الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

الفارسي: ديواني الأول محمل بانكسارات الذات الموغلة في الضياع.. وانتصاراتها الصغيرة

الفارسي: ديواني الأول محمل بانكسارات الذات الموغلة في الضياع.. وانتصاراتها الصغيرة الشاعرة والصحافية حفيظة الفارسي
نواصل رحلة البحث في خزانة الأعمال الأدبية عن أجدد ما جاد به الأدباء والمثقفون المغاربة من إبداعات، كتبا كانت أو روايات أومجموعات قصصية أودواوين، بمختلف أنواعها وبتنوع مواضيعها، وفي هذا الإطار تواصلت "أنفاس بريس" مع الشاعرة والصحافية حفيظة الفارسي، لتسليط الضوء على ديوانها الشعري الأول المعنون ب "خوذة بنصف رأس".
 
كيف تقدمين نفسك لقراء "أنفاس بريس"؟ 
صحافية وشاعرة اختارت أن تمشي بأرض الخسارات، إبداعيا ومهنيا،  "فرحة بشيء ما". الصحافة ارتبطت لديها منذ الصغر بالحقيقة والحق، والكتابة،  والشعر خصوصا،علمها كيف تصنع الدهشة من العابر والمألوف، وكيف تضمد جراح الواقع بالاستعارات وانزياحات اللغة. فأن تختار الكتابة، معناه أن تنزع جلدك الميت كلما شعرتَ بتورم الألم. تفعل ذلك وأنت تبتسم، وكلما رمَّمْتَ جرحا تترك منفذا فيه كي يسيل من جديد. 
الكتابة بالنسبة لي، ولكل الشعراء، هي أن تشحذ سكاكين اللغة وتمررها على حواف القلب فينهمر  شلال  عاطفة يجرف خشونة الواقع  وقبحه. لهذا فأنا لا أكتب ولكن أتجمل، أتطهر، أتخفف من ثقل ما حولي لأصبح بوزن ريشة تحتمل الجبال. 
هل اخترت الكتابة؟ لا أظن.
 
هل أتيت إليها بعد امتلاء أم بعد فراغ؟
لا أذكر. لكني متأكدة أنني ذهبت إليها  بيقين اليائس من حظ نرده، وبقلب  منشطر إلى نصفين: نصف للكتابة ونصف.... للكتابة أيضا. أكتب وأمحو،  لأُرَسِّم كينونتي و"ليحبني أصدقائي أكثر" كما قال غارسيا ماركيز، ولأكسب عداوات أكثر.

كيف تقدمين آخر إصداراتك الأدبية؟
أحدث كتبي هو ديواني الأول "خوذة بنصف رأس" الصادر عن بيت الشعر في المغرب الشهر الماضي، ويأتي بعد مساهمات عدة في كتب جماعية "عبد الرحمان اليوسفي تنطفئ الأيقونات لكنها لاتموت" و"المتشظي" شهادات عن الشاعر الراحل عبد الحميد بنداوود، "الطفل الذي كنته"، لكن تجربة الديوان الأول، الآن، تسكنني بقلقها وبهواجسها، بالأثر الذي ستخلقه لدى القارئ. ربما هذا الأثر هو ما جعلني ألجم فكرة النشر طويلا، وأتهيب منها احتراما للشعر أولا، ولذائقة القارئ لكنني آمنت دوما بأن الشاعر لا يولد بعد عملية النشر، بل يولد قبلها. يولد حين يؤمن بأنه يراهن على الخسارات ويمني النفس بها ، ويصر على المشي بين فخاخ العالم السائل. 

ديواني "خوذة بنصف رأس" محمل بانكسارات الذات الموغلة في الضياع، وانتصاراتها الصغيرة ، أتأبط فيه معصيتي التي طالما اقترفتها دون أن أجاهر بها، أقترح على قرائي المفترضين، من خلاله، حياة موازية ..حياة ثانية في مقابل الحياة التي لم نعشها.
بعد أن تخرج النصوص الأولى من جارور الكتمان،  يصبح الهاجس عند ط٠طالكاتب: بِمَ سيملأها من جديد بعد أن يجد نفسه وقد تورط في عقوق منزله الأول، باحثا عن أعشاش جديدة لبيض قصائده.