Monday 18 August 2025
مجتمع

مسابقة الصحفيين الشباب: هل النفايات البلاستيكية كانت سببا في نفوق الحيتان الضخمة بساحل أسفي؟

 
 
مسابقة الصحفيين الشباب: هل النفايات البلاستيكية كانت سببا في نفوق الحيتان الضخمة بساحل أسفي؟ الأستاذ عبد السلام بالأمين رفقة التلاميذ
أعد فريق من التلاميذ (ات) الشباب، يدرسون بمجموعة مدارس طفلنا الخاصة بمدينة أسفي تقريرا صحفيا خاصا للتنافس به في مسابقة الصحفيون الشباب، وقد اختار الفريق البحث والتقصي عن ظاهرة بيئية تتعلق بـ : (نفوق حوت ضخم يزن 20 طنا، وطوله 12 مترا) بساحل آسفي، مما وضع النفايات البلاستيكية في قفص الإتهام.
التقرير الصحفي الذي اشتغل على إعداده فريق من التلاميذ تحت إشراف الأستاذ عبد السلام بالامين استند على طريقة التحقيق والبحث وتوجيه الأسئلة لمؤسسات وجهات معنية بحياة البحر. تقدمه جريدة "أنفاس بريس" للقراء من أجل تعميم الفائدة.
 
ـ كرونولوجيا نفوق حيتان بساحل أسفي:
يلاحظ في السنوات الأخيرة جنوح العديد من الحيتان نحو سواحلنا بأسفي، والتي لا تعيش في كثير من الأحيان. وسنذكر ببعض الأمثلة، فمؤخرا بشواطئ آسفي، وبتاريخ 10 ديسمبر 2022 بالقرب الحي الصناعي بـ ”المريسة الثالثة” جنوب المدينة تم نفوق حوت ضخم، وزنه ما بين 16 إلى 20 طن، وقبله بأشهر قليلة وتحديدا بتاريخ 15 ماي، تكرر نفس الشيء بـ ”شاطئ البدوزة” الواقع على بعد 33 كلم شمال مدينة آسفي، وكذلك سنة 2013 بشاطئ سيدي كرام الضيف بأسفي وقبلها بشاطئ الصويرية القديمة جنوب أسفي على بعد حوالي 30 كلم.
ـ ما الذي يمكن فعله لإنقاذ هذه الكائنات المهددة أصلا بالانقراض، قبل فوات الأوان؟
لتسليط الضوء على هذه الظاهرة اتصلنا بالسيدة خديجة الحمدوني المكونة بالمعهد التكنولوجي للصيد البحري وبالسيد عبد العالي عن جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض
ـ هل يوجد تفسير علميّ دقيق لظاهرة جنوح الحيتان نحو الشّاطئ؟
في الحقيقة لا يوجد تفسير علميّ دقيق لظاهرة جنوح الحيتان نحو الشّاطئ، وإنّما توجد عدّة نظريّات لتفسيرها، ولا يزال العلماء بحاجة إلى المزيد من الدّراسة والبحث؛ للتيقّن من الأسباب الحقيقيّة لهذه الظّاهرة، ومن النّظريات التي قد تُفسّر جنوح الحيتان نحو الشاطئ ما يلي:
1 ـ أمواج السّونار القصيرة ومتوسطة التّردد: يرى بعض الباحثين وعلماء البيئة أنّ أمواج السّونار التي تطلقها القوات البحريّة مثل القوات البحرية قد تربك الحيتان، وتعطّل نظام الملاحة الخاصّ بها، وتتسبّب بفقدانها للاتّجاه، ممّا يدفعها إلى المياه الضحلة قرب الشاطئ بحثاَ عن الأمان، وقد وُجِد أنّ الحيتان التي تتعرّض لأمواج السّونار تظهر عليها أيضاَ إصابات بدنيّة. بما في ذلك النّزيف في الدّماغ، والآذان، والأنسجة الدّاخليّة.
أنّ الحوت الذي يعاني من بعض الأمراض النّاتجة عن الالتهابات، أو الطّفيليات، أو الإصابات، أو حتّى الأمراض التي تنتج عن الطّفرات الوراثيّة والشّيخوخة، قد تندفع نحو الشّاطئ، وإذا صادف أنّ الحوت المريض هو الحوت المسيطر الذي يقود قطيع الحيتان، فقد تتبعه بقيّة الحيتان إلى الشّاطئ، وقد تعلق بالجَزْر المُنخفض. وتوجد فرضيّة أخرى تُفسّر الجنوح الجماعيّ للحيتان نحو الشّاطئ، مفادها أنّ جماعات من الحيتان تتّجه نحو الشّاطئ عند تلقّيها نداء استغاثة من حوت علِق عند الشّاطئ، فتجد نفسها بالخطأ قد علِقت هي أيضاَ، ولا تتمكّن من العودة إلى الماء.
نقص الغذاء: يُعتقَد أنّ نقص مصادر الغذاء في مناطق تغذية الحيتان وما ينتج عن ذلك من ارتباك وضعف، قد يدفعها نحو الشّاطئ، وقد تجد نفسها قد وصلت إلى المياه الضحلة، في المقابل يجد البعض أنّ هذا التفسير غير مقبول، خاصةَ أنّ الحيتان قد تجنح إلى الشاطئ في أماكن لا تتوفّر فيها الفرائس المعتادة للحيتان.
عوامل أخرى: يُعتقَد أنّ العوامل الجويّة القاسية، والنّشاط الزلزاليّ تحت الماء، وشذوذ المجال المغناطيسي، قد يكون لها دور في ظاهرة جنوح الحيتان نحو الشّاطئ.
تُشكّل تضاريس البحر الطبيعية مثل المد والجزر مناطق بمثابة مصائد للثدييات البحرية، فعند حدوث ظاهرة المد والجزر، فإنّ المياه تنحسر عدّة كيلومترات لعدّة دقائق، كما أنّ هناك العديد من السواحل التي تكون فيها المياه ضحلة جدًا، بحيث يصعب على الحيتان التنقل بها، لأنّ قدرتها على تحديد المواقع باستخدام الصدى لا تعمل إلّا في المياه العميقة.
ـ هل تشتغل جمعيتكم على برامج لها علاقة بالبحر قد تفيدنا بخصوص هذا الموضوع؟
نحن جمعية، مدرسي علوم الحياة والأرض فرع أسفي، نشتغل على برنامج عمل يتضمن مواضيع لها علاقة بالبحر منها معرض النفايات البلاستيكية البحر المحطة الأخيرة، وأسبوع المحيط ضمن ستة أسابيع موضوعاتية أخرى والذي يتكرر سنويا وبشكل دوري وقد وصلنا النسخة الرابعة وكذلك المشاركة في برنامج شواطئ نظيفة
ـ ما هو تفسيركم لهذه الظاهرة المتعددة والمتكررة؟
تظل الأسباب غامضة، ومع ذلك، فإن الحالات عالميا عديدة ومتكررة منها:
ـ أسباب طبيعية:
اقترح الباحثون أن الجنوح يمكن أن يحدث في بعض الحالات عندما تبتعد مجموعات من الحيتان بعد أن تتغذى على مقربة شديدة من الشاطئ. نظرًا لأن هذه الثدييات حيوانات اجتماعية جدًا، فيمكنها تتبع الأفراد الضالين في مجموعتها وتجد نفسها محاصرة عند انخفاض المد. كما يحدث أحيانًا عندما تسبح الحيوانات المسنّة أو المريضة أو المصابة إلى الشاطئ وتتبعها الحيتان الأخرى في المجموعة، في محاولة للاستجابة لإشارات الاستغاثة من الأفراد المحاصرين.
ـ أسباب متعلقة بالبشر:
لكن هناك أسباب أخرى تتعلق هذه المرة بالنشاط البشري. حيث تعد ضربات السفن أحد الأسباب الرئيسية لنفوق الحيتان في جميع أنحاء العالم، إلى جانب التلوث وتتدهور الأوساط البيئية وتغير المناخ والتورط في الشّباك ومعدات الصيد. وحتى أن الاصطدام بالسفن هو السبب الرئيسي لوفاة الحيتان في البحر الأبيض المتوسط. لكن هذا ليس كل شيء. في الواقع، يُشتبه في أن التلوث الضوضائي من أصل بشري (الاستكشاف الزلزالي، أو التنقيب عن النفط) هو سبب العديد من الحالات وكذلك آفة النفايات البلاستيكية التي يعتبر البحر محطتها الأخيرة والتي تتجمع في أعالي البحار لتشكل قارة بكاملها.
ـ تهديد جديد في الأفق للحوتيات.
ـ ماذا يحدث لجثث الحيوانات النافقة؟
إذا كان من الواضح أن أولوية رجال الإنقاذ هي إطلاق سراح الحيوانات العالقة التي لا تزال على قيد الحياة، فإن الأخيرة تصل في بعض الأحيان بعد فوات الأوان. الأولوية إذن هي إزالة الجثث، لأنها تركت في المياه الضحلة أو على الشاطئ، ويمكن أن تجتذب أسماك القرش أو تنقل الأمراض.
ـ هل يعتبر البلاستيك أحد الأسباب؟
يمكن أن ينتج نفوق حوت عن تناوله كميات كبيرة من شراك الأسماك وشباك الصيد والأكياس البلاستيكية، وغيرها من النفايات التي تلقى في البحر. ويسلط نفوق الحوت الضوء على التهديد الذي تتعرض له الحياة البحرية نتيجة لملايين الأطنان من البلاستيك التي يلقى بها في المحيطات كل عام.
الحل اليوم قبل الغد .
تعتبر النفايات البلاستيكية التي تتجمع بالمحيطات أحد الأسباب الرئيسية في هذا المشكل، ولذا وجبت عمليات التوعية والتحسيس بأخطار البلاستيك من أجل محاربة التلوث الذي يسببه من خلال حملات وبرامج توعوية تستهدف الناشئة في المؤسسات التعليمية وفي الأماكن العامة كأماكن الاصطياف بالشواطئ حيث ولعدة سنوات كان شعار برنامج شواطئ نظيفة الذي تطلقه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة هو “بحر بلا بلاستيك” وذلك بشاطئ البدوزة وشاطئ مدينة أسفي وشاطئ الصويرية القديمة.
 
ملاحظة: ـ أعضاء فريق الشباب الصحفي: (ندى خطابي / دعاء القرواني / إيناس الفطناسي / عبد الرحمان شوقي / أحمد جوال/ إلياس الدومالي)
ـ الأستاذ المشرف على عمل الفريق: عبد السلام بن الامين