغربي بذلك، بالإضافة إلى مواقف كل الأحزاب بما فيها بوديموس الذي صرح أحد قياداته في وقت سابق ، أنه من غير المقبول في القرن العشرين أن تظل سبتة ومليلية مدينتين محتلتين وهو ما جر عليه زوبعة انتقادات شديدة من طرف الأحزاب الاسبانية.
إن ما يقوم به المسؤولون الإسبان، أكثر استفزازا سواء من الناحية القانونية أو السياسية أو الإعلامية او حتى العسكرية مثل ما وقع في حادثة جزيرة ليلى، وبالتالي يعتبر تصريح ميارة أكثر من طبيعي لأن مغربية سبتة ومليلية هي التي ليست قابلة للنقاش، وليس العكس.وحتى أولائك الذين يصطادون في الماء العكر داخل المغرب وممن اعتبروا أن تصريحات ميارة او توقيتها على الاقل كان غير موفق او مجانبا للصواب، بالنظر لطبيعة السياق الذي صدرت فيها تزامنا مع تحسن العلاقات المغربية الاسبانية، نقول لهم لا تنازل عن القضايا السيادية.
وعلينا أن نؤكد أن مراجعة اسبانيا لموقفها تجاه الصحراء المغربية وعلى أهميته فهو لازال لم يرق إلى اعتراف صريح وواضح، علما أن إسبانيا تتحمل المسؤولية العظمى في خلق هذا النزاع من أساسه بوصفها قوة استعمارية سابقة تآمرت مع فرنسا على تقسيم اراضي المملكة التي كانت تسمى آنذاك بالامبراطورية الشريفة. وعلى هذين البلدين أن يتحملا مسؤوليتهما التاريخية والسياسية بتصحيح هذا الخطأ التاريخي والإعتذار للمغرب عن هذه الجريمة في حق وحدة وسلامة اراضيه وحدوده التاريخية.
لذلك يرى محدثنا انه لا يجب على المغرب أن يقدم هدايا مجانية لاسبانيا لأن هاته الأخيرة عندما راجعت علاقتها مع المغرب لم تراجعها على أساس أن يتنازل المغرب عن سبتة ومليلية. وحينما نعود إلى الرسائل المتبادلة بين البلدين سواء بين الملك محمد السادس وبيدرو سانشيزأو التصريحات الواردة في الخطابات الملكية من الجانبين أو البيان المشترك الموقع بين الرباط ومدريد في أعقاب زيارة سانشيز إلى المغرب التي انهت الأزمة بين البلدين نجد أن سبتة ومليلية مسكوت عنها بمعنى أن هناك اتفاقا شبه ضمني على إبقاء هذا الملف مجمداً إلى حين ..ولكن دون تنازل عن السيادة المغربية ..
والدبوماسية المغربية لا يجب أن تقع في خطأ ردود فعل حول تصريحات القيادي الإستقلالي ميارة، لأنه ليس من حق اسبانيا أن تضغط على المغرب في أمور سيادية على أرض مسكوت عنها لحسابات جيوسياسية خاصة، أنه ليس مطلوباً من الخارجية المغربية أن تبرهن عن حسن نوايا المغرب تجاه إسبانيا من خلال الرد على التصريحات التي أدلى بها ميارة، بل إنّ محاولة التنصل منها أو التهجم عليها سيكون خطأ فادحا وتنازلا رسميا عن سيادة المغرب عن أراضيه.المصالحة بين المغرب واسبانيا كانت على أسس واضحة وأن ما دفعاسبانيا إلى هذه المصالحة هي مصالحها الإقتصادية حيث فاقت المبادلات التجارية بين البلدين 20 مليار دولار، فضلا عن الإختناق الذي عاشته اسبانيا اقتصاديا بسبب امتناع المغرب عن فتح الحدود مع اسبانيا وتوقف التعاون الأمني ومحاربة الهجرة غير الشرعية بين الرباط ومدريد.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية أن اسبانيا قدمت في هذه المراجعة تنازلا بسيطا ،وهي أنها أضافت على الموقف المعبر عنه من طرف الأمم المتحدة حول مبادرة الحكم الذاتي واعتبرتها أنها الأكثر جدية والأكثر مصداقية والأكثر واقعية، بمعنى آخر أضافت اسم التفضيل "الأكثر" على ما يقوله مجلس الأمن والأمم المتحدة. بينما حققت مدريد مكاسب ثمينة، ومنها استعداد المغرب لمراعاة مصالحها الإقتصادية التي قد تتضرر بسبب الوضع الناشئ عن ترسيم الحدود البحرية، وهو ما يعتبر مسمار جحا في هذه المصالحة، بحيث أنه سيتم خلق لجنة مشتركة لمراعاة وموازنة المصالح بين البلدين في مسألة ترسيم الحدود المغربية الإسبانية على الساحلين الأطلسي والمتوسطي.
اسبانيا لم تراجع موقفها من مغربية الصحراء مقابل سبتة ومليلية،بل تمت المراجعة مقابل المصالح العظمى التي ستجنيها اقتصاديا وأمنيا واستراتيجيا من عودة العلاقات بين البلدين إلى مجاريها، وسيكون من السذاجة إصدار بلاغ رسمي مغربي يدين أو يتبرأ من تصريحات رئيس مجلس المستشارين النعمة ميارة التي تؤكد على مغربية سبتة ومليلية وكل الجزر المغربية المحتلة من قبل اسبانيا.
تصريح النعمة ميارة تصريح عادي وطبيعي سواء صدر عنه ذاك التصريح بصفته الحزبية أو بوصفه رئيسا للغرفة الثانية للبرلمان، بل مطلوب من كل السياسيين المغاربة أن يدلوا بمثل هاته التصريحات وأن يعيدوا التأكيد عليها في كل مرة ./
وسجل الخبير في العلاقات الدولية، أن سبتة ومليلية والجزر التسعة المحتلة في البحر الأبيض المتوسط، منها ما هو على مرمى حجر من المغرب، هي جيوب محتلة من اسبانيا ،وهذا واقع لا ينبغي أن نتنازل عنه مهما كانت العلاقات الإستراتيجية مع اسبانيا ومهما تحسنت هذه العلاقات، ولا يجب أن نقع في الأخطاء وأن نخلط ما بين تحسن العلاقات والإتفاقات ،وما بين القضايا السيادية التي لا تقبل التنازل.
وإذا كان السيد ميارة قد صرح أن سبتة ومليلية مدينتان محتلتان، فالمسؤولون الإسبان من أعلى رأس السلطة إلى أسفلها بما فيهم النواب البرلمانيون وغيرهم، لا يفوتون فرصة للتأكيد على أن الثغرين المحتلين مثلهما مثل باقي المدن الإسبانية، و تصريحات رئيس الوزراء الإسباني في هذا المجال ليست ببعيدة والتي كررها خلال الشهور الأخيرة.
أخطر من ذلك، أشار احمد نور الدين الخبير في العلاقات الدولية، إلى الزيارات الرسمية لرؤساء الحكومات الإسبانية إلى سبتة ومليلية إلى جانب زيارة الملك الإسباني نفسه إلى المدينتين المحتلتين، مؤكدا أن هذا يعتبر عملا استفزازيا للمغرب، وأن الأمر يتعلق بأفعال وليس فقط بالكلام من طرف المسؤولين الإسبان لتعزيز مزاعم تبعية المدينتين المغربيتين للسيادةالإسبانية.
وخلال الأزمة الماضية بين اسبانيا والمغرب..لا ننسى أن الفرق البرلمانية الإسبانية تقدمت بمشروع قرار إلى البرلمان الأوروبي يدين المغرب في قضية اقتحام عدد من القاصرين لمعبر سبتة، مسجلا أن الخطير في المشروع، ليس هو إدانة استغلال القاصرين أو غيرها من المزاعم التي يمكن أن تجد لها سندا حقوقيا، بل إن الخطير في القرار الذي صدرعن البرلمان الأوروبي هو اعتبار سبتة اسبانية جزءا من الأراضٍي الأوروبية وهو سابقة خطيرة للغاية !؟ وتعتبر يضيف الخبير استقواء بالاتحاد الأوربي من طرف إسبانيا لتكريس احتلالها لأراضي مغربية.
أما تصريحات النعمة ميارة، فهي مجرد تصريح في ندوة حزبية داخلية، بينما في الجانب الآخر هناك خطوات عملية من مسؤولين إسبان، من خلال زيارة المدينتين من طرف أعلى المسؤولين الإسبان والإعلان أن السيادة الإسبانية لا تقبل النقاش! وقد قام بيدرو سانشيز نفسه بزيارة سبتة في مارس الماضي، ولم يصدر تنديد مغربي بذلك، بالإضافة إلى مواقف كل الأحزاب بما فيها بوديموس الذي صرح أحد قياداته في وقت سابق ، أنه من غير المقبول في القرن العشرين أن تظل سبتة ومليلية مدينتين محتلتين وهو ما جر عليه زوبعة انتقادات شديدة من طرف الأحزاب الاسبانية.
إن ما يقوم به المسؤولون الإسبان، أكثر استفزازا سواء من الناحية القانونية أو السياسية أو الإعلامية او حتى العسكرية مثل ما وقع في حادثة جزيرة ليلى، وبالتالي يعتبر تصريح ميارة أكثر من طبيعي لأن مغربية سبتة ومليلية هي التي ليست قابلة للنقاش، وليس العكس.وحتى أولائك الذين يصطادون في الماء العكر داخل المغرب وممن اعتبروا أن تصريحات ميارة او توقيتها على الاقل كان غير موفق او مجانبا للصواب، بالنظر لطبيعة السياق الذي صدرت فيها تزامنا مع تحسن العلاقات المغربية الاسبانية، نقول لهم لا تنازل عن القضايا السيادية.
وعلينا أن نؤكد أن مراجعة اسبانيا لموقفها تجاه الصحراء المغربية وعلى أهميته فهو لازال لم يرق إلى اعتراف صريح وواضح، علما أن إسبانيا تتحمل المسؤولية العظمى في خلق هذا النزاع من أساسه بوصفها قوة استعمارية سابقة تآمرت مع فرنسا على تقسيم اراضي المملكة التي كانت تسمى آنذاك بالامبراطورية الشريفة. وعلى هذين البلدين أن يتحملا مسؤوليتهما التاريخية والسياسية بتصحيح هذا الخطأ التاريخي والإعتذار للمغرب عن هذه الجريمة في حق وحدة وسلامة اراضيه وحدوده التاريخية.
لذلك يرى محدثنا انه لا يجب على المغرب أن يقدم هدايا مجانية لاسبانيا لأن هاته الأخيرة عندما راجعت علاقتها مع المغرب لم تراجعها على أساس أن يتنازل المغرب عن سبتة ومليلية. وحينما نعود إلى الرسائل المتبادلة بين البلدين سواء بين الملك محمد السادس وبيدرو سانشيزأو التصريحات الواردة في الخطابات الملكية من الجانبين أو البيان المشترك الموقع بين الرباط ومدريد في أعقاب زيارة سانشيز إلى المغرب التي انهت الأزمة بين البلدين نجد أن سبتة ومليلية مسكوت عنها بمعنى أن هناك اتفاقا شبه ضمني على إبقاء هذا الملف مجمداً إلى حين ..ولكن دون تنازل عن السيادة المغربية ..
والدبوماسية المغربية لا يجب أن تقع في خطأ ردود فعل حول تصريحات القيادي الإستقلالي ميارة، لأنه ليس من حق اسبانيا أن تضغط على المغرب في أمور سيادية على أرض مسكوت عنها لحسابات جيوسياسية خاصة، أنه ليس مطلوباً من الخارجية المغربية أن تبرهن عن حسن نوايا المغرب تجاه إسبانيا من خلال الرد على التصريحات التي أدلى بها ميارة، بل إنّ محاولة التنصل منها أو التهجم عليها سيكون خطأ فادحا وتنازلا رسميا عن سيادة المغرب عن أراضيه.المصالحة بين المغرب واسبانيا كانت على أسس واضحة وأن ما دفعاسبانيا إلى هذه المصالحة هي مصالحها الإقتصادية حيث فاقت المبادلات التجارية بين البلدين 20 مليار دولار، فضلا عن الإختناق الذي عاشته اسبانيا اقتصاديا بسبب امتناع المغرب عن فتح الحدود مع اسبانيا وتوقف التعاون الأمني ومحاربة الهجرة غير الشرعية بين الرباط ومدريد.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية أن اسبانيا قدمت في هذه المراجعة تنازلا بسيطا ،وهي أنها أضافت على الموقف المعبر عنه من طرف الأمم المتحدة حول مبادرة الحكم الذاتي واعتبرتها أنها الأكثر جدية والأكثر مصداقية والأكثر واقعية، بمعنى آخر أضافت اسم التفضيل "الأكثر" على ما يقوله مجلس الأمن والأمم المتحدة. بينما حققت مدريد مكاسب ثمينة، ومنها استعداد المغرب لمراعاة مصالحها الإقتصادية التي قد تتضرر بسبب الوضع الناشئ عن ترسيم الحدود البحرية، وهو ما يعتبر مسمار جحا في هذه المصالحة، بحيث أنه سيتم خلق لجنة مشتركة لمراعاة وموازنة المصالح بين البلدين في مسألة ترسيم الحدود المغربية الإسبانية على الساحلين الأطلسي والمتوسطي.
اسبانيا لم تراجع موقفها من مغربية الصحراء مقابل سبتة ومليلية،بل تمت المراجعة مقابل المصالح العظمى التي ستجنيها اقتصاديا وأمنيا واستراتيجيا من عودة العلاقات بين البلدين إلى مجاريها، وسيكون من السذاجة إصدار بلاغ رسمي مغربي يدين أو يتبرأ من تصريحات رئيس مجلس المستشارين النعمة ميارة التي تؤكد على مغربية سبتة ومليلية وكل الجزر المغربية المحتلة من قبل اسبانيا.
تصريح النعمة ميارة تصريح عادي وطبيعي سواء صدر عنه ذاك التصريح بصفته الحزبية أو بوصفه رئيسا للغرفة الثانية للبرلمان، بل مطلوب من كل السياسيين المغاربة أن يدلوا بمثل هاته التصريحات وأن يعيدوا التأكيد عليها في كل مرة ./