الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

جامعة سطات تستعيد زمن مغرب السلطان مولاي الحسن الأول (الجزء الثاني)

جامعة سطات تستعيد زمن مغرب السلطان مولاي الحسن الأول (الجزء الثاني) شعيب حليفي(يمينا) وابراهيم ايت ازي ومولاي المامون لمريني(يسارا)

في إطار الاحتفالات بذكرى تأسيس جامعة الحسن الأول بسطات نظمت كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية التابعة لهذه الجامعة بتنسيق وشراكة مع مختبر السرديات والخطابات الثقافية بكلية الآداب بنمسيك ندوة وطنية تحت عنوان(المغرب في زمن السلطان المولى الحسن1873-1894 )وذلك صباح يوم الخميس 17 نونبر 2022 بمركز الندوات بجامعة الحسن الأول بسطات ،وعرفت بالإضافة الى المحاضرة الافتتاحية عشر مداخلات، وزعت بين جلستين علميتين "أنفاس بريس" واكبت الندوة في جزأين، والجزء الثاني تعرض فيه تصريحات بعض الذين التقتهم من الأساتذة المشاركين :

 

1 - -ذ. شعيب حليفي عضو اللجنة العلمية للندوة : الندوة تعقد من أجل تقوية الارتباط بالذاكرة والهوية

السياق العام للندوة يأتي نتيجة البعد الوطني لدى المغاربة ولدى الباحثين الذي بدأ يتعمق من خلال الدراسات الثقافية و التاريخية التي تبحث في جوهر بعض القضايا التي تقض مضجعنا اليوم في المرحلة الحالية، ونحن نعود إلى القرن 19 إلى فترة مولاي الحسن الأول بما فيها من معطيات لعناصر القوة التي يمكن أن نأخذ بها في مسائلنا الفكرية والثقافية والترابية و الحقوقية بشكل من الأشكال، ولذلك فأنا اعتبر هذه الندوة هي استمرار لعدد من الملتقيات والندوات التي يعقدها الباحثون الجامعيون من أجل الارتباط بذاكرتهم وهويتهم قصد تقوية اولا الرؤية في المرحلة الحالية التي هي صعبة بالتحولات والرؤية المستقبلية ثانيا ..

 

2-ذ. ابراهيم ايت ازي أستاذ التاريخ: الحسن الأول من خلال اسطوغرافيا الأجنبية

مداخلتي تنصب حول ما كتب عن شخصية السلطان مولاي الحسن الأول من خلال ما كتبه الأجانب عن المغرب في هذه المرحلة؛ وهي كتابات طبعا كانت غايتها استخباراتية بخلفية استعمارية محضة؛ في إطار التهيء لدخول فرنسا ،ودول أوروبية أخرى لشمال افريقيا، ولهذا احرص في مداخلتي على تناول هذه الكتابات من زاوية علمية محضة من خلال أن هذه الكتابات تركز على جوانب يمكن اعتبارها جوانب ظل في شخصية الحسن الاول؛ بحكم قرب هذه الفئة أو العناصر للبعثات الأجنبية التي كانت تتوافد على المغرب، وخصوصا الأطباء، وفي هذا الإطار هناك طبيب الحسن الأول الذي هو( ليناريس) الذي رافقه في رحلاته وفي عدد من (الحركات) وكان قريبا منه ،وبالتالي فهي شخصية تكشف عن بعض الجوانب المهمة ثقافيا اجتماعيا سياسيا والأدوار الطلائعية التي كانت لهذا السلطان الذي كان كما يقال عرشه على صهوة جواده؛ و(ليناريس) في كتاباته عبر عن هذه الشخصية التي ضحت بكل وسائل الرفاه ؛وخاضت بمنطق بدوي محض تدبير شؤون المغرب لغاية أساسية والتي هي الحفاظ على كرامة هذا البلد في ظرفية تكالبت فيها التحالفات الإستعمارية، وتزايدت الضغوط الامبريالية على المغرب.

اذن هي مداخلة تكشف عن جوانب خفية في شخصية السلطان الحسن الأول على اساس اننا نقترب أكثر من هذا الرمز من تاريخ المغرب، واستحضر هنا مقولة للأستاذ عبد الله العروي عن زمن الحسن الثاني(لكي نفهم الحسن الثاني يجب أن نعود لدراسة الحسن الأول )

 

3-ذ.مولاي المامون المريني أستاذ الدراسات الشرقية مهتم بتاريخ المغرب: مبادرة جامعة الحسن الأول درس لهذه الأجيال التي نرى بأن انخراطها مع تاريخها ومع هويتها، بدأ يتكسر في وقت الانترنيت.

بالنسبة لهذه الندوة التي اختارت لها جامعة سطات موضوع المولى الحسن الأول لتخليد ذكرى تأسيس جامعة سطات التي تحمل اسمه، اعتبر أنها من المشاتل العلمية الباذخة التي تجعل من الجامعة المغربية تنخرط في تاريخ وفي هموم وفي اقتصاد المناطق التي تنتمي إليها، وهو إشعاع أساسي للجامعة بالنسبة لهذه المناطق التي لعبت فيها الدولة العلوية أدوارا كبيرة من أجل توحيدها وصيانة معتقدها ، ومن أجل حماية تجارتها واموالها والدفاع عن الملة وعن التلاقح الفكري والثقافي، وهذا المجال ينبغي أن يكون نبراسا لكثير من الجامعات الوطنية التي تشتغل في مجالات واحدة ولا تهتم بشكل أساسي بخصوصياتها الثقافية والعلمية والسياسية والاقتصادية والتاريخية أيضا؛ وبالنسبة لمرحلة المولى الحسن الأول والتي تشتغل عليها الندوة المباركة، فهي تهتم بشخصية مغربية فذة نجحت في أن تعطل شوكة المستعمر لفترة تفوق الخمسين أو الستين سنة؛ وهي أيضا مرحلة تؤسس لنهوض وحدة وطنية، أو وجهة نظر وطنية تقوم على الملة والوحدة وعلى انخراط المجتمع في الذود عن حدوده وعن دينه، والمفيد كما اعتقد من كل هذا المجهود الذي بذل في هذه الندوة بحضور الأسماء الجليلة التي تشارك فيها، هو أن تكون درسا لهذه الأجيال التي نرى بأن انخراطها مع تاريخها ومع هويتها، بدأ يتكسر في وقت الانترنيت ،بحيث أن المواطن المغربي الذي ينتمي إلى أية منطقة في المغرب ،عليه أن يشعر بهذا المجهود الكبير الذي قامت به الدولة المغربية ؛وهذا نموذج صارخ للمولى الحسن الاول من أجل أن يكون للمغرب صولة وحضارة وهوية ضاربة في التاريخ هوية ضاربة كذلك في الاكل والملبس وفي التقاليد وفي العمارة وطبيعة البشر التي تختلف عن الدوغمائية والحقارة التي أصبحنا نراها في الجوار القريب.