الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

أبو نعمة نسيب: حتى لا ننسى أخواتنا المحتجزات بمخيمات الذل والعار بتندوف في عيد المرأة  العالمي 8 مارس

أبو نعمة نسيب: حتى لا ننسى أخواتنا المحتجزات بمخيمات الذل والعار بتندوف في عيد المرأة  العالمي 8 مارس أبو نعمة نسيب
 اليوم العالمي للمرأة بتندوف بطعم آخر:
في عالم تحتفل فيه نساؤه بيومهن العالمي، مستحضرات انجازاتهن، وتعبرن فيه عن تطلعاتهن، تعيش النساء المحتجزات في مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري على وقع مرارة سنوات من التشرذم، وحاضر قاس تعشن فيه اخواتنا مسلوبات الإرادة، مغلوبات على أمرهن تكابدن المآسي. وفي وقت تقيم فيه النساء حول العالم يوم 8 مارس احتفالات بحدث له رمزيته، ويشكل بالنسبة لهن فضاء استحضار لما تحقق، وبوح بما يجب أن يعزز مكاسب المرأة٬ تظل نون النسوة في مخيمات تندوف مجبرات على تكميم أفواههن والصوم عن المطالبة بتغيير أوضاعهن ونيل حقوقهن التي ظلت مغيبة ومهضومة منذ أكثر من اربعة عقود من الزمن.
 
أبناء في غير أحضان امهاتهن، يتم إبعادهم من طرف "ازلام " البوليساريو" كأسلوب للابتزاز. واسر محرومة من هذا الدفئ الإنساني، ومن حق العيش في كنف اسرة في بيت واحد. 
إنه الإفلاس الأخلاقي الذي يحاول من خلاله "قساة القلوب" التفريق بين أفراد الأسرة الواحدة بزرعهم إيديولوجيا الابتزاز وتشتيت العائلات حتى ولو كانت على بعد أمتار من "زعامات" يعيشون لوحدهم رغد العيش وسط مخيمات تندوف غير آبهين بمعاناة وقهر المحتجزين والمحتجزات. 
 
ومن خلال الشهادات الحية التي يقدمها العائدون إلى أرض الوطن في كل مناسبة، يتضح هذا "القبح" من جانب قياديي البوليساريو في المتاجرة بمعاناة الأسر آباء وأمهات وأطفالا، وهي حقائق تتأكد في كل حين عبر التقارير التي تنشرها منظمات وهيئات دولية مستقلة وفاعلون حقوقيون. 
 
فالطفل الذي يسفر غصبا عنه وعن أهله الى بيئة يجهلها، ويعود شابا بعد سنوات الى بيئة لا يتذكر فيها ملامح أبويه، ولا يربطه بهم إلا النسب والانتماء للقبيلة، يجد نفسه موزعا بين ايدلوجية تلقاها في الغربة، ومهمة تفرض عليه من قبل جلادي مخيمات تندوف حتى وان كانت على حساب أسرته. 
 
والأم التي لم تعد لها صلة بابن افتقدته بالإبعاد القسري، تظل كاتمة لمشاعرها وخانقة لنداء الامومة غصبا عنها، كي لا يكون مصيرها مظلما تتعرض فيه لشتى انواع وصنوف التعذيب والقهر والإدلال. والمرأة التي يغيب زوجها في السجون أو يكون في عداد المفقودين، أو تحرم من معيل لها أكان أبا أو أخا، ولا يحق لها على الاطلاق ان تحتج على تغييبه او يعلو صوتها على صوت "تجار التضليل" الذين لا يتورعون أبدا في بيع سلعة "الوهم" لأنهم من نتاجه.
 
وحقائق صادمة كهذه يحاول باعة الكذب في مخيمات تندوف ان يغيبوها أمام " زوار" عادة ما تدفع لهم "اتاوات" لتزوير الحقائق، حتى وأن كانوا من قبيل جمعيات تدعي أنها "حقوقية" وهي معروفة "الخط والوسط والدوافع" ولا تتورع في السير على حبال البهتان والتضليل الذي تمارسه شرذمة" البوليساريو" بصورة مكشوفة ولم تعد تنطلي على أحد.
 
ولابأس في نظر قاهري حرية المرأة في مخيمات تندوف ان تشتغل المرأة في أعمال السخرة وأن تعمل في البناء في طقس شديد الحرارة ووسط الأتربة والرمال في صحراء مقفرة دون وازع ضمير وبلا رحمة أو شفقة تجاه النساء اللائي هن أحوج الى الرأفة بحالهن وبحال أسرهن والعيش في كرامة متمتعات بكامل حقوقهن.