الأربعاء 24 إبريل 2024
جالية

المغرب لم يستثمر ثورة 2011 البيضاء لتعزيز صورته بألمانيا

المغرب لم يستثمر ثورة 2011 البيضاء لتعزيز صورته بألمانيا

يرى محمد خلوق، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ماربورغ الألمانية، أن معظم أبناء الجالية المغربية في ألمانيا يعانون من مشكل الهوية، أو صراع الهويات، إن صح القول، وهو ما يفرض وضع الحلول من أجل حماية هويتهم ومرجعيتهم وتكوينهم، ويجب على الدولة المساعدة في هذا التأطير. مؤكدا "أن  صورة الألمان عن المغرب، بصفة عامة، هي صورة إيجابية، لكننا مدعوون إلى تكريس هذه الصورة. صحيح أن هناك بعض الصور النمطية المعروفة على المغرب وعلى بعض الدول الإفريقية، لكن بشكل عام هناك صورة إيجابية على هذا البلد وذلك ينعكس عبر مجموعة من الأعمال الأدبية لمثقفين ألمان بمن فيهم كريستوفر لاسن الذي كتب "مراكش جامع لفنا" باللغة الألمانية، وترجمت شخصيا هذا الكتاب إلى اللغة العربية حتى يتمكن المغاربة من معرفة كيف ينظر الآخر إليهم.. وهناك كتاب آخر لـ "راينا هاد كيفر" بعنوان "مقهى موكا" وترجم إلى العربية سنة 2013".

وأوضح خلوق، في حوار مع موقع المجلس الأعلى للجالية، قائلا "إن الاهتمام الأدبي الألماني بالمغرب اهتمام قديم يمتد إلى أزيد من 200 سنة، وإن أول من كتب عن المغرب كان هو "غيرهارد غوفس" من خلال مؤلف بعنوان "إقامتي الأولى" سنة 1848 ولم يترجم إلى اليوم، ويعتبر  بمثابة وثيقة تاريخية وأنتروبولوجية.. أضف إلى ذلك أنه مؤخرا وضعت دار النشر الألمانية المعروفة "ريمبو" في صفحتها الرسمية على شبكة الإنترنت حيزا بعنوان "عوالم مغربية" تريد من خلاله أن تنقل كل ما كتب عن المغرب بالألمانية إلى اللغة العربية، وتنتقي  بعض الأسماء المغربية لتعرف بها عند القارئ الألماني وهي سابقة لأول مرة تقع في ألمانيا". لكن بالمقابل يضيف محمد خلوق، "ما زلنا في الجانب المغربي غير مهتمين بالشكل الكافي بالسوق الألمانية، ولم يتم استغلالها بالشكل المفروض. فألمانيا نموذج يستحق أن نتعامل معه أكثر ونتبادل معه ثقافيا بشكل أكثر، ونحاول معرفته من خلال قنطرة الثقافة".

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة ماربوغ الألمانية أنه "يجب الانتقال من الترويج للمغرب كوجهة سياحية باعتماد الشمس والجمال والبحر، فهذه الصور مهمة لكن يجب أيضا الاهتمام بالسياحة الثقافية لأن الألمان ينجذبون كثيرا للقيم الثقافية والتاريخية والاجتماعية. وحتى في الجانب السياسي فإن تجربة المغرب من خلال دستور 2011 والذي يمكننا تسميته بالثورة البيضاء، والتعايش الذي يعرفه المغرب كلها عوامل لم نستثمرها بشكل جيد في التعامل مع المجتمع الألماني وإيصال رسالة مفادها أن بلادنا ليست فقط بلاد الفولكلور، وإنما لنا تاريخ ثقافي وتاريخ سياسي ونموذج سياسي خاص بنا".