السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب الدبيش الصحراء هي التي صنعت المغرب الأقصى!!

عبد الوهاب الدبيش الصحراء هي التي صنعت المغرب الأقصى!! عبدالوهاب الدبيش
هذه الجملة المعبرة هي أهم ما جاء على لسان الأستاذ محمد القبلي  لحظة  تكريمه بأصيلة قبل خمس سنوات.. الصحراء الشرقية التي تريد دولة الحمق لهفها دون حياء ..بعبارة بغاو يلهفونا!! التي جاءت على لسان أسوأ ما انتجت أرحام الأمهات الجزائريات الحرائر هي التي اعترفت جريدة لوموند مؤخرا بانها كانت تابعة إلى المغرب منذ المرينيين وإلى زمن السلطان العلوي الحسن الأول رحمه الله.. 

هذه المناطق كانت موضوع دراسة تاريخية نشرت  أول مرة سنة 1908من تأليف المؤرخ الفرنسي الضابط في الجيش الفرنسي Martin Alfred George  Paul في البداية تحت عنوان oasis sahariennes ومنعت فرنسا صدوره آنذاك، بمبرر أن هذا الإصدار سيضر بالمصالح الإستراتيجية الفرنسيه  في مواجهة غريمتها ألمانيا ً التي كانت ترغب في احتلال المغرب وحتى تضيع الفرصة على القوة الألمانية آنذاك من السيطرة والتوغل في صحراء المغرب وصولا الى منابع تجارة الذهب والبحث عن المعادن في افريقيا، ولم تسمح الدولة المحتلة بنشر الكتاب إلا في 1923بعنوان اخر هو( أربعة قرون من تاريخ المغرب). 
هذا المؤلف وغيره بالمئات، يشهد ان كل تربة من تراب القنادسة وگورارة وتوات وتيمومين وتدكلت وبشار وتندوق أراضي مغربية خالصة.. استولت عليها فرنسا وتنكرت أحقيتنا فيها، جبهة التحرير الجزائريه التي لم تراع لا الأخلاق الإسلامية ولا الكفاح المشترك ضد المحتل ولا الدعم والتضحيات الجسيمة التي قدمها المغاربة لهذا الكيان الذي صنعته مخابرات فرنسا قطعة قطعة.. 
حين ذكر الأستاذ القبلي أن المغرب صنعته الصحراء، فانه كان يقصد أن بناء الشخصية الوطنية لهذا البلد كان للصحراء إسهامات كثيرة في بلورتها وصنعها  فقد صنعتها طوبونيمبا المجال الصحراوي، من المحيط والى گاو وتنبكتو، وصنعها ركب الحاج الصالحي الذي كان يعبر هذه المناطق وصولا الى الحرمين مكة والمدينة منذ العصر الموحدي ،وصنعها تجول الأولياء والصلحاء الذين نشروا التصوف الشاذلي وصنعتها التجارة البعيدة المدى التي كانت تربط فاس وسبتة ومراكش وسجلماسة والصويرة وتارودانت بهذه المناطق، وصنعتها أيضا الحركات السلطانية واستقبال الوفود الرسمية والقبائلية من الساقية الحمراء وتوات وبشار عبر عصور بني عبد المؤمن والمرينيين والوطاسيين والسعديين والعلويين؛ والى اليوم لا تزال بهذه الربوع ممتلكات لعائلات مغربية عاشت وتملكت الارض والمنازل والديار والاغراس وجابت هذه الفيافي املا في وعي مواشيها واتهامها وابلها  أن هذه الحركية وهذه الدينامية البشرية هي التي صنعت المغرب وثقافته ونوعت اشكال مجتمعه، وهي مثل الركن الذي به تستقيم حضارة المغاربة بها نعيش وبدونها نموت.