الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الله الكوا: بطعم 8 مارس اليوم العالمي للمرأة احكي عن مؤلف مستغانمي الجزائرية "

عبد الله الكوا: بطعم 8 مارس اليوم العالمي للمرأة احكي عن مؤلف مستغانمي الجزائرية " عبد الله الكوا
قرأت هذا الأسبوع بطعم 8 مارس اليوم العالمي للمرأة  مؤلف أحلام مستغانمي الجزائرية، " نسيان com " متسللا إليه من خلال ابنتي التي استعارته لقراءته، وقد مارست الخيانة كرجل تسلل عبر عالم النساء، مادام أن المؤلفة وافقت على غلاف يحمل جملة " يحظر بيعه للرجال " وبتشديد غير مفهوم على الظاء المعجمة،،، انها لعبة الإغواء الأنثوي التي تجعل كل ماهو مؤنث يظهر مالا يضمر، أقصد أن المرأة بطبعها متمنعة لا وجوبا ولكن من باب المستحبات، حتى لا ينظر إلى سهولة استجابتها في كل شيء، ولكنها في العمق تدعو إلى الوصال والحوار والتجاذب من باب ما يعرف من مفاتيح لهذه الذات المتعددة المغلقة... لذلك لاتوجد نبية في التاريخ، فقد يكون حب الرجل هو ما أملى التنكر لحضوره الخيالي في لاشعر أحلام..
 
فها أنذا أقرأ مؤلفك الذي لا أعتبره رواية، بل مؤلفا أقرب إلى عرض النصح والموعظة انطلاقا من تجربتك الذاتية أو ربما تجارب متعددة من محيطك ..أحلام هنا، تقدم النصح.. متمنعة لدرجة العشق، حكيمة لدرجة الحمق، مجربة لدرجة الجهل.. كل المؤلف يحرض كل النساء العاشقات اللواتي فقدن العشيق إلى أن تنسين العاشق أو الحبيب، ووضعه في سلة المهملات... وتسخر من كل عبيطة تتمسك بخيال حبيب راح إلى حضن آخر مثلا ..جاعلة النسيان فلسفتها التي عالجت بها كبرياء كل من استشرنها في ضياعهن في عوالم الحب والهوى،،، ناظرة إلى الموضوع بكل مكر  ميسرة طرق الهروب إلى الأمام والقطع مع تسلط الذكورة في مجتمعنا المتخلف.. 

مقترحة حبا جديدا لكل نسيان متسلط ووضع حد لرجل ميؤوس منه... إنه الهروب اللاواعي من شباك للسقوط في فخ، قد يظل الشباك الأول أفضل منه ...

أحلام صرفت وصفات النسيان، لكنها اعترفت في آخركتابها، أنها صدمت من قصة صديقتها الحميمة كاميليا التي كانت مغرمة بمن نسيها، وكانت أحلام تستمع اليها ولشكواها، وتخفف من ذكرياتها بتشجيعها على النسيان لمدة غير يسيرة، وواظبت حتى بعد سفرها من بيروت إلى بلدها الثاني الجزائر على أن تهاتف كاميليا العاشقة الولهانة في نفس التوقيت الذي كان صديقها الغابر يهاتفها الساعة التاسعة... ولو بنقر على الهاتف للتذكير... إلا أن النسر العاشق يعود لحبه الأول، فتتفاجأ مستغانمي بمن يرد على هاتف صديقتها، بل وتتفاجأ أكثر على نبرة رده يخبرها أن كاميليا مشغولة في صالون حلاقتها، وتستغرب كيف أن هذا النسر الذكي، عرفها  وعرف عنها الكاتبة والشيء الكثير من حكي كاميليا الفرحانة.. وماهي إلا أيام لدى عودتها للبنان حتى تلتقي بصديقتها وقد عادت إليها أنوثتها مع نسرها الجبار المتكبر العائد بعد سنوات غياب، وهي تتوجس خوفا وشرا على صديقتها، تحذرها وتنتزع منها توقيعا على نصائح مكتوبة ،حفظتها كاميليا عن ظهر قلب، وتوقع عليها باسمها الكامل مكتوبة على ورقة فريدة  أساسها:
* أن أدخل الحب وأنا على ثقة تامة بأنه لا وجود لحب أبدي.
* أن أكتسب حصانة الصدمة وأتوقع كل شيء من حبيب.
* ألا أبكي بسبب رجل، فالذي يستحق حقا دموعي ما كان ليرضى بأن يبكيني.
* أن أكون جاهزة للنسيان.. كما ينسى الرجل.