الخميس 28 مارس 2024
سياسة

ناصر بوريطة: التصعيد الجزائري لا علاقة له باستئناف المغرب لعلاقته الدبلوماسية مع إسرائيل

ناصر بوريطة: التصعيد الجزائري لا علاقة له باستئناف المغرب لعلاقته الدبلوماسية مع إسرائيل موفدا "اندبندنت عربية" إلى القمة العربية في حديث مع وزير الخارجية ناصر بوريطة

لا يزال التوتر الجزائري المغربي يخيم على أجواء القمة العربية في دورتها الـ31 المنعقدة في الجزائر، حيث اتهم وزير الخارجية ناصر بوريطة الدولة المضيفة بعدم التزام قواعد الجامعة العربية ومرجعياتها في تنظيم القمة، مجدداً رفضه للتضييقات التي تعرض لها الوفد الإعلامي المغربي بالجزائر.

وقال بوريطة في حوار مع "اندبندنت عربية" على هامش تمثيل بلاده في القمة، إن "بلاده تشارك في القمة الحالية في إطار دعوة الجامعة العربية لعقد قمتها الاعتيادية".

وأضاف، "أنه بناءً على ذلك، فإن المرجعيات وقواعد العمل والخرائط وكل شيء يخص الجامعة على الدولة المضيفة احترامها، وإذا كانت هناك دولة لديها أجندة وطنية عليها أن تعقد مناسبة وطنية أو اجتماعاً خاصاً بها"، منتقداً في الوقت ذاته ما اعتبره "تضييقاً جزائرياً متعمداً" على وفد بلاده الإعلامي سواء على صعيد منح التأشيرات أو التسهيلات المطلوبة، "ما اضطر ممثلي الوفد المغربي من الدبلوماسيين لممارسة مهنة التصوير خلال فعاليات القمة"، على حد وصفه.

 

الخلاف مع الجزائر

وحول التباينات والمشادات التي دارت بين المغرب والجزائر، أوضح بوريطة، "لنكن واضحين، العلاقات الجزائرية المغربية للأسف متوترة، ولم ير المشاركون في القمة سوى جزءاً من هذا التوتر، حيث لا توجد علاقات دبلوماسية، ولا مجال جوي مفتوح بين البلدين، فضلاً عن قطع التبادلات التجارية وقنوات الاتصال، التي نرى أن الحوار الشامل والجاد بإمكانه حلها".

وعن دعوة الملك محمد السادس، للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لزيارة المغرب ذكر بوريطة، أن الملك يؤمن بأن "العلاقات المغربية الجزائرية لا تحتاج إلى وساطات، لأننا نعرف جيداً بعضنا بعضاً ونعرف مشكلاتنا وكيف نحلها، إذا أردنا حلاً لا نريد وسطاء وها هي دعوة للحوار".

وتابع بوريطة، إن دعوة الملك محمد السادس للرئيس الجزائري، لزيارة المغرب "جاءت رداً على تصريح لنظيره الجزائري قال فيه إن عدم حضور الملك القمة العربية ضيع فرصة على العلاقات الثنائية على اعتبار أن الملك كان سيتم استقباله في المطار وفي القاعة الشرفية، وكان من الممكن أن يكون كلام عن العلاقات الثنائية وتحضير اللقاء".

 

المسائل الثنائية

وذكر بوريطة "منذ أن وصل الوفد المغربي إلى الجزائر قبل أربعة أيام، تساءلنا عبر القنوات القليلة المتاحة للحوار مع الجزائر، عما إذا كانت هناك ترتيبات أو أفكار حول المسائل الثنائية، ولكن لم نتلق أي تأكيد"، مضيفاً "كانت لدى الجزائريين فرصة لتأكيد هذه الرغبة بعقد اللقاء سواء لدى قدوم المبعوث الرئاسي إلى الرباط لتسلم دعوة المشاركة في القمة، وخلال تواجد الوفد المغربي في الجزائر".

وبحسب وزير الخارجية، فإن "العلاقة بين البلدين مهمة جداً، وإن اللقاء بين الملك والرئيس الجزائري منتظر ولا يمكن ترتيبه بسرعة في قاعة شرفية في المطار، بل هو أمر بحاجة إلى تحضيرات وترتيبات ودائماً كان الملك يطلق هذا الحوار في كل خطاباته، وكانت يده ممدودة"، على حد وصفه، معتبراً أنه "إذا كانت هناك فعلاً رغبة جزائرية في هذا الحوار، فالملك المغربي يعطي توجيهاته بدعوة مفتوحة للرئيس الجزائري للقاء والحوار".

وأوضح بوريطة، "إذا لم يتحقق اللقاء على هامش القمة العربية سواء لضغط الوقت أو غياب قنوات التواصل أو لأي سبب من الأسباب، فهناك دعوة جديدة للحوار ويمكن تداركه من أجل حوار شامل وبناء وجاد".

 

العلاقات مع إسرائي

ولدى سؤال وزير الخارجية عما إذا كان استئناف المغرب علاقاته مع إسرائيل سبباً في تأزم العلاقة مع الجزائر، لا سيما في ضوء إعلان الأخيرة دعمها المستمر للقضية الفلسطينية، يجيب بوريطة أن هذا الأمر ما هو إلا "ذريعة"، مضيفاً "دعنا نكون واضحين، لم تنقطع علاقات الجزائر الدبلوماسية مع الإمارات والبحرين ومصر والأردن، على رغم علاقاتها مع إسرائيل، لذلك أستبعد أن يكون هذا السبب وراء الخلافات الجزائرية المغربية".

وتساءل بوريطة "حين كانت الحدود مغلقة بين البلدين في عام 1994 هل كان السبب إسرائيل؟ كيف يمكن ربط العلاقة الثنائية مع دولة بقرار سيادي تقره، وتجاهل ما يجمعنا في علاقاتنا الثنائية التي فيها كثير من الأمور، بيننا جغرافيا مشتركة وتاريخ وعلاقات إنسانية وجغرافية ومصير مشترك وتحديات مشتركة أيضاً".

وأوضح بوريطة "استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل لم يؤثر في سياسات المملكة تجاه القضية الفلسطينية"، مضيفاً "لدى فلسطين سفير في الرباط ولدينا سفير في الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية لها علاقات طبيعية مع المملكة، فهل الجزائر وصية على القضية الفلسطينية أكثر من الفلسطينيين؟".

وأوضح بوريطة لـ "اندبندنت عربية"، "بالنسبة إلينا الواقع العربي صعب في حد ذاته، وضاعف ذلك السياقات الدولية المضطربة، وتدخلات خارجية سلبية تزيد الأمور صعوبة".

وقال: "ليس لدى المغرب عداء مع إيران، نحن نريد علاقات احترام متبادل، وألا تدعم طهران الجماعات الانفصالية المسلحة"، مشدداً "هذا أمر أساسي في المغرب، والبلد ليس منفرداً في ذلك، ثمة لجنة عربية مشتركة للتصدي للتدخلات الإيرانية في الدول العربية ونرفض هذه التدخلات"، معتبراً أن "القمة ستصدر قراراً يشير إلى هذه النقطة ويدين التدخلات الإيرانية ويدعم الدول الأعضاء في الخليج العربي وغيرها التي ترفض التدخل الإيراني وتدينه".

وحول ما ستخرج عنه القمة، أشار بوريطة إلى "أن التحديات والسياق الدولي الصعب المحيط بالقضايا العربية، يتطلب تضافر الجهود لتحقيق توافقات حول القضايا المهمة والتجاوب مع انتظارات الشعوب العربية"، معتبراً أن المغرب دائماً ما يرى أن "عقد القمة مهم، ولكن لا يمكن لها أن تختزل العمل العربي المشترك، بل إن التضامن العربي والعمل المشترك هو عمل دائم، بينما القمة هي لحظة لإعطاء دفعة، ولكن ليست هي كل العمل المشترك".

وأضاف "علينا أن نسأل بشأن ما سيحدث بعد القمة، وكيف ستنفذ المقررات وكيف سنعمل بشكل وروح مختلفتين للتجاوب وتلبية وتطلعات الشعوب العربية ومواجهة السياق الدولي الصعب".

 

عن: "اندبندنت عربية"/ بتصرف