الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

فريد الحمدوي: خلال شهر رمضان والغلاء.. ستحل بكم بركة سيدي عبد الرحمان

فريد الحمدوي: خلال شهر رمضان والغلاء.. ستحل بكم بركة سيدي عبد الرحمان فريد الحمدوي
بعد أن عرفت الأسعار ارتفاعا صاروخيا، خصوصا في أسعار الخضر والفواكه، و اكتوى المغاربة بنارها بعد أن أيقظهم لهيبها ولسعتهم ألسنة نيرانها، خرج القائمون على الشأن العام من وزراء الحكومة  وبعض سياسييها المهرة في " فن الكلام" لطمأنة المواطنين، بأن الأمور ستعود إلى سابق عهدها خلال شهر رمضان، أي بعد أزيد من شهر كامل، مع وعود باستقرار الأثمنة ونزول الأسعار في الأسواق.

بعملية حسابية بسيطة، فعلى المواطنين المغاربة، أن يتحملوا ارتفاع الأسعار لمدة خمسة أسابيع أخرى، كأننا نعيش فقط في شهر رمضان، وتدور في فلكه حياة المغاربة جميعا، وما دون ذلك فلا حرج إن ارتفعت الأسعار أو غلت أثمنة المواد، لأننا خلقنا لتحمل لهيبها في باقي أشهر السنة، وبهذا المنطق سيكون سياسيونا مهرة في الضحك على ذقوننا والتلاعب بمشاعرنا، واستبلادنا، بدون حرج و"بلا حشمة".

ولاحتواء الموقف الذي وجدت فيه الحكومة نفسها، تم تفعيل لجان المراقبة، لإيقاف مد الاحتكار الذي عاث أصحابه فسادا في المواطنين البسطاء، وتفطنت الحكومة أيضا إلى السوق الداخلي، بعد أن غاب عن حسبانهم، بأن المواطن المغربي هو الأولى، بخيرات البلد الفلاحي، وبلد المخطط الأخضر، الذي أوصل المغاربة إلى الاقتناع بأنهم سيموتون جوعا على أبواب ضيعات الطماطم والخضروات التي يشتريها الأوروبيون بأثمنة أقل، مقارنة بالدخل الفردي بيننا وبينهم. وبعد أن أصبح التجار يصدرون ما فاض ورفض من طرف السوق الأوروبية، إلى أفريقيا، والتي ترغب في كل شيء بلا معايير للجودة أو الشكل.

وبسؤال بسيط يطرح في السياق، أين كانت لجان المراقبة من قبل، أين كانت المؤسسات التي لم تعر أي اهتمام لصرخات المواطنين وشكايات الجمعيات الحقوقية وحماية المستهلك؟؟ وفي انتظار ردكم على  السؤال، سينتظر ويطيل المغابرة الانتظار، بعد أن ؤفرغ ما تبقى له من دريهمات في جيبه ومدخراته.

ستنخفض الأسعار خلال شهر رمضان، وإلى حين ذلك، أعدوا لهم جيوبكم ليمتصوا منها ما تبقى من الدريهمات القليلة، في انتظار الشهر المبارك، شهر البركة والغفران، هذا الشهر الذي ألفنا فيها غلاء كل شيء، ستنخفض بحول الله أثمنة كل شيء.. و ستصبح الأمور كما نحلم ونريد.

في انتظار شهر رمضان، لا داعي أن تحلموا بخفض الأثمنة، ورفع اليد عنكم، بل اصبروا معهم ما تبقى من الوقت والأيام، فهم بحاجة إلى بعض الأسابيع الإضافية من عصركم في معصرة الغلاء الفاحش، ليستريحوا في شهر رمضان، إن استراحوا، والعلم لله، مادام الوعد جاء من سياسيين، احترفوا الكذب، والسياسة في نهاية المطاف ليست إلا فن الكذب والبهتان.

في انتظار شهر رمضان، والمغاربة ألفوا ارتفاع الأسعار والمضاربات، وجشع التجار في هذا الشهر المبارك، دون الحاجة إلى حرب أوكرانيا أو كورونا ليذوق المواطنون البسطاء مرارة العيش في شهر الغفران، في شهر التزهد في ملذات العيش، أعدوا أنفسكم لأن تحل عليكم بركة سيدي عبد الرحمان، وستنخفض الأسعار فقط، وحين ينقضي الشهر الكريم، ماذا أنتم فاعلون؟؟؟