الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

المتوكل الساحلي: وحدة الوطن الأزلية فوق قراصنة الدول المتاجرة بالإنفصال

المتوكل الساحلي: وحدة الوطن الأزلية فوق قراصنة الدول المتاجرة بالإنفصال مصطفى المتوكل الساحلي

(اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ) حديث ممن اخرجه النسائي

وحدة الوطن مسألة تعني الشعب، مواطنين ومواطنات، وهم كل لا يتجزأ، وهو لا يخضع لأمزجة عابرة بئيسة ولا يسمح "لِرُوَيْبِضَةْ" السياسة بتهجين قيم المواطنة بالتنكر للأصول والتاريخ والأرض والثقافة، ويستقوون بمن لا مصلحة لهم في وحدة الشعب وسعيه القوي لبناء الدولة القوية العادلة بالعلم والنهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

ويلاحظ أن الدول التي تدعم الإنفصال بدول أخرى وخاصة إن كانت جارة لها وترفضه على أرضها بالتستر وراء كيان وهمي تصنعه وتسلحه بأموال شعوبها مع الترويج "للمؤامرة"، بان تخصص وتقطع لهم أرضا هي جزء من أراضي جارها الغربي الذي قرر عدم طرح موضوع الحدود وترسيمها بعد استقلال المغرب سنة 1956، وإعلانه تأجيل الملف إلى حين استقلال الجارة التي كانت الأرض المغربية وطنا لمقاوميها وسياسييها وجيش تحريرها، والذين يدعمونهم سياسيا وعسكريا وبالمنتديات الدولية، فما عجز الفرنسيون عن القيام به تجاه المغرب، اعتمده ونفذه رفاقنا في الوطنية والكفاح الذين تولوا الحكم بعد استقلالهم، والذين اصطنعوا خصومات ومعارك ومواجهات للتمويه عن استمرار "سيطرتهم" على أراضي مغربية التي يشهد ويقر بها سكانها والتي هي موثقة بالأرشيف الوطني المغربي والفرنسي والجزائري والإسباني وحتى العثماني، بل وصل بهم الحقد والكراهية والخسة إلى اعتبار سبته ومليلية المحتلتين أراضي إسبانية.

كما أن بعض المنظمات والهيئات في بعض الدول بتوجهاتهم "المتياسرة" أو "المتيامنة" ينادون ويتغنون بالإنفصال مساندين من بعض الحكومات التي تصنع قراصنة الأراضي لتدعم بهم حالات التسيب والإرهاب مع وضع مخططات لنشر الفوضى في دول مناطق الصحراء والساحل بغرب إفريقيا لتعطيل تنمية الدول والشعوب وإغراقهم في الصراعات والحروب والمواجهات وتغذيتها بصناعة عقليات عنصرية عرقية معادية للبشرية تبلقن الوجود البشري ليتحول إلى "إمارات" قبلية وهمية همهم القتال والغنائم والسبي والإستعباد وتشتيت الأسر، واغتيال منظومة الحياة الطبيعية وتحويل كل المنطقة إلى بؤر للتهريب ونشر المخدرات وسرقة الثروات لتحويلها إلى أسيادهم وإلى الدول التي تمولهم.

إن الوطنية الحقة المزودة بالوعي السليم والفكر المتنور، والعقل والسلوك السوي المؤمن بالعدل والعدالة والمساواة والتعاون، تتسع مفاهيمها بالثقافات الإنسانية المتنوعة والمتكاملة، قادرة على توحيد دول عدة قسمت الأطماع الأجنبية شعوبهم وأراضيهم ووضعت آليات للتحكم فيهم وتكريس التفرقة بينهم وإضعافهم وجعلهم أتباعا خاضعين للعقلية الاستعمارية التي لازالت تحملها البعض بالحكومات الغربية ومن يواليهم ممن يتقاسم معهم مصالح ومنافع وامتيازات بما فيها الشخصية، والتي تستقطب وتؤطر وتوجه مرتزقة طامعين في السلطة التي بها يتحكمون في ثروات الأوطان وقدرات الشعوب بما ييسر لهم استمرار ابتزاز ثروات شعوب إفريقيا.

كما أن السعي لخلق الانفصال وصنع دويلات ضعيفة وسط محيط من الفوضى المستدامة بالتخفي وراء مبررات وشعارات فاسدة بمعانيها ومضامينها يعتمدها الفاشيون والنازيون الجدد المنتمون لسلك العسكرية أو أشباه مثقفين وسياسويين ومعهم بعض العامة فيحللون وينظرون بعنصرية مقيتة بغيضة لنشر وتعميق الكراهية والتطرف والسلوك الارهابي .. وهم قطعا يعلمون بأنهم ليسوا على شيئ وأن أعمالهم خاسرة و سعيهم يهلكهم ويقبرهم ، إنهم مجرد أدوات وآليات غير صالحة للتداول والاستعمال والتدوير ، أصبح العديد منهم يجهر بمعاداة الانسانية ويروج للكراهية بين شعوب المنطقة ..

مستقبل الشعوب والدول يكمن في تعايشها وتكاملها وتعاونها وهذا من مصلحة البشرية والحياة والاستقرار بالارض ، والطريق إلى تحقيق ذلك لايكون بالفتن والارهاب والانفصال وتمزيق الشعوب والدول وخاصة بدول العالم الثالث المستهدف من لوبيات ؟؟ غاياتها ضمان المزيد من التحكم في الثروات مع ابقائهم في خانة الدول المتخلفة التي يقال لها بانها سائرة في طريق النمو إن حافظت على تخلفها وتبعيتها للدول واللوبيات التي تسعى للتحكم في العالم وثرواته وسكانه ...

بصمودنا ووعينا وتحررنا من التبعية وبناء أوطاننا سنفشل ونحبط مناورات ومخططات كل خصوم وأعداء الشعوب المغاربية الذين يصدق عليهم قوله تعالى : (وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا) سورة الفرقان 23 .