أعدها للنشر: أحمد فردوس
اختار الدكتور محمد أنور الشرقاوي معد ومقدم برنامج «ملتقى الصحة» بقناة (L. ODJ) في هذه الحلقة موضوع «التربية الجنسية» في المغرب، حيث استهل حلقة البرنامج بالقول: «بأن موضوع المشاكل الجنسية حساس جدا. ويجب أن لا نكذب على أنفسنا. فهناك ممارسة جنسية خارج مؤسسة الزواج».
لمناقشة موضوع المشاكل أو المصاعب الجنسية عند الأزواج استضاف «ملتقى الصحة» كل من الدكتورة المتخصصة في الجانب النفسي فدوى السعداني رفقة الدكتور سامي البقالي، المختص في المسالك البولية، الذي كشف على أنه من خلال ممارسته المهنية، وقف على «مشكل انعدام الخبرة في الحياة الجنسية لدى بعض الشباب الحديثي الزواج «، حيث يقبل البعض منهم على عيادته من أجل الاستشارة من أجل بداية الحياة الجنسية.
في هذا السياق استشهد الدكتور سامي البقالي بآخر زيارة للاستشارة في الموضوع حيث صارحه عريس «زوج بأنه مازال لم يدخل بشريكة حياته رغم رابط الزوجية. لكن لما سأله الدكتور سامي عن السبب أجاب قائلا: «أخاف أن أؤذيها». حيث استغرب الدكتور من هذا الموقف «ونحن في سنة 2023، في حين مازال هناك من لم يعرف كيف يمارس حياته الجنسية الطبيعية مع زوجته؟». وأضاف قائلا: بأن «موقف الزوج قد عبر عنه بحسن النية، وكشف على أنه ليست له خبرة في الحياة الجنسية»، ويعزى ذلك حسب نفس المتحدث إلى «انعدام الثقافة والتربية الجنسية».
وعن سؤال لمعد ومقدم البرنامج أكدت الدكتورة السعداني بأن هناك شباب مقبلين على الزواج «ليست لهم تجربة جنسية. وربما هذا اختيار للبعض منهم على أن لا تكون لهم حياة جنسية قبل الزواج نساء ورجالا، بل ليست لهم فكرة كيف سيعيشون علاقتهم الجنسية».
وأوضحت في هذا السياق بأن معرفة البعض منهم بالجنس تختلف من شخص لآخر، بحكم أنهم لم يهتموا به أو اعتبروه من الطابوهات المجتمعية، لذلك لم يبحثوا على المعلومة ولا يعرفون أين يبحثون عنها».
وأضافت بالقول: «أن هناك من لهم معرفة بالجنس وليست لهم خبرة في العلاقة الجنسية داخل الحياة الزوجية مع شريك الحياة».
بعد هذا المدخل اعتبر معد البرنامج الدكتور الشرقاوي بأن المشكل الكبير عند الرجل العربي مرتبط بـ «الضعف الجنسي»، حيث طرح سؤال: هل الضعف الجنسي عند الرجل شبيه بالضعف الجنسي عند المرأة؟
اعتبر الدكتور البقالي أن الضعف الجنسي عند معظم الرجال «يعني ضعف الإنتصاب»، حيث أحال المفهوم على ما يتداوله البعض من خلال عبارة: «أَنَا مَا بْقَيْتْشْ رَاجَلْ». بالمقابل أكد بأن دوره كمختص هو «إرجاع الثقة في النفس والبحث مع المريض أين يكمن الخلل؟»، من خلال عدة أسئلة: هل تلك العبارة «لم أعد رجلا» سببها تغير العضو التناسلي مثلا «من ذكر إلى أنثى؟» أم أن علامات الرجولة لم تعد بادية له «اللحية»؟ هل طرأ تغيير في شكلك «صفتك»؟ كل هذه الأشياء إن لم تحدث ولا وجود لها بمعنى أن المشكل الوحيد «يكمن في الإنتصاب، وانعام صلابة القضيب لممارسة العلاقة الجنسية كما كان سابقا».
وربط الدكتور البقالي مشكل الضعف الجنسي بـ «سبب ضعف الرغبة الجنسية» كما أن هناك مشكل آخر هو «سرعة القدف أثناء العلاقة الجنسية».
وعن سؤال كيفية تتم عملية الإنتصاب أوضح الدكتور البقالي قائلا: «أن عملية الإنتصاب والزيادة في حجم القضيب ترتبط بالهيجان الجنسي «بفعل الهرمونات والجهاز العصبي..»، بسبب ضخ الدم في القضيب واحتباسه على طول مدة العلاقة الجنسية، وبعد عملية القدف يتوزع الدم في مساره الطبيعي ويعود القضيب إلى حجمه العادي». وأوضح بأن العلاقة الجنسية يجب أن «تتم في ظروف نفسانية مرتاحة بعيدا عن المشاكل والقلق والضغط».
في نفس السياق أكدت الدكتورة فدوى السعداني بأنه من المفروض علينا تحديد مفهوم الضعف الجنسي ككلمة عامة، لتحديد الإضطرابات الجنسية بحكم أن المرأة «ليس لديها أي مانع مائة في المائة لممارسة العلاقة الجنسية من غير التشنج العضلي اللاإرادي بمعنى عدم القدرة على الإيلاج نهائيا أو صعوبة إيلاج الذكر داخل عضو المرأة بدرجة مؤلمة».
لكن حين الحديث عن الضعف الجنسي عند المرأة فضلت ضيفة البرنامج الحديث عن «الإضطرابات الجنسية عند المرأة التي تؤثر في العلاقات الجنسية لدى النساء والتي تظهر ما قبل العلاقة والمتمثلة في الرغبة وخلال فترة الهيجان الجنسي بمعنى الأحاسيس الجسدية والنفسية ذات العلاقة بلحظة الممارسة الجنسية حيث تطفو مشاكل على مستوى النشوة أو الدروة الجنسية».
وتكملة لمسألة الإنتصاب عند الرجل أوضحت الدكتورة فدوى بالقول: «بأن المشاكل النفسية لها دور كبير في ذلك فضلا عن المشاكل في العلاقة الزوجية والتي لها تأثير كبير في كل ما يقع خلال الحياة الجنسية».
وكانت الخلاصة أن هناك ثلاثة مشاكل رئيسية عند الرجل الذي يعاني من الضعف الجنسي والتي تتمثل في «ضعف الإنتصاب والقدف المبكر وانعدام الرغبة» مع العلم أن هناك «حلولا علاجية لكل هذه المشاكل ذات العلاقة بالضعف الجنسي».
وأكدت مداخلات الضيفين على أن العضو الذكوري كلما اشتغل جنسيا كلما حافظ على اللياقة حيث أوضح الدكتور البقالي «أن هناك نوعين من الانتصاب، الأول له علاقة بالبحث عن علاقة جنسية مع الشريك، أما الانتصاب الثاني فهو لاإرادي ويحدث في فترة محددة خلال النوم ومباشرة بعد الإستيقاظ. هدفه أن الجسم يروض نفسه بواسطة الأوكسجين مما يتسبب في الانتصاب وهذا يعتبر ترويضا للمحافظة على حيوية العضو الذكوري».
وشددت الدكتورة فدوى على أن «انعدام الإنتصاب اللاإرادي يوضح بأن المشكل عضوي أكثر مما هو نفسي أو يمكن أن يكون مشكلا هرمونيا».
أما بخصوص وثيرة العلاقة الجنسية الصحية فقالت: «هي مرتبطة بالسن والتوقيت وكذلك الإمكانيات المتوفرة للشريكين»، وقالت بأنه «يمكن أن نتخذ وثيرة ما بين مرتين إلى ثلاثة مرات في الأسبوع».
وانطلاقا من تجربة الدكتورة فدوى على بعض زبناء عيادتها الخاصة قالت: «أن معدل سن الأزواج ما بين 30 و50 سنة يحافظون على هذه الوثيرة الأسبوعية «مرتين إلى ثلاثة مرات» في ممارسة العلاقة الجنسية، فيما تتقلص لدى بعض الأزواج المعرضين لضغوطات الحياة الاقتصادية والاجتماعية... وهذا لا يمنع بأن تكون الوثيرة أكثر من ذلك» ـ حسب نفس المتحدثة ـ بالنسبة للأزواج الذين «لهم رغبة أكثر حيث يمكن أن تكون الوثيرة يوميا» وسجلت بأنه «لا مشكل في ملاحظة نقص وثيرة العلاقة الجنسية».
![](https://anfaspress.com/manager/photos/shares/MOUNA SOLDI 2023/528983Image1-1180x677_d.jpg)
في سياق متصل أكد الدكتور البقالي بالقول: «أنه يجب أن نميز بين الأسباب العضوية والأسباب النفسية على مستوى الضعف الجنسي لدى الرجل». خصوصا إذا كان «مشكل الضعف الجنسي مباغت وحاد ومتعلق بما هو نفسي حيث نركز على مسألة إرجاع الثقة في النفس وإعادة الرغبة الجنسية بشكل تلقائي».
أما إذا «شعر الرجل بالنقص التدريجي والبطيء فالأمر له علاقة بما هو عضوي».
وأشارت الدكتورة فدوى بأن الأعطاب الجنسية اللحظية «تفاجئ كذلك الشباب مرة في الشهر أو في ستة أشهر أو في سنة»، حيث قالت بأن «عدم القدرة على الإنتصاب يمكن أن تحدث لشاب عشريني، وليست لها علاقة بما هو فيزيولوجي على مستوى الإنتصاب. بل لها علاقة بما هو نفسي بمحيط الظروف العامة «خصومات أو قلق أو مشاكل اجتماعية ومادية...» الشيء الذي يجعل الشاب فاشلا في الدخول الكلي في عملية الهيجان والانتصاب».
وأكدت على أن معالجة المشكل انطلاقا من كونه مجرد عطب جنسي يمكن تجاوزه ولا يخلف تأثيرا على الرجل، لكن حين يعتبر العطب الجنسي على أنه مشكل ويعيشه بتخوفه وهلع ويفتح باب التكهنات وطرح الأسئلة الغريبة «هل أنا لست برجل؟ ماذا وقع لي؟ هل فقدت رجولتي...»...بالإضافة إلى أهمية ردة فعل الزوجة التي يمكن أن تعمق من الجرح، مما يعرض الزوج إلى أعطاب متكررة في حياته الجنسية». على اعتبار أن «الخوف والعلاقة الجنسية لا يلتقيان أثناء الممارسة، لأن الخوف يعطيني توتر جسدي وتشنج في العضلات».
وخلصت إلى أن أهم شيء في الحياة الجنسية «أن يكون الشريكين في حالة نفسية متوازنة وهناك رغبة في الممارسة، بعيدا عن التفكير في العطب الجنسي وتساؤلات محيرة».
ولتمر العلاقة الجنسية في أحسن الظروف أوضحت الدكتورة فدوى بأن «الشريكين من المفروض فيهما أثناء ممارسة حياتهما الجنسية أن يفهما بأن الاستعداد أهم شيء لممارسة العلاقة الجنسية، «يمكن أن يكون طرف غير مستعد رغم رغبة الطرف الآخر» بحكم أن الاستعداد يختلف لدى المرأة والرجل».
وشددت على أن استعداد الرجل للجنس «له علاقة بالنظرة «الشُّوفَةْ» أي ماذا يمكن أن يثيره جنسيا ليدخل في حالة الرغبة، أما استعداد المرأة فيرتبط بمدخل عاطفي أي المقبلات العاطفية «ليس بمفهوم الحب» ولكن بالكلمة الطيبة والمؤثرة، الأخذ والعطاء في الحديث الشيق، والاهتمام والقرب الحميمي..». لذلك فالأمر يتعلق بضرورة «أن يفهم كل واحد الآخر» واستطردت بالقول: «أن بعض الأزواج لا يتحدثون بلطف إلا خلال يوم رغبة ممارسة الجنس». وأشارت إلى «أن رغبة المرأة ترتبط باهتمامها بشكلها على مستوى اللباس المثير للرغبة».