مع حلول فصل الشتاء وككل سنة تعود النقاشات حول مدى نجاعة لقاح الإنفلونزا الموسمية إلى الواجهة، إذ تختلف الآراء حوله بين من شجع على تلقيه ويعترف بفعاليته في الوقاية من الإنفلونزا وبين من يشككون في قدرته على حماية الملقح من الإصابة بهذه الأخيرة.
وفي هذا الصدد تواصلت "أنفاس بريس" مع الدكتورة حسناء جابري، بصفتها أستاذة مبرزة اختصاصية في أمراض الصدر والرئة وسكرتير عام الجمعية المغربية للعلوم الطبية، لتأكد من مدى فعاليات هذا اللقاح، إذ اعتبرت أن هذا الأخير هو السبيل الوحيد لتفادي الإصابة بالإنفلونزا الموسمية أو التخفيف من المضاعفات الناجمة عنها، والتي يمكن أن تتسبب في دخول المريض للإنعاش بل يمكن أن تتعدى ذلك للموت.
وردا على المشككين، أكدت جابري في اللقاء عينه أن اللقاح فعال، إذ تم تلقيه وفقا للشروط الموصى بها من طرف منظمة الصحة العالمية وكذا الجهات المعنية بالقطاع الصحي على المستوى الوطني، وهو الشيء الذي أثبتته العديد من الدراسات، التي أجريت عليه طيلة الخمسين سنة الماضية، وهي المدة التي تلت البدأ باستخدامه بغرض الوقاية.
وعن الفئات المستهدفة بالدرجة الأولى بهذا اللقاح، فقد حددتها أخصائية أمراض الصدر والرئة في جميع الأشخاص من سن 6 أشهر وما فوق، الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض الصدر والرئة من قبيل الربو بأنواعه ومشاكل الغدد وكل من الفشل الرئوي والكلوي، بالإضافة إلى أمراض القلب والشرايين، دون أن ننسى كبار السن الذين تفوق أعمارهم 65 وكل العاملين في مجال الصحة حماية لأنفسهم والمرضى، نظرا لكونهم على تواصل مستمر معهم.
وأكدت الدكتورة حسناء جابري في ذات الحوار الصحافي أن اللقاح ضد الإنفلونزا الموسمية لا يتعارض بشكل قطعي مع لقاحات الفيروس التاجي "كورونا"، وأنه ليس هناك أي مانع في تلقي كلاهما في آن واحد، بشرط أن يتم حقن كل منهما في جهة.