الأربعاء 24 إبريل 2024
رياضة

موقعة الوداد.. الانفلات الأمني وجرائم التعمير وفساد التدبير

موقعة الوداد.. الانفلات الأمني وجرائم التعمير وفساد التدبير

كل معالجة لما وقع بملعب الوداد «محمد بنجلون» وحصره في إطاره الرياضي الضيق تبقى خارج النص.لان الهجوم على لا عبي فريق الوداد وطاقمه التقني يختصر المشهد العام الذي يميز العاصمة الاقتصادية القلب النابض وبالتالي فهو صورة معبرة عما يقع بالبلد خاصة فيما يرتبط بتنامي إحساس المواطن بعدم الأمان والخوف على سلامته وعلى ممتلكاته.

 

إعداد: محمد شروق

 

لابد من القول: رياضيا، الوداد يعيش أزمة عنوانها الأبرز المطالبة برحيل الرئيس عبد الإله أكرم. وكان فتيل الخلاف مشتعلا منذ مدة ليصل في ذروته إلى «غارة» و«موقعة» مركب بنجلون. والأكيد أن حملة الاعتقالات التي تقوم بها الجهات المعنية في إطار فك لغز هذه الجريمة وتبادل الاتهامات بين أطراف النزاع داخل الفريق لن يوقف هذه الأزمة التي لن تزيد إلا اشتعالا مع توالي الأيام.

في المشهد العام، الدار البيضاء فضاء طويل وعريض من الخوف والفزع.. عالم من المتناقضات وغول يأكل أبناءه.. معمل لا يتوقف عن إنتاج طوابير من الشباب الضائع المنحرف الذي يجد ضالته في كرة القدم ليفرغ سلبيا طاقته وأعطابه النفسية.

والأكيد أن الذين هاجموا مركب الوداد لا يدرسون ولا يشتغلون ولا ينتمون إلى أحياء المسابح والحدائق الخاصة.. فبدون شك قد قدموا من أحياء الهامش التي نبتت في الظلام لتصبح قنابل موقوتة. وهي نفس النماذج التي تثير الشغب وتنتج العنف والجريمة في ملاعب وشوارع البلاد.

إن ما شهده ملعب محمد بنجلون جريمة بكل المقاييس يجب أن يعاقب مرتكبوها.. لكن هناك جرائم أخرى على نفس المستوى ترتبط بالتدبير والتسيير والتعمير يجب أن يخضع أيضا مقترفوها للمساءلة والمحاسبة والعقاب.

 

جمال اسطيفي، رئيس القسم الرياضي لجريدة "المساء"

ما أقسى أن تعيش في وطن في خطر

ما حدث بملعب بنجلون يعد سابقة في تاريخ كرة القدم الوطنية. فقد عشنا في الموسم الماضي أحداث الخميس الأسود لما روع مناصرون لفريق الجيش الملكي وسط العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء وعاثوا فسادا. واليوم ولمكر الصدف نعيش على وقع خميس أسود جديد. إن ما قع للاعبي الوداد وطاقمهم التقني وما عاشه كثيرون بملعب محمد بنجلون يعد مؤشرا خطيرا على أن الأمور انفلتت، وأننا أصبحنا إزاء انفلات أمني خطير. فلم يعد الأمر يتعلق بكرة القدم وبمشجعين يناصرون هذا الفريق أو ذاك بل بعمل إجرامي منظم من المفروض أن يتم وضع اليد على مرتكبيه ومعرفة من يحركهم.

فعندما يتحرك ما يقارب 600 شخص بشكل منظم ويحضرون إلى ملعب بنجلون دفعة واحدة ويقتحمون أبواب الملعب ويهددون حراسه ويفتحون الأبواب ويقومون بكل شيء في ظرف زمني لم يتجاوز العشرين ديقية ثم يغادرون بشكل جماعي صوب وجهة مجهولة.

من المؤكد أن ما وقع خطير ويدق ناقوس الخطر ويفرض بدل بيانات الشجب والتنديد والتضامن التي سيتم إصدارها أن يتم فتح تحقيق في الموضوع يضع الأصبع على الداء ويكشف المتورطين والمتلاعبين بأرواح لاعبين ذنبهم الوحيد أنهم يمارسون كرة القدم. المطلوب اليوم معرفة الجناة، وإذا لم يتم العثور عليهم وتقديمهم للمحاكمة، فإن الجميع مسؤول، بل علينا أن نقول إن وطننا في خطر وما أقسى أن تعيش في وطن تشعر فيه بالخطر.

 

عبد الإله أكرم، رئيس الوداد

أشك في تورط رشيد الداودي وآخرين

الجميع تأكد أن الهجوم على مركب الوداد جريمة منظمة ومخطط لها، وعلى الشرطة أن تحقق مع رشيد الداودي، لأنني أشك في تورطه هو وآخرين في أحداث الاعتداء على لاعبي ومدرب الوداد. أشكر مكونات فريق الوداد لأنها تغلبت على الإرهاب المحذق بنا. وأنا لن أغادر الفريق إلا بعد أن أطمئن أنني تركته بين أيدي ودادية حقيقة أمينة وليس بين أيدي «الرعاوين».

 

رشيد الداودي، اللاعب السابق للوداد

أكرم يجب أن يذهب إلى السجن

عندما جاء أكرم إلى رئاسة الوداد من قبل وجد فائضا ماليا يقدر بـ 600 مليون، واليوم يقول إن هناك عجزا بقيمة 5 ملايير. أقولها بصوت عال: أكرم يجب أن يحاسب على تدبير مالي لسبع سنين وأن يذهب إلى السجن.

شخصيا، سألجأ إلى القضاء لإنصافي بعد السب والقذف الذي فاه به أكرم في حقي. ونحن كلجنة تصحيحية وكمنخرطين سنطالب بالمحاسبة وسنطالب بأي شيء ضد هذا السيد (أكرم).

 

إدريس الشرايبي، أبرز معارضي أكرم

أستنكر بشدة أعمال العنف

كفاعل رياضي وكودادي، أستنكر بشدة أعمال العنف التي عرفها مركب الوداد، والتي لا يبررها أي دافع مهما كان. فهناك وسائل شرعية وقانونية وحضارية من حق الجمهور أن يستعملها للتعبير عن غضبه. وما حصل لا يشرف أيا كان ويجب التصدي له.

 

سعيد الناصري، عضو المكتب المسير للوداد

أدعو إلى فتح تحقيق

أرفض جملة وتفصيلا ما وقع من اعتداء على اللاعبين والطاقم التقني. فما وقع هو إجرام حقيقي بكل ما تحمل الكلمة من معنى ويستهدف الكرة المغربية. وإنني أدعو إلى فتح تحقيق نزيه للوصول إلى الجناة ومعاقبتهم، ولا يمكن أن يكون من قاموا بهذا العمل الشنيع من جمهور الوداد. فهذا العمل عمل إجرامي منظم يجب أن تتم معاقبة مرتكبيه.

 

الجمعية المغربية للاعبي كرة القدم

الشارة السوداء كرمز للاحتجاج

تندد الجمعية المغربية للاعبي كرة القدم بشدة بأعمال الفوضى والشغب التي شهدها مركب محمد بنجلون والإهانة والاعتداء الذي تعرض لهما لاعبو الوداد البيضاوي والأطر التقنية، وكذا لاعبو الوداد الفاسي. وتعبر الجمعية عن قلقها وتنديدها بهذا الأعمال الخارجة عن القانون. وتسعى الجمعية من خلال هذا البلاغ دعوة مسيري الفرق والسلطات وزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى تحمل مسؤولياتهم لوضع حد لأفعال العنف هاته التي يتعرض لها اللاعبون، وإلى ضرورة توفير جميع سبل الحماية لهم حتى يقوموا بواجبهم في ظروف إنسانية ومهنية محترمة. ونطلب بالمناسبة من المكتب الجامعي أن يدعو جميع الفرق إلى أن يحمل لاعبوها شارات سوداء كرمز للاحتجاج والتضامن مع لاعبي الوداد البيضاوي والوداد الفاسي.