الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد شروق: نساء لا يعني لهن يوم 8 مارس شيئا

محمد شروق: نساء لا يعني لهن يوم 8 مارس شيئا محمد شروق، رئيس جمعية نحن والسرطان
يحتفل العالم ككل سنة باليوم العالمي للمرأة وستملأ صور نساء وربورتاجات حول ندوات عن المناصفة وما شابه شاشات التلفزيون والصفحات الأولى للصحف وستصدر المنظمات النسائية البيانات والبلاغات وسترتفع مبيعات الورود..
وستقوم الأمم المتحدة بنشر تقرير سنوي عن حقوق المرأة مع تقديم جوائز لنساء مميزات..
لكن يوم 8 مارس سيمر مثل باقي الأيام المرة والصعبة بالنسبة للسيدة كريمة المصابة بسرطان الثدي و التي رماها الزوج يعد سنوات من العشرة أنجبت خلالها ثلاثة أطفال.. بعد الإصابة بالداء والاضطرار الى بتر الثدي المريض، لجأ الزوج الى مسطرة التطليق وقبل أن ينطق  القاضي بالحكم  غير الزوج أقفال البيت تاركا رفيقة العمر و الأطفال في الشارع..زواج سنوات طويلة أفضى إلى طلاق بثلاثة أطفال وتعويض هزيل عن المتعة والسكن وتربية الأطفال وتمدرسهم وتطبييهم.. 
حكاية كريمة هي حكاية العديد من النساء اللواتي عانين من الإهمال والتعنيف والطلاق بسبب انهن مصابات بمرض السرطان الذي أصبح مع تطور الطب مثل باقي الأمراض المزمنة.
الغريب أن المنظمات والهيئات التي تدعي الدفاع عن حقوق المرأة وتخصص الجهد الكامل للدفاع عن المناصفة و المقاعد بالبرلمان والعلاقات الجنسية خارج الزواج.. لا تطرح  قضية النساء المريضات بالسرطان المتخلى عنهن  إلا  في إطار العنف ضد النساء وبشكل خجول..
هكذا بشكل عام وفضفاض.
فكيف يتم الحكم في قضايا تطليق نساء مريضات بعد سنوات من الزواج بنفس النصوص التي يتم الحكم بها على قضايا أطرافها نساء بدون مرض؟
طبعا لا يمكن إلقاء اللوم على على نساء ورجال القضاء لأنهم مقيدون بنصوص وتشريعات وقوانين يصعب الاجتهاد معها. لذا لا بد من اجتهاد تشريعي  قضائي مبني على مشاورات بين جميع المعنيين للوصول إلى قانون منصف يأخذ بعين الاعتبار امرأة معرضة للطلاق وهي موزعة بين الذهاب إلى المستشفى الخضوع لجلسات العلاج الكيميائي أو التوجه إلى المحكمة لحضور جلسات الطلاق.
الجميع يعلم أن فكرة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بدأت عندما خرجت عام 1908 أزيد من 15 ألف امرأة في مسيرة في مدينة نيويورك مطالبات بساعات عمل أقصر وأجر أفضل والحق في التصويت.
وبعد عام من تلك المسيرة، أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي ذلك اليوم عيدا وطنياً للمرأة.
وعلى هذا الأساس كانت بداية الفكرة الاحتفال بالمرأة على أساس احتجاجي و لم يكن من أجل إصدار بيانات جافة و توزيع ورود ذابلة، فلم لا تحضر هذه الروح الاحتجاجية ضد القهر والظلم في حق شريحة من النساء يجدن أنفسهن في مواجهة مرض مخيف يزيده رعبا وشراسة انعدام ضمير وتربية وإيمان لدى الرجال يستفيدون من قانون متحف ويحتاج إلى اجتهاد وإلى  تغيير عاجل..
كريمة وغيرها من النساء المتخلى عنهن تنتظر هذا التغيير..حينها سيصبح للاحتفال بعيد المرأة (08 مارس) معنى..