الجمعة 26 إبريل 2024
فن وثقافة

عمور: قمة التناقض أن يقبل الجمهور المغربي بقوة على مشاهدة الأفلام الجريئة جنسيا ومهاجمتها

عمور: قمة التناقض أن يقبل الجمهور المغربي بقوة على مشاهدة الأفلام الجريئة جنسيا ومهاجمتها المخرج السينمائي عادل عمور
غالبا ما يعقب إصدار الأفلام السينمائية المغربية، المتضمنة لمشاهد أو ألفاظ جريئة جنسيا، موجة جدل واسعة، يكون صناعها والممثلين فيها في مرمى الانتقادات،  نتيجة رفض البعض لهذه النوعية من الأفلام، على اعتبار أنها دخيلة على المجتمع المغربي المحافظ، وفي هذا الصدد تواصت "أنفاس بريس" مع المخرج السينمائي عادل عمور، للتعرف على وجهته نظره بهذا الخصوص. 
 
ما قراءاتك للضجة المثارة حول تضمن الأعمال السينمائية المغربية لمحتوى جريء؟ 
بالرغم من أنني دائما ما أصف بجانب الأعمال الخالية من الجرئة الخادشة للحياء، إلى أن احتواء الأفلام السينمائية على مشاهد أو ألفاظ جريئة أمر عادي، فالمتعارف عليه عالميا في السينما، هو أن لها مساحة كبيرة من الحرية على خلاف الأعمال التلفزيونية، لكون هذه الأخيرة هي التي تدخل البيوت وتفرض نفسها على المتلقي على عكس الأولى.
فبالنسبة لي لا أحبد أن تتضمن أعمالي خاصة، والأعمال التي تمثل بلدي، مشاهد جريئة، بل أرفض هذه النوعية من الأفلام، الدخيلة على مجتمعنا المغربي المحافظ، والتي تتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي، إذ يجب أن يراعي صناع السينما هذه الأمور، وأن يكتفوا في الإنتاجات السينمائية بالإشارة لمضمون تلك المشاهد، باعتماد أفكار كتلك التي كانت معتمدة من قبل صناع السينما في المشرق العربي، أي دون الدخول في تفاصيل المشاهد الجنسية. 
 
المشاهد الجنسية في الأفلام السينمائية المغربية، أي قيمة مضافة؟ 
يلجأ صناع هذه الأفلام إلى المشاهد الجنسية بهدف تجاري، فهي تساعد في جدب المشاهدين والتسويق لأعمالهم السينمائية، فعدد مهم من جمهور السينما تجدبه المشاهد الساخنة والألفاظ النابية، وهنا يبرز التناقض الكبير، فالجمهور الذي ينتقد هذه الأفلام ويهاجم صناعها، هو ذاته الذي يقبل على مشاهدتها. 
 
هل الفنان ملزم بأداء مشاهد جريئة تنفيذا لطلب المخرج؟ 
المخرج له الحق الكامل في التصرف العمل، إلا أن الممثل هو المسؤول الأول والأخير عن أداءه للقطات جريئة أو تلفظه بكلام ساقط، فهو يملك حرية قبول أو رفض الأدوار بعد قراءته لسيناريو الفيلم المعروض عليه. 
فعندما يجسد تلك الشخصية ويؤدي المشهد، بهدف تحقيق الربح المادي أو خلق الجدل، غير آبه بصورته في نظر جمهوره أو بوصمة العار التي ستشوب مشواره الفني، يجب أن لا يحمل المخرج مسؤولية اختياره. 
 
ألا توجد رقابة على الأعمال السينمائية؟ 
بالطبع هناك جهة رسمية مكلفة بمراقبة الأعمال السينمائية، التي تتمثل في المركز السينمائي المغربي، فهذه المؤسسة له حق التصرف، من خلال قبول أو رفض الأعمال المعروضة عليها، بعد الإطلاع عليها، لكن العديد من الأفلام التي تتم الموافقة عليها يتم إدخال تعديلات عليها، أي يتم تصوير مشاهد بعيدة عن تلك التي تضمنتها النسخة الأصلية.
ويجب أيضا ألا نغفل نقطة أساسية، التي تتجلى في كون أغلب الأعمال السينمائية تنتج بدعم من المركز السينمائي المغربي، الذي يسعى بدوره إلى الاستفادة من هذه الإنتاجات، وهذا ما يفسر التغاضي عن هذه الجرأة، التي خيمت بظلالها على المشهد السينمائي المغربي مؤخرا.