الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد هرار:خطاب مستعار أزّم الموقف وزاد الطّين بلّة في تونس!.

محمد هرار:خطاب مستعار أزّم الموقف وزاد الطّين بلّة في تونس!. محمد هرار
هل هو ذكاء مستعار من الرّئيس التّونسيّ قيس سعيّد، أم هو عمًى متأصّل، أم هما كره وحقد ناخران فيه، جعلاه يتبنّى خطاب اليمين المتطرّف حيال ملف الهجرة في أوروبا، أم هي زلّة لسان - كما يريد أنصاره التّرويج لها- كادت تطيح به لولا تداركه لحطام لسانه، أم هي سياسة الهروب إلى الأمام أمام مشاكل لم يعمل لها حساب؟!.
 
لقد أصبح سعيّد بعد ما أقدم عليه من انقلاب نسف به كلّ المسار الدّيمقراطيّ الذي بشّرت به الثّورة على الدّكتاتوريّة في البلاد، يخبط خبط عشواء، فيؤدي القريب والبعيد، دون تقدير لحسن للجيرة بالمواقف التي حتما سيكون لها عواقب..
 
وقد اعتبر كثير من المحلّلين أنّ الرّئيس قيس، بات يُطبّق حرفيّا ما وصفوه بمشروع الهجرة الأوروبيّ بزعامة اليمين المتطرّف ومن لفّ لفّه من أحزاب الوسط من المذبذبين هذا وذاك، لا يسكنون لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء.
 
كما ووصف آخرون خطاب الرّئيس قيس بأنّه "فضيحة" تزيد من تردّي وضع البلاد وواقعها السّياسيّ والاقتصادي المتدهور أساسا في غياب المؤسّسة القضائيّة التي أراد لها أن تكون تابعا إداريّا رخيصا، وقد كانت بالأمس القريب السّلطة التي يأنس إليها المتقاضون.
 
لقد انحصر نشاطه أخيرا في حملاته الأمنيّة على وجوه البلاد من السّياسيّين والقضاة والمحامين، بل طالت بعض الصّحافيّين الذين نطقوا بما أغضبه، كما طالت بعض النّقابيّين الذين لم يسبحوا كثيرا في أسن الفساد المركّب في البلاد، يفعل ذلك للتّغطية على فشل سياساته في كلّ المجالات وتردّيه وتردّي البلاد اقتصاديّا واجتماعيّا كما لاحظ كلّ المطّلعين والمتابعين.
 
وقد ندّدت جمعيّات حقوقيّة محليّة وأفريقيّة ودوليّة بتصريحات الرّئيس سعيّد التي زعم فيها أنّ هجرة الأفارقة من جنوب الصّحراء هي مؤامرة مفضوحة لتغيير "البنية الدّيمغرافيّة" لتونس!.
ومن أبرز ما ورد عن مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل" قوله: إن الوضع في تونس سيئ للغاية اقتصاديا وسياسيا.. وأضاف "بوريل" -قبيل انطلاق اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل- أن الاجتماع سيناقش ما سماها التصريحات "غير المقبولة" التي صدرت عن الرئيس التونسي قيس سعيد تجاه جنسيات أفريقية.
وهو نفس الخطاب الذي يتبنّاه المتطرّفون الرافضون للهجرة عموما، والذي يعرف بـ: نظريّة "الاستبدال العظيم" التي يرفعها اليمين المتطرّف في دول الغرب الأوروبيّ ضدّ المهاجرين واللّاجئين القادمين من البلاد الإسلاميّة، هروبا من مناطق الصراع ودوائره، طمعا في الأمن والاستقرار الإنساني.