الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

أزمة اتحاد كتاب المغرب.. مفكرون مغاربة يسلطون الضوء على الأسباب والحلول

أزمة اتحاد كتاب المغرب.. مفكرون مغاربة يسلطون الضوء على الأسباب والحلول جانب من اشغال الندوة
سلطت صحيفة الاتحاد الاشتراكي، الضوء على أبرز مضامين النقاش، الذي دار بين عدد من الكتاب والمثقفين، تحت عنوان " أدوار اتحاد كتاب المغرب اليوم"، جرى تنظيمها يوم السبت 25 فبراير 2023 بالمحمدية، من قبل "الملحق الثقافي" لليومية، يوم السبت 25 فبراير «الملحق الثقافي» للصحيفة.
وقد تميز النقاش بما تضمنه من مداخلات لنخبة من المثقفين، إذ أكد خلاله الكاتب عبد الحميد جماهري على أن الاتحاد يجب أن يأخذ بعين الاعتبار وجود جيل جديد من الكتاب الشباب، يتطور من خلال أدوات التواصل، يكتب وينشر في أعرق دور النشر وأرقى المجلات دون وسيط ويشتغل في استقلالية تامة عن هذه المؤسسة، وأن هذا الجيل الصاعد بنى معطاه الثقافي في استقلال عن المؤسسات ودون دعمها ولا يحتكم إلا إلى منطق النسخ المبيعة، وهو ما يجعل حاجة هذا الجيل غير ذات جدوى، خاصة إلى اتحاد بتنظيماته التقليدية المتجاوزة.
بينما أبرز الشاعر وعضو اتحاد كتاب المغرب جمال أماش، أن مشكل الاتحاد فكري وفيه نوع من التجاوز لما يقع. كما أنه تزامنا مع مايقع، فإنه أدى إلى تحول تنظيمي.
كما اعتبر في مضمون مداخلته أن الاتحاد اليوم مطالب بتوضيح موقفه مما يحدث داخل الفضاء الديني: هل هو مع الحداثة أم ضدها، مطالبا بعدم التذبذب في المواقف بخصوص هذه النقطة لتبديد هذا الغموض والحسم في طبيعة هذه العلاقة، مؤكدا على أن المؤسسة الثقافية تعاني من عطب منذ القديم.
وأشار أماش في ذات النقاش حسب بلاغ صحيفة الاتحاد الاشتراكي، إلى أن المشاريع التي كانت تتصارع منذ تأسيس الاتحاد كانت تقف على طرفي نقيض: مشروع الدولة المحافظ مقابل مشروع الحداثة، وهو ما تغير اليوم ونحن أمام مشروع واحد لم يستطع الاتحاد اليوم بلورة ما جاء فيه وتنزيله، ما يدفع الى استعجالية عقد مؤتمره الاستثنائي في ظل الحاجة والجدوى.
أما أحمد عاقد، الكاتب والناقد، فقد ارتأى في مداخلته أن التجميد والتعطيل الذي يعيشه الاتحاد مقصود، وأن الضحية الأولى والأخيرة هي مصلحة الوطن والاتحاد الذي ليس عليه أن يدافع أو يقوم ردود أفعال أمام الخصوم، بل يجب أن يكون مبادرا، إفريقيا وأوروبيا وفي أمريكا اللاتينية، وأن يكون درعا من دروع الدفاع عن القضية الترابية.
كما اعتبر الناقد محمد علوط أن الحديث عن حل لأزمة الاتحاد يبدأ من الإجابة عن سؤال: أي مؤتمر استثنائي نتحدث عنه وبأية معايير؟ مشيرا إلى أن الكتاب لا يريدون اليوم مؤتمرا يكون نسخة عن المؤتمرات السابقة، بل مؤتمرا يمتلك إطارا نظريا وتأسيسات مبدئية وإلا فإن لا حاجة إليه.
وأكدت ليلى الشافعي، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد، في مداخلتها أن ما يحدث اليوم هو نتيجة لطرق اشتغال قديمة لايزال ينهجها الاتحاد في تدبير عمله واختلافاته، داعية في نفس الإطار الى وضع قطيعة مع هذه الآليات التقليدية في الاشتغال لأن هناك جمعيات ثقافية تقوم بالدور التقليدي للاتحاد، وهو ما يقتضي كما قالت الشافعي، خلق قطائع إبستيمية مع المسار السابق لاتحاد كتاب المغرب التي أنتجت منذ الستينات، والبحث بالتالي عن طرق أخرى للعمل تُضَمَّن في قانونه الأساسي، بالإضافة الى تشبيب هياكل الاتحاد.
وترى الشافعي أن تكوين لجنة للعمل من داخل الاتحاد تتطلع الى الآتي باستشراف واع لكل تحولات المستقبل القريب، من شأنه أن يساهم في تجديد أدوار الاتحاد.
أما عبد الحق بنرحمون، عضو مكتب شفشاون، فقد شدد على أن مستقبل اتحاد الكتاب اليوم مرتبط بالثورة الرقمية وما تطرحه من تحديات حتى ولو تجاوز أزمته التنظيمية لأنه مطالب بتحيين أدوات اشتغاله، وبملاءمة قوانينه مع المستجدات إذا أراد أن يرتقي من مجرد جمعية ذات أهداف تقليدية الى مؤسسة ثقافية كبرى، معتبرا أن الاتحاد خارج الاهتمام والانخراط الرقمي لن يكون له تأثير عربي أو دولي، خاصة ونحن أمام قضايا وطنية تتطلب منه الفعل والتأثير بما للديبلوماسية الثقافية من أدوار تثبت فاعليتها يوما بعد يوم كديبلوماسية موازية.