الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

امنزو: تاهلة بإقليم تازة تلطيخ سمعة العمل الجمعوي في "المقابر" والمنابر

امنزو: تاهلة بإقليم تازة تلطيخ سمعة العمل الجمعوي في "المقابر" والمنابر بلقاسم امنزو
 "هذه جمعية الجماعة". هذا ما يستنتجه الداخلون والخارجون من البلدة كل يوم وهم يشاهدون ورش "أوراش" ترميم المقبرة بتاهلة، والملاحظة تحظى بشبه إجماع، حيث  يتابع الكل كيف ألقي بعمال مياومين من طرف جمعية لعبت دور الوساطة لتتبع هذا الورش وإنجازه في إطار ما يسمى ببرنامج "محاربة الهشاشة". 
"اش داها للقبور"؟ 
يتساءلون، مع العلم أن الجمعية المعنية كانت حتى زمن قريب على المستوى الإقليمي، وحتى على الصعيد الوطني، نموذجا يحتذى به في مجال العمل الجمعوي، وتنظيم وتأطير أنشطة ثقافية وعلمية وفكرية وفنية، ورياضية جلبت كبار المفكرين والأدباء والفنانين إلى اكتشاف المنطقة ومواهبها. 
 يتساءل الجميع، ماذا وقع إذن حتى انهار الجبل (أدرار في المفهوم المحلي الواريني) وانتفض جبل "ادرار" (موسى اوصالح في المفهوم المحلي الواريني) حين بلغ إلى علمه كيف أن جمعية كانت في قمة الجبل الفكري تنهار بهذه الطريقة الكارثية والكاريكاتورية لتصبح ناطقا رسميا وغير رسمي باسم رئيس منتخبي بلدية تاهلة.
في هذا الإطار، تؤكد عدة مصادر أن الجمعية المعنية التي حصلت على منحة "سمينة" من الجماعة، تسابق الزمن للعب دور الوساطة كذلك في صفقة "برنامج عمل الجماعة" ، حيث تم تنظيم لقاءات بين صاحب الحصان وممثل "إحدى الشركات" (الشركة توجد فقط فوق الورق ومقرها الفعلي في محفظة صاحبها)  لتمرير الصفقة حتى دون تنظيم لقاءات مع ساكنة  البلدة وممثليها ونسيجها الجمعوي وأطرها ونخبها لتبادل الأفكار، وطرح تصورات واقتراحات للخروج بتوصيات تكون هي أساس أي برنامج عمل لتنمية المنطقة. 
وبعد ذلك يتم عرض الأمر على المجلس لإبداء الرأي والمصادقة على ما تم الاتفاق عليه بين الجماعة والساكنة. 
لكن عندما نعلم بخبايا المجزرة الانتخابية التي تمخض عنها هذا المجلس لا نستغرب لهذه الخسائر المتتابعة التي تعصف بالمنطقة من نواحي منطقة "دويز" حتى قمة الجبل (ادرار في المفهوم المحلي الواريني). 
يبقى الأمل معلقا على مؤسسي هذه المعلمة الفكرية لكي يتدخلوا لإرجاع القطار الذي أطلقوه إلى سكته الصحيحة لخدمة المنطقة في أقرب الآجال، ولم لا قبل اللقاء الذي يحاول رئيس منتخبي بلدية تاهلة استغلاله لإضفاء طابع الشرعية على "مجزرته الانتخابية" وإعطاء مشروعية لما يقوم به ببعضهم ومع بعضهم من إساءة  للعمل الجمعوي والفكر الجمعوي بتلطيخ سمتعه في المقابر والمنابر. 
إن الخسائر ستكون فادحة بما في الكلمة من معنى حيث ستصل شظايا القصف إلى طلبة وقراء ومتتبعي بعض مؤسسي هذه الجمعية الذين لهم وزن فكري وعلمي على الصعيد الوطني، والمتميزون بكتاباتهم ومداخلاتهم في مختلف الندوات والمؤتمرات والحوارات والمحاضرات، فكيف سيقبلون مثلا بملاحظة مفادها أن جمعيتهم فشلت حتى في ترميم قبور منطقتها، وتدخلت الجماعة لإنقاذ ماء وجهها لغاية في نفس محامي الشيطان. 
 فمن يحاولون هدم إرث الجمعية لا يقدرون حجم الخسائر وتداعياتها على مختلف الأصعدة.