الأحد 24 نوفمبر 2024
جالية

في الذكرى 60 للهجرة المغربية.. مغاربة وألمان يشتركون في لقاء أكاديمي وثقافي فني للاحتفال

في الذكرى 60 للهجرة المغربية..  مغاربة وألمان يشتركون في لقاء أكاديمي وثقافي فني للاحتفال جانب من الإحتفال
نظم المعهد المغربي الألماني للدراسات والبحوث وجمعية الخدمات الاجتماعية، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج لقاء أكاديميا وثقافيا وفنيا في مدينة كولونيا، إعلانا عن انطلاق سلسلة الأنشطة التي ستمتد حسب المنظمين على مدى 6 أشهر، 60 نشاطا، في 6 مدن المانية كبرى كدوسلدروف وفرانكفورت و6 محاور للأنشطة
وفي كلمة ترحيبية أكد سامي شرشيرة مدير جمعية الخدمات الاجتماعية والارشادات وناديا يقين مديرة المعهد المغربي الألماني للدراسات والبحوث، على أن قيمة الاحتفال تكمن في فرصة إلقاء نظرة على الماضي من خلال شهادات حية للجيل الأول ومناقشة الحاضر واستشراف المستقبل وتأثيثه بشكل جماعي.
كما خصت سفيرة المغرب في جمهورية ألمانيا الفيدرالية زهور العلوي المناسبة بكلمة خاصة، قدمتها نيابة عنها القنصل العام للملكة المغربية بدوسلدروف لبنى ايت با سيدي. حيث أشادت السفيرة بتضحيات الجيل الأول وما قدمه من تضحيات جبارة، برغم الظروف الصعبة المتمثلة في عدم اتقان اللغة والاغتراب وظروف العمل الشاقة، مشيرة الى دور الجيل الثاني والثالث من أبنائهم وأحفادهم في رفع المشعل للمساهمة بشكل فعال كألمان من أصول مغربية في ازدهار ونماء المجتمع الألماني.
كما أشادت السفيرة بالسمعة الطيبة التي يتمتع بها مغاربة ألمانيا، وأيضا بالدور الإيجابي في الحفاظ على هوية و ثقافة المغاربة و كذا دعم تماسكم. وهذا الاعتزاز هو الذي ما فتئ يعبر عنه الملك محمد السادس، حيث أكد في خطابه بمناسبة ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 2022، على ان "قوة الروابط الإنسانية، والاعتزاز بالانتماء للمغرب لا يقتصر فقط على الجيل الأول من المهاجرين، وانما يتوارثه جيل عن جيل، ليصل الى الجيلين الثالث والرابع"
و كلمة باسم مجلس الجالية المغربية بالخارج الذي يعتبر شريكا رسميا في الاحتفالية، أكد الدكتور مصطفى المرابط على أن الاحتفال بالذكرى 60 سنة للهجرة المغربية في ألمانيا، فرصة للتفكر و فرصة للمراجعة و النظر في هذه الهجرة. فالهجرة هي التي تكون عالم اليوم، كما أنها تشكل العامل الأساسي للالتقاء والتبادل الثقافي والحوار بين الثقافات والمجتمعات. كما أشار الدكتور المرابط الى انه يتفهم هجرة المغاربة الى فرنسا، بلجيكا واسبانيا بحكم الاستعمار والتعود على ثقافة هذه الشعوب، لهذا فهجرة المغاربة الى ألمانيا دون معرفة بلغتها وتاريخها وثقافتها يعتبر معجزة، لأنهم مع ذلك قد نجح غالبيتهم في ان يبنوا اجيالا وان يبنوا مجتمعات وأن يحافظوا على هويتهم دون ان يخلخلوا توازنات المجتمع الألماني. كما أكد على انه" آن الأوان ان يعترف المغرب بلد الأصل بهؤلاء وألمانيا بلد الاستقبال، آن لها ان تكرم هؤلاء وان تعيد لهم الاعتبار."
النائبة البرلمانية الألمانية سناء عبدي التي تعتبر اول نائبة برلمانية ألمانية من أصول مغربية، أكدت من جهتها على انها قدمت إلى المانيا مع والدتها في سن الثالثة من عمرها، لهذا فالهوية الألمانية جزء من هويتها الا انها لا تنسى جذورها وحبها للمغرب، كما اشارت عبدي الى تنوع النجاحات في أوساط الجالية المغربية في ألمانيا، الذي يعد ثمرة للجيل الأول. كما صرحت " على الجيل الثالث والرابع ان يدرك جيدا انهم مواطنون في هذا البلد وجزء لا يتجزأ من المجتمع الألماني، بل فإن موروثهم الثقافي يخول لهم تقديم إضافة إيجابية في الحياة اليومية.
ومن المهم أيضا مشاركتهم الفعلية في المجتمع بكل ما فيها من احداث سياسية وقضايا اجتماعية. لذلك انا سعيدة جدا بما حققته وأتمنى أن أكون بذلك قد فتحت بابا و أملا جديدا للجيل الجديد للعبور عبره الى المستقبل و التعايش المشترك."
وفي إطار الاحتفال بالجيل الأول شاركت عائلة قنبوع التي تمتد لأربعة أجيال في جلسة مفتوحة في شهادات حية تعبر عن معاناة الجيل الأول في ألمانيا.
وحسب شهادة الحاج قنبوع الذي التحق بألمانيا في سن السابعة عشر سنة 1968 للعمل، فإن الحياة آنذاك كانت قاسية ولم يكن في نيتهم البقاء. كما أن والده التحق بألمانيا سنة 1958 أي قبل توقيع اتفاقية جلب اليد العاملة المغربية بين المغرب وألمانيا. من جهتها شاركت زوجته جميلة قنبوع التي التحقت بزوجها سنة 1974 بشهادة عن المراحل الأولى من التحديات في مجتمع لا تفهم لغته ولا ثقافته، كما كانت الشهادات فرصة للحضور للمشاركة بأسئلتهم وانطباعاتهم وتجاربهم.
وفي حلقة نقاش شارك فيها البروفيسور الدكتور "ميشائيل كيفاه" أستاذ العلوم الإسلامية بجامعة اوزنابروك إلى جانب الدكتور مصطفى المرابط ممثلا عن مجلس الجالية المغربية بالخارج والنائبة البرلمانية سناء عبدي وحبيبة بولعوالي المهتمة بمجال الشغل، أكد البروفيسور الدكتور كيفاه على تنوع الجالية المغربية في المانيا وعلى أدائها في المجتمع بحكم كونها جالية شابة ونشيطة، كما أثنى على ما حققته بالمقارنة مع جاليات أخرى من إنجازات كبيرة. مؤكدا على أن الجالية تلعب دورا مهما وكبيرا في المجتمع وهي جزء لا يتجزأ من المجتمع الألماني، بالإضافة إلى كونها جالية تساهم أيضا في تطوير مجموعة قطاعات في المغرب.
أما الدكتور المرابط الأكاديمي وممثل مجلس الجالية بالخارج، فقد أكد على الأداء الهام لمغاربة المانيا الذين يتعرضون لعراقيل معينة، فالمغاربة في المانيا حتى ولو ظلوا 30 او 40 سنة فهم يواجهون واقعا اجتماعيا يذكرهم دائما على انهم مغاربة او من أصول مغربية وهذا يصعب عملية التأقلم، لهذا على دول الاستقبال محاربة الصور النمطية من خلال وسائل الاعلام والمدارس ورد الاعتبار للمواطنين من أصول أجنبية. كما أشار حسب دراسة قام بها مجلس الجالية المغربية بالخارج الى ارتباط الجيل الثالث والرابع ببلده الأصلي أكثر من الجيل الأول، وهذا ما تم لمسه أيضا من خلال كأس العالم لكرة القدم بقطر، حيث جسد المنتخب المغربي "تمغربيت" ومثل هذه المنتخبات يجب خلقها في السياسية والثقافة وغيرها من المجالات.
من جهتها اكدت النائبة البرلمانية سناء عبدي ان الجالية المغربية نشيطة في المجال السياسي والدليل على ذلك ان هناك مغاربة حققوا نجاحا على صعيد البلديات، كما دعت الى مشاركة سياسية أكبر، لتحقيق إنجازات للجالية وأيضا في التعامل مع المغرب.
أما حبيبة بولعوالي التي تنشط في مجال جلب اليد العاملة المغربية والكفاءات الى المانيا فقد اشارت إلى انها لم تعش صعوبات في الاندماج لأنها قدمت في عمر مبكرة جدا، لكنها أكدت على أن الشركات الألمانية تبدل مجهودا لجلب اليد العاملة والكفاءات المغربية لكن البيروقراطية الألمانية تعرقل ذلك.
الى جانب الشق الأكاديمي، تم الاحتفال بالثقافة والفن من خلال مشاركات زجلية للزجال كمال الشعبي الذي تناول موضوع الغربة والهجرة والحنين في نصوص زجلية تفاعل معها الحضور، كم قدم نجم الكوميديا الألمانية بنعيسى، عرضا عرى فيه واقع الهجرة في المانيا، وكيف يرانا الآخر ويتعامل مع ثقافتنا كمغاربة، وانتقد الصور النمطية السائدة، كما عبر عن الشتات الذي يعيشه الشباب وسؤال الهوية هل أنا مغربي؟ هل أنا ألماني؟
كما قدم الفنانان الشابان et Bilal Mina عرضا موسيقيا بالألمانية و الإنجليزية، أبهر الحضور.
كما أضفت الفنانة المغربية فاطمة الزهراء العروسي، سحرا خاصا على الحفل من خلال ترديد النشيد الوطني المغربي والمشاركة بأغاني مغربية ووطنية تعبر عن روح تمغربيت التي تجمع الأجيال كلها من مغاربة المانيا.