الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

عمر أغراس: أراضي أيتوسى ليست أرض خلاء وطول أمد الاحتجاج ليس في صالح أحد

عمر أغراس: أراضي أيتوسى ليست أرض خلاء وطول أمد الاحتجاج ليس في صالح أحد عمر أغراس، الفاعل الجمعوي بإقليم أسا الر جانب من الوقفة الاحتجاجية
ضمن متابعتها الإعلامية لما تعرفه عدد من الأقاليم الجنوبية من احتجاجات رافضة للتحفيظ العقاري، تستضيف جريدة "أنفاس بريس"، عمر اغراس، الفاعل الجمعوي بإقليم أسا، متحدثا عن عدم اتضاح الرؤية في ظل تغييب لجنة الأرض ونخبة من الحكماء..
 
مالذي يجري على الأرض في إقليم أسا الزاك؟
- قضية الأرض من حيث الجوهر هي كينونة ووجود بالنسبة لغالبية أو جل الساكنة المسماة أيتوسى، وهي امتداد مجالي شاسع شكل عبر قرون مرتعا وسكنا لهذه القبيلة وقبائل أخرى، ومن حيث الشكل هي أراضي مغربية خاضت فيها الدولة حربا ضروسا مع المستعمر والبوليساريو، وكانت القبيلة هي من واجه التوسع والهيمنة. بمالها ورجالها، إلى جانب جنود اشاوس من مختلف المدن المغربية.
ولما رأت الدولة أن الأرض مؤهلة للاستثمار أخذ الأمر شدا وجذبا بين مختلف الأطراف، والنتيجة لا زالت مبهمة أو لنقل ضبابية لحد الساعة. 
 
المحبس، رأس اومليل،  تلمزون، بروكسيل.. من داخل المغرب وخارجه، تم تنظيم وقفات احتجاجية لقبائل أيتوسى، أيت لحسن، يكوت، وتنسيقية للوديان الثلاث.. كيف وصل الأمر لهذا الحد حول ملف تحفيظ الأراضي؟
صراحة طول أمد المشكل، جر على القضية تجليات وتمظهرات أخرى، بحيث طفت على السطح ارتدادات لن تزيد الوضع إلا تعقيدا ما لم تتم حلحلة المشكل، وإيجاد مخرجات ترضي الطرفين، القبيلة والإدارات المعنية. والأمر اتخذ شكل عدوى أصابت قبائل أخرى وجالية مقيمة بمختلف بقاع العالم، الأمر الذي، للأسف، لم تتفطن له الجهات الرسمية، وهو بتمدده سيتخذ لا محالة أشكالا و تبعات لن تكون ذات نتيجة مرجوة.. 
 
عمليا كيف يمكن تصور أرض خلاء مملوكة لقبيلة معينة؟ وهل ستبقى الدولة رهينة بيد القبائل في اعتراضها على التحفيظ؟
- كلمة أرض خلاء، هي القشة التي قصمت ظهر البعير في بداية المشكل، كيف لامتداد مجالي ووجداني لقبيلة كبرى كأيتوسى أن يطلق عليه هذا المصطلح (خلاء)!.
هذا إن استحضرنا مبدأ الحيازة والسكن والاستغلال عبر سنين عديدة، ورغم ذلك، ومن خلال المُلاحَظ نجد أن القبيلة اعتبرت الأمر سوء تقدير من طرف الجهة المكلفة بالتحفيظ، وهي اليوم مستعدة للحوار والمشورة مع كافة الأطراف لإيجاد مخرج لهذا المعطى، مُعلنة أنها مع الاستثمار ومع المصالح العليا للوطن، لكنها تختلف في الصيغة التي سيتم بها ذلك. 
 
قبل الاحتجاج على الاستثمار المرتقب في إقليم أسا، اقتطعت دولة قطر مئات الهكتارات في الزاك، لماذا لم يكن هناك احتجاج؟
مسألة الاستثمار القطري وحسب رأيي وقع فيها غبن منهجي في العملية، ولربما استعملت أساليب جانبت المنطق في حصول قطر على مئات الكيلومترات من الأراضي. وانطلاقا من هذا الاستثمار أرى أن القبيلة اكتسبت مناعة معينة أمام كل أمر مشابه، ليبقى الحوار والمشورة كما أشرت هو السبيل الوحيد لإيجاد حل يُجنب الجميع تبعات هو في غنى عنها.
 
كيف تتصورون أفق حل هذا المشكل؟ وهل تملك مايسمى تنسيقية الأطر تفويضا من الساكنة للحديث باسمها؟
- أصدقك القول أن غالبية الرأي العام بأسا والخارج يتخذ مسافة أمان بينه وبين الخوض في أحقية التنسيقية في قيادة الحراك والاستحواذ على كل تمظهراته، ففي المُحصلة تبقى التنسيقية تلك المجموعة من شباب المكون الأيتوسي، التي وضعت نفسها رهن إشارة هذا الأخير في المشورة وخوض أشكال الاحتجاج، لكن المتفق عليه عموما هو ألا تكون التنسيقية حجر عثرة أمام أي حل أو تحيين للمشكل، لأنها لم تكن وليدة إجماع، وهذا الأمر أصبح واضحا لدى غالبية عناصرها، لتبقى لجنة الأرض هي المخول لها التفاوض المباشر مع الأطراف المعنية، هذا دون أن نُغَيب الجانب العاطفي والنفسي الذي نجحت التنسيقية إلى حد كبير في الاستحواذ عليه.
حسب رأيي لا أجد حلا يلوح في الأفق إلا بعدم تغييب القبيلة، سواء عبر لجنة الأرض أو نخبة من الحكماء تُخرج هذا المشكل من دائرة السكون إلى مسار انمائي يعود بالنفع على الجميع، ولن يكون في منظوري المتواضع حل دون استحضار تبعاته سواء بالسلب أو الإيجاب.