الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

" تأملات في مسرح الدمى" كتاب جديد للأستاذة خديجة الشرقاوي الخطابي

" تأملات في مسرح الدمى" كتاب جديد للأستاذة خديجة الشرقاوي الخطابي خديجة الشرقاوي الخطابي وغلاف الكتاب
تعززت الخزانة الوطنية بإصدار جديد " للخبيرة في شؤون التربية، خديجة الشرقاوي الأستاذة بالمعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة تحت عنوان " تأملات في مسرح الدمى" يتناول تاريخ ومسار مسرح الدمى على المستويين العالمي والعربي والوطني ويعالج كيفية استثمار هذا المسرح في التنشئة الاجتماعية والتنشيط التربوي.
 
ويتضمن الكتاب الواقع في ما يناهز 140 صفحة من القطع المتوسط، عدة محاور تتعلق بنشأة مسرح الدمى وانعكاساته الإيجابية على التنشئة الاجتماعية للجمهور الناشئ واسهامات هذا الفن المسرحي في عملية التنشيط الثقافي والتربوية واسهامه كذلك الارتقاء بالفكر النقدي للأطفال وفي العلاج النفسي.
 
مسرح للصغار والكبار
وفي تتبعها لتاريخ مسرح الدمى، قالت المؤلفة إن هذا المسرح أدخل الفرحة والسرور قديما على الإغريق والرومان والإيطاليين والفرنسيين والإسبان، ولم يكن قط ا للأطفال، منذ بداياته الأولى، بل كان يستهدف الكبار قبل الصغار. وكان يحلّ محل السينما والراديو حيث كان يتجمّع الجمهور لمشاهدته في الفضاءات العمومية والمقاهي الشعبية والساحات.
 
وفضلا عن تأثيراتها في مجتمعاتها، فقد كان لمسرح الدمى انعكاسات وتأثيرات كذلك على إثراء القواميس اللغوية وذلك من خلال الإسهام في إدخال مصطلحات جديدة، كما أشارت الكاتبة التي أكدت في مؤلفها إلى أن الدراسات الغربية حول مسرح الدمى، أغنت أنطولوجية الكتابات في فن الدمى.
 
رفع الوعي المجتمعي
ولفتت الانتباه إلى أن مسرح الدمى، لا يقتصر على الترفيه فحسب، وإنما يسلط الضوء على مواضيع هامّة متنوّعة، تعمل على الاسهام في الرفع من مستوى الوعي حول التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وأشارت إلى أن هذا النوع من المسرح يحتل مكانة مهمة في تاريخ الفن الدرامي العالمي، وتمكن من إنجاب عباقرة في هذا الميدان منهم الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته Johann Wolfgang von Goethe ( 1749- 1838 ) الذي كان يملك مسرحا صغيرا للدمى، التي كان يحرّكها ويتحدث إليها، وبعد ذلك حوله إلى مدرسة متخصصة في فنون الكتابة الأدبية، وهو ما جعله يعترف لاحقا، بأن تجربته في مسرح الدمى، كان لها الفضل الكبير في كتابة ملحمة " فاوست "( Faust ) الإبداعية الأسطورية التي تعد من روائع الأدب الألماني عبر التاريخ.
 
مسرح للحكايات والتعددية
وترى خديجة الشرقاوي الخطابي، أن مسرح الدمى، هو مسرح التربية إذا توجّه للطفل، ومسرح الفكر للكبار، وهو أحب العروض إلى المتفرج، لاعتماده على أشكال متحركة تثير الاندهاش والفضول. وأضافت إن فن الدمى يمتح من الحكاية والأسطورة والخوارق والتاريخ التي يكتسب منها تعدديته.
 
وحظي مسرح الدمى، حظي بمكانة متفردة ومتناقضة في ذات الوقت سواء لدى المتفرج الصغير والكبير، لما يوفره من جاذبية لافتة ومميزة، كما جاء في الكتاب الذي أبرزت صاحبته، أن ولادة مسرح الدمى تاريخيا قديمة، فإن الوثائق التي تؤرخ لبدايته في العالم العربي نادرة، وربما تم إتلافها، نتيجة الجهل بدور هذا المسرح والإصرار على الاعتقاد بأنه لا يعدوا مجرد " إلهاء طفولي" لعمل "محرم"، فضلا عن افتقار
المكتبة العربية إلى مؤلفات في هذا المجال.
 
التحسيس بمسرح الدمى
وفي هذا الصدد تعبر الأستاذة خديجة الشرقاوي الخطابي، عن الأمل في أن يشكل مؤلفها الجديد ، مساهمة في التحسيس بأهمية مسرح الدمى خاصة لدى الباحثين والطلبة والمهتمين بقضايا الطفولة والشباب ونشطاء المجتمع المدني، ومن الجمهور بمستوياته المختلفة.
 
وبعدما اعتبرت أن مؤلفها يهدف كذلك إلى " نفض الغبار عن جانب مهم من التربية، ليشد القارئ إلى عالم الدمى المنسي في ثقافة الطفل"، دعت خديجة الشرقاوي الخطابي، إلى إعادة التفكير في مسرح الدمى، صناعة وثقافة، وإدماجها في المناهج الدراسية والتربوية، والانخراط الإيجابي في التشجيع على التراكم المعرفي حول مسرح الدمى، والاسهام في تجاوز النظرة السلبية التي أحيطت به، والانفتاح على التجارب الدولية في هذا المجال.
 
مدخل للإبداع والجمال
وهكذا ترى الكاتبة إن مسرح الدمى ، يعد مدخلا مهما للكشف عن الجوهر الاجتماعي والجمالي، مع العمل على أن يظل الجانب التربوي الذي اقتُرن به مسرح الدمى عند الطفل المغربي، أحد المرتكزات الأساس من أجل تنمية قدراته الفكرية وعلى الخلق والإبداع ويصبح من بين وسائل تهذيب أخلاقه وذوقه وكذلك تكوين شخصيته وملكاته ممارسة حريته في التعبير، لكن شريطة أن يدمج كل ذلك ضمن ديداكتيك مادة تدريسية، كما سجلت الأستاذة خديجة الشرقاوي في مؤلفها الجديد الذي يعد وثيقة علمية، يمكن الاسترشاد بها.