الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

مصطفى ملكو: أكذوبة الإستثمارات الأجنبية المباشرة

مصطفى ملكو: أكذوبة الإستثمارات الأجنبية المباشرة مصطفى ملكو
القيّمون على الشأن العام في هذا البلد يقدّمون لنا الإستثمارات الأجنبية كأنها إنجازا عظيما و فتحا مبينا و المضحك المبكي هو أنهم يجيّرون ذلك لمهاراتهم و حسن تدبيرهم و ثقة المستثمرين في استقرار المغرب و متانة اقتصاده.
إنّ ما يقدّموه لنا كاستثمارات أجنبية مباشرة ليس أكثر من توظيفات مالية Placements financiers  الغاية منها جني فوائض قيمة مالية بدون أي تأثير لا على مستوى الأصول الثابتة Actif immobilisé للمقاولة و لا على أصولها المتداولة Actif circulant و لا على طاقاتها الإنتاجية Capacité de production .
أسوق مثالين صارخين للتدليل على ما أقول.
 
المثال الأول: 
اتصالات المغرب: هل شراء نسبة أسهم من شركة مغربية يعتبر استثمارا أم فقط توظيفا ماليا يتطلّع منه المشتري للأسهم تحقيق أرباح عن طريق توزيع الأرباح Distribution de dividendes أو عن طريق بيع أسهمه بالبورصة Cession en bourse ؟
 
المثال الثاني: 
شركة التكرير سمير Samir S.A: الّتي فوّتت للسعودي العمودي، الّذي لم يحترم دفتر التحمّلات الذي التزم به, بمفردات الإستثمار لدعم الأصول الإنتاجية لتأهيل سمير ، و كانت النتيجة  أن أفلست سمير  وتركت للبنوك المغربية أرصدة هائلة من الديون المعدومة. 
و هذا كان خطأ استراتييجيا كارثيّا يدفع المغرب ثمنه اليوم بخضوعه السلبي و المستكين لتقلّبات اسعار سوق النفط الجاهز الّذي لا يحتاج إلى تكرير، لكن و لا حزب و لا نقابة طرح تداعيات هذه الخسارة الفادحة و لا أحد قام بتقييم عمليات كلّ هذه التفويتات  الّتى أقدم عليها المغرب مع تحديد المسؤوليات. 
لكن نحن في بلد الإفلات من المساءلة و بالتّالي الإفلات من العقاب.
ــــ هل مراكز الإتصال  Call Center و مناولة اليد العاملة Ste de Manpower تعتبر استثمارا؟