الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

يوسف بوشواطة: هذه أعطاب العلاقة بين التنظيم الشبيبي والحزبي.. وهذه رؤيتنا لمستقبل اليسار

يوسف بوشواطة: هذه أعطاب العلاقة بين التنظيم الشبيبي والحزبي.. وهذه رؤيتنا لمستقبل اليسار يوسف بوشواطة، الكاتب الوطني لمنظّمة الشّباب الاتحادي
قال يوسف بوشواطة، الكاتب الوطني لمنظّمة الشّباب الاتحادي، إن المؤتمر الاندماجي لفيدرالية اليسار الديمقراطي سيسمح‭ ‬بتقديم‭ ‬و‭ ‬مناقشة‭ ‬أوراق‭ ‬سياسية‭ ‬متعدّدة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مجموعات،‭ ‬ويتم‭ ‬اختيار‭ ‬الورقة‭ ‬السّياسية‭ ‬بشكل‭ ‬ديمقراطي‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬احترام‭ ‬تمثيلية‭ ‬الأقليات‭ ‬في‭ ‬الأجهزة".
 وأوضح بوشواطة في حوار مع أسبوعية "الوطن الآن" و"أنفاس بريس"، أننا نتبنى  ‬مبدأ‭ ‬التّنظيمات‭ ‬الوطنية‭ ‬الوسيطة‭ ‬إحدى‭ ‬أهم‭ ‬آليات‭ ‬تدبير‭ ‬الاختلافات‭ ‬التنظيمية،‭ ‬عوض‭ ‬مركزة‭ ‬القرارات‭ ‬بالجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬الوطني،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيسمح‭ ‬بإنتاج‭ ‬ثقافة‭ ‬جديدة‭ ‬لحل‭ ‬الأزمات‭ ‬وخلق‭ ‬بنيات‭ ‬صلبة‭ ‬لإنتاج‭ ‬الدّيمقراطية".
 وفي ما يلي نص الحوار:
 
من‭ ‬خلال‭ ‬وثائق‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإندماجي‭. ‬ما‭ ‬النّظرة‭ ‬النقدية‭ ‬لأحزابكم‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬روكم‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬سابقة‭ ‬لتجاوز‭ ‬نقط‭ ‬الضّعف.‭ ‬وكيف‭ ‬سيصير‭ ‬تنظيمكم‭ ‬الجديد‭ ‬قويّا؟.
لابدّ‭ ‬من‭ ‬الإقرار‭ ‬أن‭ ‬أحزاب‭ ‬اليسار‭ ‬الدّيمقراطي‭ ‬المناضل‭ ‬تعيش‭ ‬حالة‭ ‬شلل‭ ‬(تنظيمي،‭ ‬فكري‭ ‬وسياسي…)‭ ‬لأسباب‭ ‬موضوعية‭ ‬مرتبطة‭ ‬أساسا‭ ‬بالتّفاعلات‭ ‬الدولية‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬جدار‭ ‬برلين،‭ ‬ووطنيا‭ ‬بالتّحكم‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬السّياسي‭ ‬والأخطاء‭ ‬القاتلة‭ ‬لقيادات‭ ‬اليسار‭ ‬الوطني‭ ‬المغربي‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يهمنا‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الدّيمقراطي‭ ‬هو‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬الأسباب‭ ‬الذّاتية‭ ‬التي‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬خفوت‭ ‬أحزاب‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬المناضل‭ ‬وتشتت‭ ‬صفوفه‭ ‬وكذلك‭ ‬الإبتعاد‭ ‬عن‭ ‬خطاب‭ ‬القدَر‭. ‬وبالتالي‭ ‬كان‭ ‬لزاما‭ ‬علينا‭ ‬فتح‭ ‬نقاش‭ ‬شفاف‭ ‬وموسع‭ ‬وصريح‭ ‬لمدة‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬لأجل‭ ‬تفكيك‭ ‬الأعطاب‭ ‬البنيوية‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬أحزابنا،‭ ‬وهمت‭ ‬أساسا‭ ‬حقّ‭ ‬التّعدد‭ ‬الفكري‭ ‬السياسي،‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الداخلية‭ ‬وإلزامية‭ ‬تجديد‭ ‬النخب‭. ‬إن‭ ‬مشاريع‭ ‬أوراق‭ ‬المؤتمر‭ ‬الاندماجي‭ ‬لأحزاب‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬تتضمن‭ ‬نقدا‭ ‬قاسيا‭ ‬للتجارب‭ ‬التنظيمية‭ ‬الثلاثة،‭ ‬إذ‭ ‬تعتبر‭ ‬أن‭ ‬المركزية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬المفرطة‭ ‬التي‭ ‬أملاها‭ ‬سياق‭ ‬زمني‭ ‬سياسي‭ ‬صعب‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬فعل‭ ‬تنظيمي‭ ‬طبيعي‭ ‬وسليم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تشريح‭ ‬تجربة‭ ‬رفاقنا‭ ‬في‭ ‬اليسار‭ ‬الوحدوي‭ ‬بالعمل‭ ‬بمنطق‭ ‬التيارات‭ ‬المهيكلة‭ ‬خلص‭ ‬بعدم‭ ‬فعالية‭ ‬ومحدودية‭ ‬هذه‭ ‬الفلسفة‭ ‬التنظيمية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬بين‭ ‬مؤتمرين‭.‬

وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التّفكيك‭ ‬للواقع‭ ‬التنظيمي‭ ‬لأحزابنا،‭ ‬وكذا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قراءة‭ ‬في‭ ‬التجارب‭ ‬السياسية‭ ‬الناجحة‭ ‬لبعض‭ ‬أحزاب‭ ‬اليسار‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬فضاء‭ ‬لإحتواء‭ ‬الإختلاف‭ ‬الفكري،‭ ‬منتجة‭ ‬لثقافة‭ ‬حل‭ ‬الأزمات‭ ‬و‭ ‬خلق‭ ‬بنية‭ ‬لإنتاج‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬خلصت‭ ‬وثائق‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإندماجي‭ ‬لتبني‭ ‬فلسفة‭ ‬التحضير‭ ‬التعدّدي‭ ‬بعد‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬اللجنة‭ ‬التحضيرية‭ ‬للمؤتمر‭ ‬الوطني،‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬سيسمح‭ ‬بتقديم‭ ‬و‭ ‬مناقشة‭ ‬أوراق‭ ‬سياسية‭ ‬متعدّدة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مجموعات،‭ ‬ويتم‭ ‬اختيار‭ ‬الورقة‭ ‬السّياسية‭ ‬بشكل‭ ‬ديمقراطي‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬احترام‭ ‬تمثيلية‭ ‬الأقليات‭ ‬في‭ ‬الأجهزة،‭ ‬ويعمل‭ ‬كل‭ ‬المناضلات‭ ‬و‭ ‬المناضلين‭ ‬من‭ ‬مواقعهم‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬الطرح‭ ‬السياسي‭ ‬الفائز‭. ‬كما‭ ‬يعتبر‭ ‬تبنّي‭ ‬مبدأ‭ ‬التّنظيمات‭ ‬الوطنية‭ ‬الوسيطة‭ ‬إحدى‭ ‬أهم‭ ‬آليات‭ ‬تدبير‭ ‬الاختلافات‭ ‬التنظيمية،‭ ‬عوض‭ ‬مركزة‭ ‬القرارات‭ ‬بالجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬الوطني،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيسمح‭ ‬بإنتاج‭ ‬ثقافة‭ ‬جديدة‭ ‬لحل‭ ‬الأزمات‭ ‬وخلق‭ ‬بنيات‭ ‬صلبة‭ ‬لإنتاج‭ ‬الدّيمقراطية‭. ‬كما‭ ‬تُشرع‭ ‬أوراق‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإندماجي‭ ‬للتّجديد‭ ‬الإلزامي‭ ‬للنّخب‭ ‬في‭ ‬تحمّل‭ ‬مسؤولية‭ ‬الأجهزة،‭ ‬إذ‭ ‬تحثّ‭ ‬على‭ ‬تحمّل‭ ‬مسؤولية‭ ‬رئاسة‭ ‬أي‭ ‬جهاز‭ ‬تنفيذي‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬واحدة‭ ‬(وطني،‭ ‬جهوي،‭ ‬إقليمي،‭ ‬محلّي‭ ‬أو‭ ‬قطاعي)‭ ‬وولايتين‭ ‬لأي‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬التّنفيذية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬سيجعل‭ ‬من‭ ‬مشروعنا‭ ‬فضاء‭ ‬جاذبا‭ ‬ويضمن‭ ‬الطموح‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬التّنظيم‭ ‬لأي‭ ‬مواطن‭ ‬يؤمن‭ ‬بالمبادئ‭ ‬العامّة‭ ‬للحزب.‭
 
دائما‭ ‬الشّبيبة‭ ‬الحزبية‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬امتداد‭ ‬تنظيمي‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬طلابي‭ ‬وتلاميذي‭ ‬وجمعوي‭. ‬كيف‭ ‬تفكّرون‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬هاته‭ ‬الروافد؟.
لا‭ ‬تعتبر‭ ‬شبيبات‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬الجامعة‭ ‬مجرد‭ ‬فضاء‭ ‬لاستقطاب‭ ‬الشّباب‭ ‬والأطر‭ ‬المستقبلية‭ ‬للحزب،‭ ‬بل‭ ‬تعتبر‭ ‬الإنفتاح‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفضاءات‭ ‬يوّفر‭ ‬الشّرط‭ ‬المعرفي‭ ‬وتحيين‭ ‬وتطوير‭ ‬الرؤية‭ ‬الحزبية‭ ‬الموجهة‭ ‬للنّضالات‭ ‬السّياسية‭ ‬والإجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬علمية‭ ‬ومعرفية،‭ ‬كما‭ ‬نعتبر‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬توقّف‭ ‬مسلسل‭ ‬الإنتقال‭ ‬الديمقراطي‭ ‬راجع‭ ‬إلى‭ ‬توقف‭ ‬دينامية‭ ‬الحركة‭ ‬التلاميذية‭ ‬والطلابية‭ ‬بالمغرب‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنّنا‭ ‬لم‭ ‬نحسم‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬علاقتنا‭ ‬كشبيبات‭ ‬بهذه‭ ‬الروافد‭ ‬وقنوات‭ ‬اشتغالها،‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬الرّغم‭ ‬من‭ ‬المسار‭ ‬الإنحرافي‭ ‬الذي‭ ‬عرفه‭ ‬الإتّحاد‭ ‬الوطني‭ ‬لطلبة‭ ‬المغرب،‭ ‬إلا‭ ‬اننا‭ ‬نعتبره‭ ‬فضاء‭ ‬يمكن‭ ‬إحيائه‭ ‬وتقويته‭ ‬حتّى‭ ‬يلعب‭ ‬دوره‭ ‬التاريخي‭ ‬في‭ ‬النّضال‭ ‬السّياسي‭ ‬الوطني‭ ‬عوض‭ ‬النضال‭ ‬المجالي‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬اليوم‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬الجمعوي‭ ‬يبقى‭ ‬مفتوحا‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬بلورة‭ ‬تصوّر‭ ‬يلعب‭ ‬فيه‭ ‬الحزب‭ ‬دور‭ ‬قاطرة‭ ‬النّضال‭ ‬الجماهيري،‭ ‬إذ‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬مناضلينا‭ ‬لعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬التّربوية‭ ‬والحقوقية‭ ‬الوطنية‭ ‬وكذا‭ ‬جمعيات‭ ‬محلية‭ ‬هادفة‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬زرع‭ ‬قيم‭ ‬اليسار‭ ‬في‭ ‬منتسبيها‭ ‬والمتعاطفين‭ ‬معها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرّبط‭ ‬الجدلي‭ ‬بين‭ ‬تملّك‭ ‬القيم‭ ‬والمشروع‭ ‬المجتمعي‭ ‬لليسار‭ ‬يبقى‭ ‬شبه‭ ‬منعدم‭. ‬
 
في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تثار‭ ‬علاقة‭ ‬الشبيبة‭ ‬الحزبية‭ ‬بالتنظيم‭ ‬السّياسي‭. ‬هل‭ ‬ستكررون‭ ‬نفس‭ ‬الأخطاء‭ ‬السّابقة؟‭ ‬ومن‭ ‬تستهدفون‭ ‬في‭ ‬تنظيمكم‭ ‬الشّبابي‭ ‬الإندماجي؟‭.‬
يمكن‭ ‬تلخيص‭ ‬أعطاب‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬التّنظيم‭ ‬الشّبيبي‭ ‬والحزبي‭ ‬في‭ ‬مستويين‭. ‬أعطاب‭ ‬سياسية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الضّمانات‭ ‬السياسية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬لانخراط‭ ‬التّنظيم‭ ‬الشّبيبي‭ ‬في‭ ‬مقرّرات‭ ‬والمشروع‭ ‬السّياسي‭ ‬للحزب،‭ ‬وهنا‭ ‬كان‭ ‬لزاما‭ ‬علينا‭ ‬كشبيبات‭ ‬تفكيك‭ ‬وتحديد‭ ‬مفهوم‭ ‬الإستقلالية‭. ‬وأعطاب‭ ‬المركزية‭ ‬المفرطة‭ ‬وتتمثّل‭ ‬في‭ ‬الإشراف‭ ‬الحزبي‭ ‬المركزي‭ ‬والجهوي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والمحلّي‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬مستويات‭ ‬التّنظيم‭ ‬الشّبيبي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحدّ‭ ‬من‭ ‬حركية‭ ‬وإبداع‭ ‬الشّباب‭ ‬وجاذبية‭ ‬العمل‭ ‬الحزبي‭ ‬الجماهيري‭.‬

‭ ‬وبهدف‭ ‬تجاوز‭ ‬الأعطاب‭ ‬السّالفة‭ ‬الذكر‭. ‬فقد‭ ‬خلص‭ ‬النقاش‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬التّنظيم‭ ‬الشّبيبي‭ ‬سيكون‭ ‬تنظيما‭ ‬موازيا‭ ‬للحزب‭ ‬مستلهما‭ ‬للخطّين‭ ‬الإيديولوجي‭ ‬والسّياسي‭ ‬وفق‭ ‬مستلزمات‭ ‬الّإنخراط‭ ‬الحزبي،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬يتمتع‭ ‬بشخصية‭ ‬معنوية‭ ‬وباستقلالية‭ ‬تنظيمية‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬شؤونه‭ ‬الدّاخلية‭ ‬وطنيا‭ ‬وجهويا‭ ‬وإقليميًا‭ ‬ومحليا،‭ ‬وفي‭ ‬تسطير‭ ‬أهدافه‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والمرحلية‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬شبيبات‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الدّيمقراطي‭ ‬تتوفّر‭ ‬على‭ ‬هياكل‭ ‬وطنية‭ ‬تنفيذيّة‭ ‬وتقريرية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإندماجي‭ ‬للحزب‭ ‬ستعرف‭ ‬نقاشا‭ ‬حول‭ ‬الخطّ‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬والمرحلي‭ ‬للشبيبة‭ ‬الحزبية‭ ‬ومسألة‭ ‬الإنفتاح‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإندماجي‭ ‬لشبيبات‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭.‬
 
من‭ ‬سيكون‭ ‬الأقرب‭ ‬للتنسيق‭ ‬معكم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تنظيمكم‭ ‬الشّبيبي‭ ‬الجديد‭ ‬بعد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإندماجي؟
التّنسيق‭ ‬مسألة‭ ‬جدّ‭ ‬معقدة،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬تداخلها‭ ‬بالإختيارات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والمرحلية‭ ‬للحزب‭ ‬والشبيبة،‭ ‬فقد‭ ‬عرف‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬نقاشا‭ ‬حادّا‭ ‬ومستعصيا‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬النّقاش‭ ‬والتحضير‭ ‬للمؤتمر‭ ‬الإندماجي‭ ‬لاعتبار‭ ‬المتغيرات‭ ‬التي‭ ‬عرفها‭ ‬المشهد‭ ‬السّياسي‭ ‬الوطني،‭ ‬ومنه‭ ‬البنيات‭ ‬السّياسية‭ ‬المتواجدة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭.‬
‭ ‬وقد‭ ‬خلص‭ ‬نقاشنا‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬التّنسيق‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الأحزاب‭ ‬والهيئات‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬منطلقها‭ ‬مستقلّة‭ ‬بقرارها‭ ‬السياسي،‭ ‬ديمقراطية،‭ ‬سِلمِية‭ ‬ونزيهة‭ ‬الوسائل‭. ‬وفي‭ ‬غياب‭ ‬قوى‭ ‬ليبرالية‭ ‬ديمقراطية‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬وبالنظر‭ ‬للبنيات‭ ‬السّياسية‭ ‬في‭ ‬وطننا،‭ ‬فيمكن‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬«الأحزاب‭ ‬التاريخية»‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬قطاعية‭ ‬ومحلية،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬الحركة‭ ‬الأمازيغية‭ ‬الدّيمقراطية،‭ ‬وبعض‭ ‬فصائل‭ ‬الحركة‭ ‬الطّلابية‭ ‬والجمعيات‭ ‬السّياسية‭ ‬المناضلة‭. ‬وسيستمرّ‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬شبيبة‭ ‬النّهج‭ ‬الدّيمقراطي‭ ‬والحركات‭ ‬والنّقابات‭ ‬والهيئات‭ ‬المدنية‭ ‬المناضلة‭ ‬في‭ ‬التّنسيق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مبادرات‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬حقوقي‭ ‬أو‭ ‬فكري‭ ‬أو‭ ‬اجتماعي‭.
 
يوسف بوشواطة/الكاتب الوطني لمنظّمة الشّباب الاتحادي