السبت 18 مايو 2024
كتاب الرأي

مصطفى ملكو : علينا أن نميّز بين السيرورة La dynamique والصيرورة Le devenir

 
 
مصطفى ملكو : علينا أن نميّز بين السيرورة La dynamique والصيرورة Le devenir مصطفى ملكو
من كان يتوقّع، حتّى في المنام، أن منتخبنا الوطني قد يصل إلى نصف نهائي المونديال؟ لا أحد، وهذا هو المُرجَّحُ موضوعيّا.
لكن وصلنا إلى نصف النّهائي بفضل السيرورة الّتي خلقها الرڭراڭي في صفوف المنتخب الوطني، غذّت طموحات ورفعت من سقف الإنتظارات، ألهبها تشجيع وتعاطف الشعوب العربية والإفريقية مع المنتخب المغربي ومع شعب المغرب.
لكن دعونّي أذكّر من أين انطلق منتخبنا الوطني وأين وصل ..
- من منتخب دون المتوسّط أنهكته المحابات و الولاءات و الأنانيّات، إلى منتخب متراصّ و منسجم رفعت من أدائه معنويات مرتفعة و روح قتالية عالية.
دعوني كذلك أذكّر بأنّه لا يمكن لمنتخبنا الوطني أن يصبح (يصير) بين عشيّة وضحاها منتخباً يضاهي منتخبات تفوقنا تجارب ودربة وتاريخ كروي.
من هنا علينا ألاّ نغفل دور الصيرورة التّاريخية Le devenir historique، وإلاّ فإن أحكامنا وتقييمنا لإنجاز منتخبنا ستصدّر من سجلّ العاطفة والإنفعال والحماس الّذي يقفز على المعطيات الموضوعية الرّصينة.
لقد دشّنا هذه السيرورة الدينامية في مونديال قطر، علينا الآن أن نسير فيها بخطىً ثابتة لبناء منتخب قويّ مستدام، في أفق كأس العالم القادم.
إنّ من سار على الدرب وصل (صار).