الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الهادي بريويك: فعلا نستاهلو أكثر؟!

عبد الهادي بريويك: فعلا نستاهلو أكثر؟! عبدالهادي بريويك
نحن لم نعد في حاجة اليوم كشعب مغربي، إلى أية حكومة تسمي مرحلتها بمرحلة التمرين الديموقراطي، أو حكومة تقود سفينة بحجم الشعب ولا تعرف مكامن عطب سفينتها، وتقودنا نحو الغرق..والتيه في متاهات الظلمة والغسق..

لقد شربنا التجارب بما يكفي وتجرعنا معها علقم مرارة الدهر وصمدنا في وجه الطين والمحن ..وقلنا وما زلنا نقول نحن الشعب الوحيد الذي لا يهزم ..وفي أعيننا نشيد الوطن ..والانتماء العذري لهياكل هذا المجتمع ..لكن يهزمنا فقراؤنا حينما يصوتون مقابل المائتي درهم ..ويقودوننا بفضل أغلبيتهم ..كالقطيع في سوق الغنم ..

صمدنا كثيرا .. مثل جبال الأطلس الشامخة ..التي بدأت تصيبها عوامل التعرية المتسارعة في عهد حكومة الحمامة..تعرية بنكهة الضعف التكويني في الممارسة السياسية والتداول على سلطة الحكم  وكيف تدبير الشأن العام الوطني ..تعرية  من قبيل ضعف الكفاءات والخبرات في دواليب الحكومة ..التي تعاني يتما وعقما حقيقيا اوصلها في ريعان شبابها إلى سن اليأس ..وعدم القدرة على الإنجاب وتوليد الأفكار والمشاريع، والسهر على تقدم الوطن من مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، تعرية غايتها تشويه صورة الطمأنينة التي ينعم بها هذا الوطن .. والدفع إلى حراك مجتمعي يعود إلى الشارع العام، حراك قد لا تحمد عقباه .. وليس في كل مرة تسلم الجرة..
 
فعلا نستاهلو أكثر،
سيدتي الحمامة في إضفاء المزيد من ملحك على جراحات مجتمع جعلته  يرقص  رقصة الديك فوق صفيح ساخن .. على ايقاعات بيتهوفن ..

في تعميق المعاناة وإفراز الهشاشة داخل المجتمع بعدة طبقات منصهرة،  متباينة/ متذاوبة.. تتوحد نهاية ..في عذابات الاسعار وغلاء المعيشة، وضعف آليات الممارسة السياسية الحقيقية والفعلية الحكومية  والقمينة بالسير قدما نحو مغرب أكثر تطورا وأفضل،  منتجة لنا طبقة سميكة في الهرم السكاني تنعث بالطبقة الهشة التي تحلم بالعدم..
 
حكومة تنعدم فيها الإرادة الذكية، المواطناتية الصادقة، الراغبة في  بلورة الأفكار إلى تقدم، وانعدام الرؤيا الشمولية لواقع الحال وكيفية تدبير الحلول لمختلفة الأزمات التي راكمتها، من خلال التواضع والاعتماد على خبراء المجتمع وباقي المكونات السياسية بمختلف مشاربها، والاستعانة بالقوى الحية بالبلاد، وتعلم أدب الإنصات لنبض المجتمع،  وتحليل الأوضاع بمقاربات علمية وأكاديمية ورقمية واعدة، في ظل تواجد وتوافر الشروط الموضوعية لتغيير الأوضاع إلى ماهو احسن وافضل وتحويل النقمة إلى نعمة.

حكومة تعاني شللا كاملا .. تكاد تكون شبه مقعدة .. منعزلة في حجر صحي ، غير مسبوق في تاريخ المغاربة .. كأن أحد الطرفين مصاب بالوباء ..إما الشعب أو الحكومة ؟! هذا الوباء الذي واكبته جائحة العجز والتضخم المالي..
 
أزمة مركبة بدأت تأخذ مسار المرض المزمن في واقع الحال والامتداد المستقبلي وتحقيق هدف تجويع المواطن المغربي البسيط،  بفعل التضخم المالي المعلن عنه وصمت الحكومة التي تسير بخطى عشوائية نحو مستقبل غامض ومبهم وتوجس مما قد تأتي به الايام في ظل هذا الشلل الحكومي الغائب عن الواقع اليومي المعاش لسواد المجتمع..ورعاية  الاحتكار والمضاربات تاركة عنان الأزمة  طليقة تركض..ركض عشواء .. وتجافي تام للبرنامج الحكومي ونكث ميثاق العهد مع صناديق الاقتراع  ..واستفحال ظاهرة  الزيادات في الأسعار بشكل غير مفهوم ومعلل، ساعة بعد ساعة ويوما بعد يوم .. دون إعمال العقل الحكومي/ المؤسساتي لتحويل هذا الألم إلى أمل ..

فعلا نستاهلو أكثر؟!