الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

قبائل أيت أوسى تندد بمخططات طمس ذاكرة وتاريخ وهوية قبائل الصحراء

قبائل أيت أوسى تندد بمخططات طمس ذاكرة وتاريخ وهوية قبائل الصحراء إدانتة واسعة للاستهداف الممنهج الذي أصبح يطال هوية وتاريخ قبائل صحراوية مغربية
على غرار باقي القبائل في الأقاليم الجنوبية، نددت قبيلة أيتوسى بما تعرض له جد قبيلة اركيبات الشيخ سيدي أحمد الركيبي، ضمن فيلم وثائقي تم عرضه بمدينة العيون، وصفه بأن ليس له ذرية، وهو ما أثار غضب أبنائه وأحفاده..
وربطت قبيلة أيتوسى بما وقع لها من "تحفيظ جائر" لأرضها وما تعرضت له قبيلة اركيبات من مساس في عرضها، فيما يلي بلاغ قبيلة آيتوسى الأنصار: 
 
" يتابع الرأي العام الوطني والمحلي بأقاليم المملكة بالجنوب هذه الأيام، حملة مسعورة غير معهودة، ومخططا خبيثا أصبح يستهدف قبائل الصحراء في أرضها وعرضها ابتداء بالترامي على آلاف الهكتارات من أراضي قبائل أيت أوسى التاريخية وسرقتها في ظروف حالة الطوارئ الصحية التي مر منها البلد خلال جائحة كرونا، إضافة الى الترامي على أراضي قبائل صحراوية أخرى، وانتهاء بعرض فيلم وثائقي يشكك في نسب قبائل الشرفاء الرقيبات.
الآن، وبعد أخذ مسافة زمنية كافية من الحدث الأخير حتى تكتمل الصورة وتتجمع المعطيات اللازمة لإصدار موقف موضوعي يوضح خلفيات ما يقع، فإننا في قبائل أيت أوس الأنصار، ونحن نتابع مجريات هذه الأحداث بشكل دقيق نعلن للرأي العام ما يلي: 
- إن الجامع بين أحدث الترامي على أراضي قبائل أيت أوس والطعن في نسب الرقيبات، هو أنهما يأتيان في سياق واحد، ووظفت فيها جهات إدارية رسمية محلية أو مركزية كان من المفترض فيها أن تمثل الدولة وتعبر عن اختياراتها الرسمية، لا أن توظف في تصفية الحسابات مع تاريخ ورموز القبائل ومجالها الجغرافي.
- أن تعدد مظاهر هذا الاستهداف وتنوعه مكانا وزمانا، أصبح يشكل شبه قناعة على أنه أصبح أسلوباً ممنهجا، يستهدف النيل من أرض وعرض وهوية وتاريخ القبائل الصحراوية بأقاليمنا الجنوبية.
- إدانتنا اللامحدودة للاستهداف الممنهج الذي أصبح يطال هوية وتاريخ قبائل صحراوية، ليست طارئة لا على شرف النسب ولا على المجال الجغرافي الذي تجذرت فيه جيلا عن جيل قبل وجود الدولة بمئات السنين.
- اعتبارنا أن أي اعتداء على أحد القبيلتين يشكل اعتداء على الأخرى، لما بينهما من روابط علاقات الدم والنسب والمصاهرة وحسن الجوار، والمصير المشترك.
- تأكيدنا أن ما يقع يندرج في إطار مخطط يستهدف المجال الجغرافي والديموغرافي للقبيلتين الأكبر بالصحراء، لطمس تاريخهما ورموزهما وهويتهما، وانتزاعهما من مجالهما الجغرافي.
- تساؤلنا عن الأسباب الكامنة وراء في هذا الاستهداف الممنهج لرموز قبائل الصحراء وجغرافيتها وتاريخها.
- اعتبارنا أن قبيلتي أيتوسى والركيبات في صلب معادلات الإقليم، وجزء لا يتجزأ من أي حل بالمنطقة، وأن استهدافهما في رموزهما ومجالهما الجغرافي، وفي ظروف عيشهما، والتنكر لحجم تضحياتهما في سبيل هذا
الوطن ضد كل الأطماع الاستعمارية التي كانت تستهدف وحدة أراضيه، يشكل استفزازا خطيرا، ويدفع في
اتجاه توتير الأوضاع وتعقيدها، في منطقة تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الاستقرار والسلم الأهلي.
- تحميلنا مسؤولية ما يقع للقبيلتين لمسؤولين تابعين للدولة، يخدمون أجندات من لا تهمه مصلحة الوطن ولا استقراره.
- دعوتنا كل أبناء القبيلتين إلى تعزيز روابط الدم والتاريخ والتوحد للدفاع عن الأرض وصيانة العرض في وجه مشاريع طمس الهوية والذاكرة والتاريخ المشترك.
- تعبيرنا عن مواصلة الدفاع عن عرضنا وحقوقنا الأصيلة في ملكية الأرض والانتفاع بخيراتها، والذود عن حماهما. 
وأخيرا نهيب بكل من له غيرة على هذا الوطن أن يدرك خطورة ما يقع من صناعة للأزمات في هذه الظرفية الحساسة التي يمر منها البلد والعالم، وندعو من يهمهم الأمر إلى محاسبة من يدفع للبلد في اتجاه المجهول.
كما ندعو أبناء القبيلتين إلى التحلي بروح اليقظة والمسؤولية وضبط النفس، والحس الوطني العالي خدمة  للاستقرار والسلم الاجتماعي بالبلد".