Saturday 19 July 2025
مجتمع

مدنيون يوفّرون منحا دراسية  وتحفيزات لـ40 تلميذ لتشجيع التّمدرس في قرية بجبال إداوتنان

مدنيون يوفّرون منحا دراسية  وتحفيزات لـ40 تلميذ لتشجيع التّمدرس في قرية بجبال إداوتنان فعاليات الحفل الذي أقيم بقرية سيدي عبد الرحمان
بادرت فعاليات مدنية في قرية جبال تامري النائية، شمال أكادير، إلى توفير منح دراسية لفائدة 40 تلميذة وتلميذا  من التعليم الإعدادي إلى التعليم العالي، بهدف تشجيعهم على التمدرس ومتابعة الدراسة، والتفوق الدراسي، في حفل أقيم، بقرية سيدي عبد الرحمان، على مقربة من مجموعة مدارس النخيل، بحضور حشد من الفاعلين والشركاء والداعمين والمحتضنين، وعلى رأسهم جمعية بسمة الأمل بالمغرب وجمعية تمونت للتربية والتنمية وفاعلين محليين وجماعة ترابية وغيرهما.
 وخلال هذا الحفل، الذي أقيم بالمنطقة، يوم الأحد 16 أكتوبر 2022، حضره موقع "أنفاس بيرس" وحشد من الأمهات والآباء والفاعلين والشركاء، أكد سعيد أزكار رئيس جمعية تمونت للتربية والتنمية في كلمة له، على أن "هذا العمل التعاوني التضامني الاجتماعي ذي البعد التربوي ثمرة شراكة بين الهيئة المدنية المحلية وجمعية بسمة الأمل بالمغرب لسنوات، انطلقت مبادراتها منذ 2002، لتتنامى بعد أربع سنوات وتثمر دعم الفتيات اللواتي حصلن على شهادة السنة السادسة ابتدائي بالتحاقهن بسلك الثانوي الاعدادي، ثم التأهيلي فالجامعي، عبر دعمهن بتوفير النقل المدرسي المجاني، ومنح دراسية سنوية تشجيعا لهن على مواصلة الدراسة و التميز الدراسيين".
 وبقدر ما نوّه أزكار "بما تحقق لأكثر من 16 عاما من الدعم والنصرة والمساندة من قبل جمعية بسمة، سواء بتوفير النقل المدرسي وبناء المرافق الصحية، وكذا توفير  فضاء للأطفال من أجل تأمين خدمات التعليم الأولي، أكد على أنه، بمعية فريق العمل، "واصل المسار خلال الدخول المدرسي 2022/2023 ببناء مطعم مدرسي مجهز جوار  مدرسة سيدي عبد الرحمان، التابعة لمجموعة مدارس النخيل، وروض للتعليم الأولي لفائدة أطفال المنطقة، فضلا عن منح دراسية لتلميذات وتلاميذ من التعليم الابتدائي الملتحقين بالإعدادي إلى التعليم الجامعي بهدف تحفيزهن على البذل والعطاء الدراسيين".
 وأثنى أزكار على "فريق العمل الذي تمكن في ظرف وجيز لا يتعدى 25 يوما من تأهيل مطعم مدرسي وبناء روض جديد للأطفال، ساهم فيه أهالي المنطقة من مختلف الأعمار بتطوع وحماس منقطعي النظير  ليل نهار، حتى يكونوا جميعا في الموعد، قبل منتصف أكتوبر 2022، ويمكنوا تلميذات وتلاميذ المنطقة من توفير ظروف جيدة للتمدرس والتحصيل الدراسي، لبلوغ المرام وكسب الرهانات".
 بدوره، قال ميشيل لوفي، رئيس جمعية بسمة الأمل بالمغرب، إننا سعداء بهذا العمل والدعم الذي لاقينا ثمرة عمله في المديان بسبب تضحيات فريق عمل تمونت للتربية والتنمية، وهو ثمرة عمل امتد لسنوات، مما يجعلنا في كل مرة نعود إلى المنطقة لنواصل الدعم من أجل تشجيع التمدرس، خاصة في صفوف الفتيات".
 وشدّد رئيس جمعية بسمة على أن "المشروع انطلق بتوفير النقل المدرسي لخمسة تلاميذ نجحوا للاعدادي،  واليوم وصلنا بفضل هذا العمل المشترك والجهد الجماعي إلى 50 تلميذا يتم تأمين نقلهم يوميا من مداشرهم صوب مركز تامري ، حيث الثانوية، لمواصلة دراستهم  وتحصيلهم العملي".
 وأكد المتحدث على أن ما يتم توفيره من دعم مالي وتحفيزات موازية مكملة منحا لهؤلاء التلميذات والتلاميذ يدفعنا لحفزهم للحصول على نتائج أفضل ونقط جيدة  ويكونوا سفراء لأخوانهم وأخواتهن وأهاليهم وأطفال ما يزالون في طور التعليم الابتدائي".
 وشكلت المناسبة، تم خلالها تكريم سعيد أزكار، وهو أستاذ بمدرسة سيدي عبد الرحمان، من قبل مدير مجموعة مدارس  النخيل، في أول مبادرة لاقاها داخل القطاع، ولأكثر من 20 عاما من العمل الجمعوي والاجتماعي الذي باشره  لفائدة أبناء وبنات المنطقة لحفزهم على التمدرس. وهي مبادرة دعمها تلميذه إسماعيل الذي تتلمذ على يده في السنة أولى ابتدائي، وصار اليوم عضوا بجمعية تمونت التي يرأسها أستاذه، ليدافع عن مبدأ واحد هو التّمدرس وتعليم بنات وأبناء المنطقة".
 وإلى جانب ذلك، تم الاحتفاء بطاقم جمعية بسمة رئيسا وأعضاء، إلى جانب عدد من الفاعلين المدنيين الذين عدموا وناصروا المشروع التربوي الاجتماعي من أجل التمدرس، وهو ما لاقى صدى من قبل العشرات من الأمهات والآباء الذين حجوا من مختلف المداشر لتشجيع من ساهموا جميعا وبالتقائية وعفوية ونكران ذات من أجل بناتهن وأبنائهم لمواصلة الدراسة، والتصدي للهدر المدرسي ومحاربة التسرب الدراسي.
ولم يتوقف دعم جمعية بسمة عند توفير المنح الدراسية وتحفيزات استثنائية للمتفوقات، وتأهيل مطعم مدرسي وبناء روض لأطفال المنطقة، بل تعداه إلى توفير نظارات طبية وتحمل مصاريف الفحص والتشخيص الطبي، إلى جانب توفير ميسرات طبية لفائدة تلميذة بالثانوي الاعدادي في وضعية إعاقة  ودعمها بكرسي كهربائي متحرك لمواصلة دراستها، في مبادرات حميدة لاقت استحسان الفاعلين أهالي المنطقة الذين خصصوا لهم حفلا للاحتفاء بهم تقديرا لهم على العطاء المتواصل والدعم غير المسبوق لسنوات.