الخميس 18 إبريل 2024
منوعات

جندية يابانية سابقة تخوض حربا ضد تفشي الاعتداءات الجنسية في الجيش 

جندية يابانية سابقة تخوض حربا ضد تفشي الاعتداءات الجنسية في الجيش  رينا غونوي وعناصر للجيش الياباني
كانت رينا غونوي تحلم في طفولتها بالانضمام إلى قوات الدفاع الذاتي اليابانية... إلا أن  الشابة البالغة 23 عاما  تخوض حربا  قضائية ضد هذه المؤسسة بعدما تعرضت، على حد قولها، إلى اعتداءات جنسية فيها. وشكل قرارها خلال العام الفائت بالتحدث علنا عما واجهته، دافعا  لمئات الضحايا حتى يتطرقن إلى ممارسات جنسية تعرضن لها. لكن بسبب خطوتها هذه، تلقت غونوي سيلا  من التهديدات والإهانات عبر الإنترنت.
وتقول في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لو أن  القضية تعنيني وحدي لكنت تخليت عنها، لكنني أحمل آمال كثيرين، لذا من الضروري أن أقوم بأقصى جهدي في هذه القضية".
وفي العام الفائت، تطرقت الشابة اليابانية للمرة الأولى لما تعرضت له من اعتداءات جنسية، متهمة  زملاء سابقين لها في قوات الدفاع الذاتي اليابانية بالتحرش بها والاعتداء عليها، وأكدت أن ما قاموا به كان يحدث بصورة يومية منذ أن انخرطت في الوحدة العسكرية عام 2020.
وتقول "عندما تمشي في الممر، يقوم أحدهم بصفعك على مؤخرتك أو يمسكك من الخلف"، مضيفة  "كانوا يقب لونني ويلامسون ثديي".
وتروي أنها خلال أحد التدريبات، ثبتها ثلاثة من زملائها على الأرض ثم مارسوا حركات جنسية معها، في حادثة أبلغت رؤساءها بها.
إلا أن  تحقيقا  داخليا  توصل إلى عدم وجود أدلة كافية عن حصول ممارسات جنسية. ولم يعد فتح القضية سوى بعد أن تطر قت غونوي إلى الحادثة علنا  وأطلق عريضة في هذا الشأن. وتقول الشابة اليابانية "شعرت بخيبة أمل كبيرة من قوات الدفاع الذاتي".
وكانت صدمة غونوي كبيرة جدا  لأنها عندما انخرطت في هذه الوحدة عام 2020 كانت معجبة جدا  بعمل أعضائها، وما أنجزوه خلال زلزال وتسونامي عام 2011 تحديدا .
وغونوي التي كانت تبلغ 11 عاما  آنذاك، كانت من بين اليابانيين الذين تم إجلاؤهم، وأكثر ما تأثرت به هو عمل أعضاء قوات الدفاع الذاتي الإناث، اللواتي كن  يوفرن مساعدة لإقامة حمامات موقتة لمن خسروا منازلهم.
وتقول "كن  مذهلات، وكنت أعتقد أنني سأصبح يوما  ما مثلهن  وأمد يد العون للآخرين" في الظروف الصعبة.
وكانت غونوي التي تمارس رياضة الجودو القتالية، تحلم بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، وكانت تعتقد أن  استخدام المرافق الرياضية الخاصة بقوات الدفاع الذاتي، سيتيح لها القيام بتدريبات.
وتشير غونوي إلى أن  تحد ثها علنا عن عدم تحر ك المؤسسة بعد كل ما تعر ضت له، كان "الحل الأخير" أمامها. وتقول إن  "إحساسا  باليأس ينتابني أكثر من شعوري بأنني كنت شجاعة".
وتضيف "شاهدت اعتداءات مورست في حق أعضاء إناث منخرطات في القوات منذ زمن، ولم أشأ أن يجري التخلي عن قضاياهن " أو أن "تختبر النساء اللواتي ينخرطن حديثا  في المؤسسة التجربة نفسها".
وبعدما تطرقت غونوي إلى الاعتداءات الجنسية التي تعرضت لها، في مقطع فيديو نشرته عبر يوتيوب في يونيو الفائت، وقع أكثر من مئة ألف شخص عريضة تطالب بإجراء تحقيق مستقل، ر فعت في غشت الماضي إلى وزارة الدفاع اليابانية.
مذاك، بدأ أكثر من 1400 شخص من رجال ونساء بالتحدث عم ا تعرضوا له من تحرش جنسي ومضايقات في صفوف الجيش الياباني، وهي خطوة غير شائعة في بلد لم تحظ حركة "مي تو" فيه بمتابعة كبيرة، وحيث لا تتعدى نسبة ضحايا الاغتصاب اللواتي يرفعون دعاوى قضائية الـ4%.
أما نسبة تمثيل النساء في عالم الأعمال فهي جيدة، لكن نادرا  ما يتبوأن مناصب عالية في المؤسسات وداخل الحكومة.
وتشير غونوي إلى شعورها بالصدمة من سيل الإهانات الذي تلقته عبر الإنترنت بعد كشفها ما يحصل في صفوف قوات الدفاع الذاتي اليابانية. وتقول "كنت أتوقع أنني سأواجه إساءة لكن ليس بهذا القدر، فذلك مؤلم".
وتضيف "هناك خلل ما في هذا الخصوص، فاليابانيون يهاجمون الضحايا لا الجناة".
وتلقت غونوي اعتذارا  من المعتدين عليها الذين فتح في حقهم تحقيق جنائي.
وتقول "آمل أن نصبح مجتمعا  لا يضطر أعضاؤه للتحدث علنا  عما تعرضوا له" لكي يلقوا آذانا  صاغية.
بالإضافة إلى المعتدين عليها، قررت غونوي أن تلاحق قضائيا  الحكومة بسبب سوء المعاملة التي تلقتها منها.
وبدأت أخيرا  في تدريس رياضة الجودو القتالية. ولق نت خلال أحد الدروس المبتدئين كيف يرتمون أرضا .
وتقول "لقد ارتميت أرضا  أكثر من مئتي مرة في ذلك اليوم، لكن لا يهم كم مرة  أسقط، بل المهم هو أنني أعاود النهوض".