في كل رمضان من كل سنة يطفو على السطح سؤال: من المسؤول على تدني مستوى الإنتاجات الدرامية التلفزيونية بالمغرب؟ كما تتردد على لسان العادي والبادي عبارات كلها لوم وسخط موجه بالخصوص إلى الممثلين، الذين يظهرون في تلك الأعمال الرمضانية، بحكم أن الممثل يكون بطبيعة العملية الفرجوية في الواجهة. وغالبا ما يُبرر المتدخلون في عملية صناعة الفرجة التلفزيونية هذا التدني في المستوى بضعف السيناريو وقلة الإمكانيات المادية.. وانسجاما مع قولة الفيلسوف جان پول سارتر "الآخر هو الجحيم"، فإن المتتبع يرى كيف تتقاذف كلمات وعبارات اللوم ما بين مدير القناة والمنتج المنفذ والمخرج والممثل، فكل واحد منهم يحمل المسؤولة للآخر في السر وفي العلن.
لماذا "نجترُّ" نفس الشيء في ما يخص الدراما بالمغرب؟ هكذا كانت أول جملة صرَّح بها الفنان مصطفى صبحي لـ "أنفاس بريس" بعد أن وجهنا له سؤال: من المسؤول عن رداءة المنتوج التلفزي في رمضان؟ فكان جوابُه راصدا لردة فعل الجمهور والمتدخلين في صناعة الفرجة، إذ قال مصطفى صبحي: "بعض الممثلين يتذرعون لمدى سنوات بعدم وجود كتاب يزودوهم بأحسن السيناريوهات ليكشفوا عن مواهبهم الدفينة؟". مضيفا أن جُل المخرجين هم أيضا يتذرعون، بالإضافة إلى رداءة الكتابة، بعدم وجود ممثلين من طراز عال، يفهمون ويؤدون ويترجمون آراءهم الكبيرة ورؤيتهم للعالم وفكرهم الثاقب والجميل الذي ظل حبيس أدمغتهم ؟ وبخصوص المنتجين وضح مصطفى صبحي أن البعض منهم يتذرعون بعدم توصلهم بالدفعة الأولى من ميزانية العمل الموعودين بها من قبل "الإدارة" والمسؤولين عن التلفزيون، ويضيفون بأن هناك ضعف في الإبداع لدى المبدعين وضعف الميزانية التي لا تسمن العمل، ولكنها "تغنيهم فقط". مُبرزا أن من المواقف المُضحكة الباعثة على الاستغراب، أن الجمهور يصف الأعمال التلفزيونية بـ "الحامضة" وأنها لا تصل لمستوى "أسيادنا في هذا المجال"، ورغم ذلك يُشارك الجمهور نفسه في المسابقات كي يجرب حظه لعله يفوز بسيارة أو شقة... أو دراهم معدودات، كي "لا يمشي الفكرون دون عضه المسكين"، حسب تعبير صبحي الذي ختم تصريحه بعبارة نوردها بطريقة تعبيره بالدارجة: "يقدر يكون سالا هاد الفكرون، عرفتو شحال ديال المغاربة داو منو عضة قبل ما يفلت!".
جدير بالذكر أن الفنان مصطفى صبحي ممثل "خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي" شارك في عدة أعمال تلفزيونية وأفلام ومسرحيات، كما ألف العديد من الأعمال الفنية قبل أن يلتحق بالتلفزة المغربية في المجال الفني ارتباطا بميدان تخصصه. قام مؤخرا بإخراج مسرحية "اهنية بنت السلطان". ومن المنتظر أن يقوم بجولة في رحاب المخيمات الصيفية، كممثل ضمن فرقة "مسرح الأصدقاء" في عروض خاصة بمسرحية حول داء "السيدا" مع المخرج سعيد عامل والممثل ادريس عويس.