السبت 4 مايو 2024
كتاب الرأي

ادريس المغلشي: قطر التحدي.. رسائل غير معلنة

ادريس المغلشي: قطر التحدي.. رسائل غير معلنة ادريس المغلشي
في خضم هذه الأجواء المفرحة والتي أعادت لنا لحمة الوطن وكيف استطاعت لعبة كرة القدم أن تكون لها أهدافنا راقية ومؤطرة تسمو عن رسائل هيئات من صميم اهتمامها إن لم نقل من أوجب واجباتها كثيرا ماتخالف أهدافها رغم الاهتمام المبالغ فيه. فاجأتنا دولة قطر في كثير من المواقع وهي تسجل مواقف في شتى المجالات واستطاعت أن توظف ثرواتها لتجعل من إسمها بارزا له وقع خاص في ميادين متعددة من الإعلام إلى الثقافة والتعليم والصحة وغيرها.
صحيح أن طموحها أكبر من مساحتها حيث  تعتبر أصغر من مدينة بعض دولنا العربية القابعة في ذيل ترتيب التنمية. لقدكسرت قاعدة التاريخ والجغرافيا وجعلت من إسمها حاضرا بكل قوة في الحسابات الدولية ولاعبا أساسيا فيه. لقد فاق تألقها كل التوقعات وجعلها في الريادة بدون منازع  . 
راهنت دول كبرى على فشل نسخة كأس العالم المقامة في قطر معتقدة أن مثل هذه المناسبات تبقى حكرا لها ولايجرؤ أحد على خوض مثل هذه المغامرة .لقد اثبثت بالملموس أنها قادرة على رفع التحدي وتكسير قاعدة التبعية وللأسف هناك من بني جلدتنا من اصطف ضد هذا الطموح وسرعان ما وقف على حقيقة تبعيته. قطر لم تكتف بتنظيم من المستوى العالي بل استطاعت ان تواجه بعض التوجهات الخارجةعن الأعراف والتقاليد وتفرض اسلوبها باحترام خصوصية البلد المضيف وأن تحقق استفزاز اإيجابيا غير مسبوق للمتتبعين والدارسين من أجل الانكباب على الخصوصية العربية وكيف يمكن تنظيم تظاهرة عالمية في اجواء عربية قادرة على استيعاب مختلف الثقافات. نجاح الدورة رد عملي على كل من توقعوا الفشل. أعاد للساحة سؤال تباين الحضارات وأن تنوعها لايجب أن يوسع الهوة بينها. لسنا في حاجة لمن يمارس علينا الاستاذية في بيئتنا .لعل من أبرز ما استفزني في هذا السياق أن قناة فرنسية وهي تحاور احد مراسليها بالدوحة كمبعوث لتغطية أجواء ماقبل انطلاق حفل الإفتتاح وهو يسأله : 
" لاشك أن الأمور هناك على مايرام مسيو ...كيف وجدت الظروف هناك بالدوحة  وكيف هي الأجواء ...؟"
اجاب مسيو: كل شيء على مايرام ... إلا أنني لاحظت أن هناك كثرة المساجد وهو شيء مزعج ." انتهى الحوار .
فعلا مفرداته قصيرة لكن تحتاج مضامينه وأهدافه ومراميه  لكثير من التحليل والتعليق. وأعادت إلى الساحة السؤال التالي: هل بالضرورة خضوع قطر  لتعليمات دول يركبها الاستعلاء والغرور ؟ لقداثبثت الدولة بسلطة ضيافتها للحدث ان تفرض اسلوب عيشها على الضيوف وأن تنجح فيه بكفاءة عالية ولعل تصريح رئيس الفيفا بلهجة شديدة يكفي ليعيد الأمور إلى نصابها. وعليه أرى أن مواجهة الأربعاء بين المغرب وفرنسا لاتخرج عن هذا السياق كما أنني لا أراها مجرد لعبة محدودة في تنافس كروي. الأكيد أن الفرجة مضمونة لوجود  مجموعة من  النجوم الذي سينشطون هذه المقابلة. والتي نتمنى أن تسجل فيها أهدافا لصالح منتخبنا حتى نكسر القاعدة وكل التخمينات وما يهمني من وراء هذه اللعبة العالمية والشعبية علينا أن نسقط على الطرف الآخر الفرنسي صفة الأستاذية والإستعلاء وهذا هو الأهم .