الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

من عيون الساقية الحمراء.. ادريس لشكر يوجه رسائل قوية للجزائر

من عيون الساقية الحمراء.. ادريس لشكر يوجه رسائل قوية للجزائر جانب من المهرجان الخطابي للإتحاد الإشتراكي بالعيون
شدد ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على أن تاريخ 25 فبراير 1958، شكل محطة بارزة في مسار استكمال الوحدة الترابية، عندما اختار أبناء الأقاليم الجنوبية التأكيد على ولائهم لملكهم واستمرارهم بالكفاح، لينطلق جيش التحرير وتكون معه بداية المعارك الكبرى لتحرير الصحراء من المستعمر الإسباني.
وأشار لشكر في مهرجان خطابي بمدينة العيون، السبت 4 فبراير 2023، إلى أن هذا الكفاح المسلح الذي كاد أن يهزم إسبانيا، هو الذي حركها رفقة فرنسا لتكوين تحالف هدفه كَنس هذه المنطقة من المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وهو ما اضطرهم وقتها إلى الإنسحاب.
ونظم حزب "الوردة" بكامل أعضاء مكتبه السياسي مهرجانا خطابيا، غصت فيه قاعة المؤتمرات بالعيون، عن آخرها، حضره مناضلو ومناضلات الحزب.
وأضاف إدريس لشكر، أنه من تاربخ 1958 لم يتخلف المغرب عن طرح مطلب تحرير المنطقة الصحراوية في سجلات الأمم المتحدة قبل حتى أن تستقل الجزائر، مؤكدا على أن هذا هو التاريخ الحقيقي للصحراء المغربية التي أصرَّ أبناؤها على التسلح والمقاومة، والذهاب إلى إخوانهم في الداخل للتأكيد على وحدة المغاربة.
وتابع المتحدث قائلا :"هذه الخطوط هي مسيرة التحرير التي كان بطلها محمد الخامس، وإن لم تؤد هذه المسيرة وقتها إلى تحرير الصحراء إلا أنها تؤكد على أن محمد الخامس كان على ارتباط وثيق بالأقاليم الصحراوية وهو الموَجَّه للمقاومة وجيش التحرير والمعارك التي كانت هنا.. بعد خطاب طنجة كان هنالك خطابين ورسائل واضحة بأن الملكية في المغرب ومحمد الخامس مع أبناء شعبه سيجاهدون من أجل تحرير الصحراء”.
وأسترسل الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي قائلا: ”للأسف وبسبب أوضاع دولية.. وبسبب القطبية التي كانت وقتها بحيث أن قطب الاتحاد السوفياتي الذي كان بطبيعته مع النظام الجزائري والغرب الذي كانت له أطماع وخطط بعدم إرجاع الصحراء إلى مغربها، كل هذا جعل المغرب في وضعية صعبة عاش خلالها المؤامرات من طرف العديد كما أن موازين القوى حينها حالت دون تحرير الصحراء بالسلاح، إلى أن اختار الحسن الثاني أسلوبا مبدعا لاسترجاع الصحراء وهو المسيرة الخضراء، التي كانت مسيرة المغاربة جميعا شاركت فيها كل مدينة وقرية بالمملكة من أجل استرجاع الصحراء وانسحاب آخر جندي إسباني منها”.
في نفس السياق تحدث لشكر عن مسيرة الوحدة التي قادها المغفور له الحسن الثاني، مشيرا إلى أن الأمر لم يكن سهلا خاصة وأن ميزان القوى كان مختلا لفائدة الجارة الجزائر التي كانت مدعومة منطرف ليبيا، حيث تم تسليحها وتوظيفها ضد المغرب مما أطال من عمر مسيرة الكفاح.
وقال القيادي الاتحادي “لحسن حظ هذا الوطن أن الأمانة تنتقل من ملك الى ملك وانتقلت الأمانة إلى الملك محمد السادس الذي ستجدون في خطابته صدى محاميد الغزلان، والذي استطاع بحكمة وتبصر وصرامة أن يؤكد للجميع على أن المغرب سيتعامل انطلاقا من النظارة التي يراه بها العالم”، مضيفا: ”المغرب اختار بكل مسؤولية الدفاع عن وحدة ترابه، وإن كنا في ظروف معينة خرجنا من منظمة الوحدة الإفريقية، وإذا كان المغرب في ظروف معينة قبل الإستفتاء لأنه لم يكن لدينا حل وإلا كان سينهار كل شيء”.
وتابع لشكر مؤكدا على أن تغير الظروف وتغير موازين القوى جعل المغرب الذي يملك مشروعا قويا، صدى في مختلف مناطق العالم، مشيرا إلى أن كل الدول وكل المنظمات، إقليمية او جهوية ودولية، بدأت تتعامل مع المغرب بنوع من الندية، والتي جلبت معها الكثير من المكاسب، كالعودة للإتحاد الإفريقي، وإجلاء المرتزقة عن منطقة الكركارات واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، وهو ما خلق نوعا من الحقد والحسد لدى من اعتاد استعباد الناس ونهب ثرواتهم، خاصة وأن هنالك دول لم تعجبها هذه الندية التي أصبح يتعامل بها المغرب مع باقي الدول.