السيد وزير الصحة والحماية الاجتماعية لا وثلاث مرات لا: إنسانيا، أخلاقيا واستراتيجيا:
أن تعهد لرئيس ديوانك بالإشراف على ما يسمى بحفل تكريم تقاعد السيد المفتش العام لوزارتك.
ليس لدي أي شيء ضد هذا الرجل. فقد تعاملت معه أثناء إعداد أحد برامجي التلفزيونية الصحية " ملتقى الصحة" وقد كان مهذبا وفوق كل شيء كفءا.
السؤال ليس على هذا المستوى. إن ما يضر القلب ويرفضه العديد من الزملاء هو تكليف أحد مرؤوسيك بحفل يتعلق بأحد كبار الاطر الكبرى بوزارتك وهو في الآن نفسه طبيب و زميل قضى حياته كلها في خدمة قضايا الصحة العامة.
إنسانيًا وأخلاقيًا، موقفك السيد وزير الصحة غير مقبول.
لا تنس الدكتور خالد أيت طالب أنك طبيب أولا وأنك غدا أو بعد غد، ستترك بالضرورة وظائفك كمسؤول حكومي رفيع المستوى، ولا أتمنى لك أن تخرج من الباب الخلفي بحفل صغير ينظم على على شرفك.
لا، يا حضرة وزير الصحة، السيد حسن بلكبير المفتش العام السابق للصحة لا يستحق أن تدير ظهرك له بهذه الطريقة التي أصفها بأنها غير أنيقة على أقل تقدير.
السيد الوزير، لنترك جانبا الجوانب الإنسانية والأخلاقية لهذا السلوك المؤسف.
هذا العمل له أيضا بعد استراتيجي.
أنت أحد المشرفين الرئيسيين لأحد المشاريع الاجتماعية الكبرى في عهد الملك محمد السادس: تعميم الحماية الاجتماعية. إنه مشروع عملاق. ولا أحد يسمح له بالخطأ.
وينتقذك العديد من مهنيي الصحة لكونك متسابقا وحيدا. إذا كان الأمر كذلك ، فستتحمل العواقب وحدك. إلى جانب ذلك، إنها حقيقة بديهية واسمح فقط بتذكيرك بها.."وذكر..".
بشكل ملموس، يتضمن المشروع الصحي الجديد لمغرب اليوم وفي أفق 2030 أعمالا ثورية، سيحلل المؤرخون آثارها في الوقت المناسب.
أحد الأعمدة الأساسية لهذا المشروع: الجهوية الموسعة للخدمات الصحية.
هذا الخيار مازال غامضا في أذهان العديد من الأشخاص، ويرجع ذلك بالتأكيد إلى نقص التواصل، لدرجة أن بعض المديرين المركزيين يتساءلون عما ستكون الأحوال غدا.
إنشاء هيئات جديدة: وكالة الأدوية ووكالة الدم، والهيئة الصحية العليا يعدون أشكالًا جديدة لإدارة القطاع الصحي، وتعتبر الزامية لا محيد عنها.
ولكن لمتابعة كل هذه الأوراش، لا يمكنك تكليف مثل هذه المهمة الثقيلة بمقاولين أو إلى هيئات خارج وزارتك.
أنت بحاجة إلى ذراع قوي للتدقيق عن كثب ومتابعة ما هو موجود في القطاع الطبي الليبرالي الذي أصبح اخطبوبا يحب مراقبته عن قرب على الرغم من أن مساهمته في قطاع الرعاية الصحية في المغرب أمر حيوي وحتمي.
يجب أن تكون الوظائف الأساسية الأخرى لوزارتك، والتي يجب أن يحترمها جميع المهنيين الصحيين، تحت العين الساهرة لهيكل قوي تجد فيه أنت كوزير كل الثقة
لا يمكن متابعة هذا الملف الوازن والثقيل إلا من قبل المفتشية العامة التابعة لوزارة الصحة.
لذا فإن عدم إعطاء الاحترام والهالة والبعد الواجب للمفتش العام السابق للصحة هو، من هذه الزاوية، خطأ استراتيجي، لأنك تفقد تحط شيءا ما من مصداقية هذه الوظيفة.
السيد وزير الصحة، لديك الوقت لاظهار الوجه الصاءب خلال تنصيب المفتش العام الجديد للصحة، الدائم وليس المؤقت.
وبتفكير شيءا ما سريالي، لمواكبة هذا المشروع الضخم "تعميم التغطية الصحية"، هل نطلق العنان لمخيلتنا بأن نلحق المفتشية العامة للصحة برئيس الحكومة ولو لفترة انتقالية؟
كل التوفيق السيد وزير الصحة والحماية الاجتماعية