الخميس 25 إبريل 2024
منوعات

أنور الشرقاوي يسلط الضوء على انعكاسات قلة النوم على حياة الناس

أنور الشرقاوي يسلط الضوء على انعكاسات قلة النوم على حياة الناس الدكتور محمد أنور الشرقاوي والاختصاصية في الأذن والحلقوم والأنف الدكتورة فوزية القادري
في مستهل الحلقة الجديدة من برنامج ملتقى الصحة بالقناة التلفزية (L.ODJ) الذي يعده ويقدمه الدكتور محمد أنور الشرقاوي قال: "إن أغلب الناس من مختلف الأعمار (أطفال وشباب. نساء ورجال) يجدون صعوبة في النوم، بل أن هناك من يستيقظ في وسط الليل مما يؤدي إلى تغير في حياته بسبب قلة النوم". 
للإحاطة بالملف الصحي وشرح مشاكل النوم علميا استضاف البرنامج الاختصاصية في الأذن والحلقوم والأنف الدكتورة فوزية القادري فضلا على أنها رئيسة الجمعية العلمية لاضطرابات النوم واليقظة.
عن أهمية النوم في صحة الإنسان أوضحت الدكتورة فوزية القادري بأنه في السنوات الأخيرة تبيّن بفضل الأبحاث العلمية والتقدم التكنولوجي والرقمي أن للنوم أهمية كبيرة جدا، على اعتبار أن الذات خلال النوم تشتغل وتقوم بأدوارها ذات الصلة بالراحة وإصلاح الأعطاب التي تقع للذات نهارا من خلال النوم بالإضافة إلى إعادة إحياء الطاقة وتجديدها.
على مستوى قلة النوم وتأثيرها على قلب الإنسان أوضحت ضيفة البرنامج بأن قلة النوم تخضع لسلطة ساعة بيولوجية في الدماغ، وهي التي تحدد الأوقات الكافية للنوم وبرمجة الإستيقاظ، لكنها شددت على أن هذه النظرية تختلف من شخص لآخر حسب السن، بحيث أن هناك من يكتفي مثلا بخمس ساعات للنوم ليلا وخلال النهار يشعر بنشاط وحيوية، مقابل أشخاص يحتاجون ما بين 9 إلى 10 ساعات للنوم. لذلك أوضحت بأنه من المفروض على كل شخص أن يتعرف على ساعته البيولوجية ذات الصلة بتوقيت النوم. واستطردت موضحة أن الأساسي في اضطرابات النوم هو التعرف أولا عن مواقيت النوم والاستيقاظ في علاقة بالساعة البيولوجية الدماغية.
وأشارت الدكتورة فوزية القادري إلى اختلاف الذات الإنسانية من شخص لآخر لضبط عقارب الحياة الطبيعية على مستوى النوم، بحيث أن حوالي 60 في المائة من كبار السن يحتاجون إلى 8 ساعات للنوم، مقابل 20 في المائة يكتفون بأربع إلى خمس ساعات للنوم، في حين أن 20 في المائة المتبقية يحتاجون ما بين 9 إلى 10 ساعات للنوم.
وفي سياق تفسيرها لأعراض اضطرابات النوم أوضحت الاختصاصية في اضطرابات النوم واليقظة بأنها ترتبط بشكوى الناس خلال الاستشارة الطبية من قلة النوم ليلا مقابل التشكي من العياء وعدم التركيز خلال أداء مختلف المهن والأعمال نهارا، واستدلت بمثال زوجين تختلف مواقيت النوم والإستيقاظ عندهما وهذا راجع لاختلاف الساعة البيولوجية الدماغية بين الطرفين.
ولا علاقة لذلك بالمرض. حيث أكدت على أنه من المفروض أن يعرف الطرفين حقيقة ساعتهما البيولوجية لمعرفة توقيت النوم والاستيقاظ واحترامه.
وبالرجوع إلى علاقة اضطراب النوم بقلب الإنسان أوضحت بأن نبضاته تقل (من 70 إلى 60 نبضة) ونفس الشيء بالنسبة للضغط الدموي يهبط قليلا ارتفاعه مرتبط بقلة النوم.
 وأكدت بأن الأبحاث بينت بأن أغلبية الهرمونات تنتج ليلا أثناء النوم لمعالجة مختلف الأعطاب. لذلك فالنوم ليلا يمنح للقلب الراحة المطلوبة وللهرمونات الاشتغال جيدا لمعالجة الأعطاب (العضوية والنفسية) ذات الصلة بجسم الإنسان. وأكدت الدكتورة فوزية القادري أن الإنسان من الواجب عليه أن يهدئ نفسه ويمنحها نصف ساعة لتهدئة الدماغ للاستعداد للنوم (موسيقى هادئة ـ قراءة ـ مشاهدة برامج طبيعية جميلة ـ تمارين التنفس).
وعن سؤال كثرة النوم أو قلته في علاقة بالزيادة في الوزن قالت ضيفة البرنامج أنه خلال النوم تنتج الهرمونات وخصوصا هرمون (لَالِيبْتِينْ) الذي ينتج أثناء النوم وهو الذي يلعب دور الإحساس بالشبع، لذلك فإن كان الهورمون لا ينتج فالنتيجة هي الإحساس بالجوع ومن تم يبحث الإنسان عن الأكل ليلا وكذلك خلال النهار مما يؤدي في الزيادة في الوزن.
من جهة أخرى أكدت الدكتورة فوزية بأن هناك علاقة وطيدة بين قلة النوم وحوادث السير، وهذا راجع إلى تأثر الدماغ بقلة النوم، لذلك شددت على أن النوم الغير الصحي يتمثل في لحظة شخير الإنسان وتوقف التنفس بقلة الأوكسجين حينذاك يوقظه الدماغ بدون وعيه. بحكم  أن الدماغ لم يشعر بالنوم العميق والهادئ بفعل نقص الأوكسجين والتركيز، وهذه الإشارات نتيجة النوم المضطرب وبسببها تقع عدة أشياء سلبية من بينها حوادث السير.
واعتبرت الدكتورة فوزية القادري أن الشخص الذي يأتيه النوم وهو داخل المسجد أو عند الحلاق بأن هذا الفعل غير صحي حيث فسرت بأن التوقيت الذي يمكن أن ننام فيه هو حين يطلب الجسم فيزيولوجيا ذلك وخصوصا ما بين الساعة الواحدة والثالثة بعد الزوال (القيلولة في حدود عشرين دقيقة).
واستندت ضيفة البرنامج على أبحاث كانت قد أنجزت خلال شهر رمضان وخلصت إلى أن حوادث السير تضاعفت مرتين مقارنة خال الشهور العادية،
 وطرح المشكل عدة أسئلة حيث تبين أن الأمر يتعلق بقلة النوم وانعدامه أصلا عند بعض الفئات والسبب له علاقة بهبوط مؤشر اليقظة بحيث أن 30 في المائة ممن تعرضوا لحوادث السير شعروا بأن السبب هو النوم.
وأكدت على أن أغلبية حوادث السير تقع حوالي الساعة الخامسة والسادسة صباحا ومعظم ضحاياها بسبب النوم أثناء السياقة. وقالت بأن قلة النوم تؤدي إلى عدم التركيز والكسل وسرعة القلق والتوتر، وهذا يلاحظه الناس خلال شهر رمضان ولا علاقة له بالصيام بل سبب ذلك هو النوم الغير الكافي للذات والدماغ.
ولم يفت ضيفة الدكتور أنور الشرقاوي أن تشير لقلة النوم عند الشباب نظرا لاستعمال الهواتف الناقلة ليلا والسهر الطويل، مما يؤدي إلى اختلالات في الحياة الدراسية وعدم القدرة على التركيز وإصابة الذاكرة .