السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب الدبيش: أروبا القرن 21 ترتدي زي القرن 19

عبد الوهاب الدبيش: أروبا القرن 21 ترتدي زي القرن 19 عبد الوهاب الدبيش
الحرب القذرة التي تمارسها الدول الأروبية ضد كل دولة تريد رفع  رأسها من براثن التخلف والانحطاط والتبعية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لها، لابد أن تعتمد على آليات وأدوات محلية الصنع وخدومة لمن يدفع لها المال.

في القرن التاسع عشر لم تجد أروبا من وسيلة لاستمالة المرتزقة المحليين من منحهم الحماية القنصلية بحجة أنهم فرنسيون أو انجليز أو برتغاليون أو ايطاليون أو سويديون أو ألمان الخ...

الحماية القنصلية لنخبتنا المغربية في القرن التاسع عشر جاءت بناءا على اختيار هؤلاء للجنسيات الأروبية التي تجنسوا بها لحماية انفسهم من تدخل الدولة ضد فسادهم وتصرفاتهم الهوجاء ضد المواطن.

هذه النخبة هي من استخدمتها الدول الأروبية للتغلغل في المغرب وإرغامه على الوقوع في مصيدة الديون والاتفاقيات المذلة المهينة للدولة وللملكية الممثلة في السلطان ومؤسسته.
 
السلطان كان يعي تماما ويدرك خطورة التدخل الأروبي في المغرب طيلة القرن التاسع عشر، فلا السلطان مولاي سليمان ولا مولاي عبد الرحمان بن هشام ولا ابنه محمد ولا مولاي الحسن الأول انصاعوا للتهديدات الأروبية رغم انهزام مولاي عبد الرحمان في معركة إيسلي ضد فرنسا، أو ابنه مع الإسبان في معركة تطوان، فإن جل السلاطين انتبهوا بضرورة مواجهة أروبا الاستعمارية بالدفاع اولا عن حوزة التراب الوطني. من نهر السينغال الى توات وإلى طنجة شمالا والى وادي تافنا شرقا. 
  
لم يخضع السلطان الا بعد أن ورطته النخبة المغربية بتحالفها مع المستعمر وكانت حجج الأروبيين آنذاك هي ضرورة تحديث المخزن وتطويره وهي المبررات التي كانت سبب مصائب المغاربة مع النخبة ومع الاستعمار.

نفس أساليب الابتزاز يمارسها الأوربيون اليوم، لكن هذه المرة بلباس خوذة البعد الحقوقي وحرية التعبير. وجاءت من نخبة اشتغلت وتدربت وكونت ثروتها المالية من مقاولات صحفية عملت بالمغرب قبل أن تختار اراديا الهجرة الى الغرب وتبدأ حربها ضد الدولة. 

البرلمان الأروبي وجد في مهاجرين مغاربة تكونوا بالمغرب ما يشكل الاداة التي يمارسون بها ابتزازهم الرخيص على المغرب، وواقع الحال يقول أن الذي عليه أن يدان هو نظام العسكر الأهوج الذي لا يقبل بحرية التعبير والرأي والذي جمد كل أنشطة الجمعيات الحقوقية في هذا المجال ولا يسمح بأي تدخل في ما يمارسه العسكر حقوقيا على شعب أعزل يرغب في بناء دولته المدنية ببعد حقوقي. 
هنا يبرز الى العيان نفاق وابتزاز الاتحاد الاروبي الممثل في برلمانه المرتشي.

قطر من دفع الرشوة والمغرب متلبس بها. ما علاقة المغرب بموضوع الرشوة التي تفجرت داخل مجلس برلمان أوروبا وكيف إذن  تسمح الصحافة الأروبية لنفسها اتهام المغرب بالرشوة وموضوعها ،هذه هي حكاية طاحت الصمعة علقوا الحجام.

إن أروبا بسلوكها الأرعن ضد المغرب وفي ملف حقوقي تمارس تدخلا فظيعا في الشؤون الداخلية لبلد مستقل، وتمس بسمعة مؤسساته الدستورية التي ردت بكل حزم على ادعاءات الاتحاد الاروبي وبالأساليب المماثلة لتهجمه على بلادنا. 

ما نود هو أن تعيد الدولة تعاملها مع النخب الفاسدة بشكل يمنع العدو من استخدامها كحصان طروادة في ممارسةالابتزاز. وهذا حال انفصاليي البوليساريو الذين ولدوا بمناطق مغربية خالصة ودرسوا بمدارس مغربية قبل أن يتحولوا إلى طابور خامس للتهجم على المغرب والمغاربة ويتسببوا في تعطيل عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد. 

هذه  النخب أو بعضها وعلى المجتمع أن يفضحها قبل أن تتحول إلى مرتزقة يستغلون ضد أصولهم وضد دولتهم.