محمد شفيق الزيارة التي يقوم بها الرئيس ماكرون لعدد من الدول الإفريقية وما خلفته من تفاعلات إعلامية قوية، تبرز تحولات عميقة في العلاقة بين هذه القارة وبين قصر الإليزي.
لقد كشفت (الزيارة) عن خطاب جديد للقادة الأفارقة يغذيه طموح مشروع لإنهاء اشكال الوصاية الفرنسية والازدراء الذي تغذيه ثقافة استعمارية بائدة.
لقد نبه المغرب المعتز بانتمائه الإفريقي ومنذ فترة ليست بالهينة إلى ضرورة إخضاع العلاقة بفرنسا إلى مراجعات عميقة وتشييد أفق جديد للتعاون ينبني على نوع من الندية والاحترام المتبادل، وتعهد المصالح المشتركة وفق منطق رابح رابح.... وخطاب المغرب ورؤيته أضحت أرضية مشتركة ومنظورا تتقاسمه شعوب القارة على أساسه سيتم التوجه نحو مستقبل العلاقات مع الشركاء وفي مقدمتهم فرنسا.
متى سيفهم العالم أن إفريقيا لم تعد كما كانت وأن ثمة أجيال جديدة بطموحات جديدة مشروعة ومغايرة؟
متى سيفهم العالم أن إفريقيا للأفارقة وليست حديقة خلفية للمتربصين بمقدراتها وبمستقبل أبنائها.
زيارة ماكرون برهاناتها الجيوسياسية الظاهرة والخفية ستكون لها نتائج
مؤثرة ستخدم حتما تحولا إفريقيا وشيكا نحو إفريقيا الشريك والقوة الصاعدة.
