الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

حميد العماري: المغرب بات قريبا جدا  من الفوز بكأس العالم

حميد العماري: المغرب بات قريبا جدا  من الفوز بكأس العالم حميد العماري مشرف على مركز الابتكار بجامعة الحسن الأول
لا يزال المغرب قدوة لإفريقيا وللدول العربية والإسلامية في شتى المجالات بما فيها كرة القدم، حيث كان أول من بلغ منهم الثمن النهائي بمكسيكو سنة 1986، وبعد  مضي ما يقارب 36 سنة أصبح الأول منهم من بلغ نصف نهائي كأس العالم وهذه المرة بقطر سنة 2022، حيث لعب المغرب طيلة أربع أسابيع للعرب ولإفريقيا، للمسلمين وغير المسلمين في شتى أنحاء العالم.
 
كانت مقابلات المغرب فرصة للصغار والكبار، للعائلة - للأحباب والأصدقاء. الكل كان يعيش أجواء حماسية منتظرا ومتشوقا للمزيد من الحماس حيث أن نهاية كل مقابلة ما كانت إلا بداية لفرحة واحتفال للجماهير المغربية، والأجنبية سواء أكانت عربية، إفريقية ومسلمة وحتى من بلدان أخرى. هذا الانصهار ولم الشمل بالفعل الحقيقي وليس بالكلام العابر، سيفتح الأبواب لكل الشباب، مغاربة كانوا أو عرب أو مسلمين، إنها وحدة الشعوب من أجل مستقبل أفضل. كيف لا وهو منتخب (المرضيين الساجدين) المصحوبين بجماهير تهتف بلا إله إلا الله - محمد رسول الله. قيم وأخلاق عالية، همة وشأن وشعور بالاعتزاز والافتخار، فأحبهم الله قبل أن يحبهم العالم.

توافدت الجماهير من كل مكان من مختلف بقاع العالم : إنها ملحمة كبرى، حيث التاريخ يدون ويكتب نفسه للمرة الثانية وليست الأخيرة بحول الله وقوته حيث ستستمر الحكاية، ولن تكون صدفة كما أراد لها البعض، لأن بالتخطيط المحكم، بالعزيمة والعمل الذؤوب، وبوجود أحسن مدرب، أحسن دفاع، أحسن خط وسط وأحسن هجوم، المستحيل ليس مغربيا بتاتا. هذا ابتكار من نوع آخر، إنه ابتكار وتأسيس لمنتخب بات العالم يشيد بانجازاته ويعترف بالخطط الحكيمة لإنشاء منظومة كروية، تعتمد على مراكز تكوين لكرة القدم لإعادة تشكيل الرياضة الوطنية واكتشاف المواهب الكروية المغربية، وأبرز هذه المراكز أكاديمية محمد السادس التي تقع في مدينة سلا، والتي من ضمنها تخرج العديد من اللاعبين  أبرزهم يوسف النصيري وعز الدين أوناحي وكثير آخرون.

ولعل الإستقبال الملكي والشعبي الكبير الذي حظي به المنتخب المغربي فور وصوله إلى الرباط  وتوشيحهم بأوسمة ملكية مع تخصيص تكريم خاص لأمهاتهم، لتعبير عن فخر المملكة المغربية بالإنجاز العالمي والغير مسبوق لأسود الأطلس. 
 
كل هذا ما كان ليكون لو لم يكن كذلك بأمر من الله جل شأنه. فشكرا لأسود الأطلس وللجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على هذا الإنجاز العظيم وسير سير أيها المنتخب الكبير من انتصار إلى انتصارات قادمة بحول الله، فإن الظفر باللقب بات قريبا جدا جدا.
 
بعض الإضافات ذات الصلة أريد أن أشاركها معكم : 
- نسخة مونديال قطر 2022 كانت الأفضل والأنجح مند انطلاقها سنة 1930.  شعار هذه النسخة هو 8 حيـث بدأت يوم 20 نوفمبر وانتهت يوم 18 ديسمبر.
- الهدف الثامن للمنتخب المغربي هو أعلى هدف مسجل في تاريخ المونديال منذ 1930 بعلو بلغ 2.78 متر وسجله اللاعب يوسف النصيري. 
- اللاعب الجوهرة عز الدين أوناحي الذي أصبح محط أنظار النوادي الأوروبية بعد أن تألق وسطع نجمه  خلال مونديال قطر. وارتفعت بذلك القيمة التسويقية لجل لاعبي المنتخب المغربي. 
- كما أن المنتخب الوطني سجل وسجل عليه خلال هذا المونديال ما مجموعه 14 هدف (سجل منها 9 أهداف مع احتساب الركلات الترجيحية وسجل عليه  5 أهداف)، كان من المفترض منحه 4 ضربات جزاء وضربة حرة قريبة جدا من مربع العمليات ( بسبب بعض أخطاء التحكيم خصوصا خلال مبارتي فرنسا وكرواتيا).
- يعد المغرب المنتخب الوحيد الذي لعب في مونديال قطر 720 دقيقة بالضبط، إذا جمعنا التوقيت الأصلي لكل مقابلة مع توقيتها البدل الضائع وأشواطها الإضافية إن وجدت مع احتساب توقيتها الضائع كذلك. وهذا ما يعادل بالضبط 720 دقيقة، يعني أن المنتخب المغربي هو الوحيد من بين 32 منتخب الذي كان له الشرف أن لعب ما يعادل بالضبط 8 مباريات.
 
ولا ننسى أن شعار مونديال قطر لهذه السنة هو أيضا 8. وإليكم الآن ملخص مجريات الأشواط لهذا التحليل عن المباريات التي لعبها المنتخب المغربي :
المغرب - كرواتيا : 45+2+45+6  
المغرب - بلجيكا : 45+1+45+5
المغرب - كندا : 45+5+45+4
المغرب - إسبانيا : 45+1+45+5+15+1+15+3
المغرب - البرتغال : 45+2+45+8
المغرب - فرنسا : 45+3+45+6
المغرب - كرواتيا : 45+2+45+6
المجموع هو إذن 720  دقيقة، أيx8 09 دقيقة، يعني ما يعادل بالضبط 8 مباريات.
- كما أن المغرب قفز ب11 مرتبة ليصبح الآن 11 عالميا حسب ترتيب الفيفا.