الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

فؤاد زويريق: محمد رمضان الممثل المتكامل الموهبة

فؤاد زويريق: محمد رمضان الممثل المتكامل الموهبة محمد رمضان وفؤاد زويريق (يسارا)
لا شك أن محمد رمضان موهوب وموهبته متكاملة الأبعاد ولا يمكن لأحد ما أن ينكر هذا، شاهدته أول مرة في فيلم ''رامي الاعتصامي'' 2008 كان مجرد كومبارس لكنه جذب عيون الجمهور إليه في مشهده الوحيد، ثم شاهدته ثاني مرة في ''احكي يا شهرزاد'' 2009 ليسري نصر الله حيث توسع في الدور وتنبأ له الكل بمستقبل فني زاهر، وهكذا كان حيث انتشر محمد رمضان فعلا، تمكنه من خيوط اللعبة ساعده على اقتحام الأبواب، عرف من أين يأكل الكتف،  لكنه لم ينتبه الى أن هذا الكتف قد يكون مسموما، صحيح انه ربح المال والشهرة، لكنه خسر مجتمعا بأكمله، خسره بغبائه وغروره وعناده، اختيار مواضيع أعماله التي يرفضها أغلب الجمهور، الإصرار على الغناء رغم أنه ليس مغنيا، الصعود الى الخشبة والرقص فوقها بأسلوب مبتذل يرفضه مجتمعه، سب وقذف في زملائه، التباهي، التعالي، التبجح، الرياء... كل هذا حشره داخل فوهة المدفع، لم يستفد من كل ما يحصل له، فغروره يخفي عنه حقيقة الكارثة التي يعيشها، ويجعله ينكر كل ما يعيشه من كره من طرف طبقة بأكملها وهي الطبقة الوسطى، هذه الطبقة التي تشكل القوة الضاربة في أي مجتمع، فإذا اكتسبتها اكتسبت المجتمع بأكمله وإذا خسرتها خسرت كل شيء، محمد رمضان لم ولن يدرك هذا، لم يستفد من الأيقونة أحمد زكي الذي اتخذه كقدوة له كما قال، حيث عاش من أجل فنه فقط، لم يدخل في صراع مع المجتمع، بل رضخ له وعاش من أجل أن يرضيه، ومسيرته تشهد بذلك، حتى الغناء حصره في أفلامه فقط، كان على يقين أنه ليس مغنيا ولا راقصا ولا رجل أعمال، لم يلتفت الى تكديس الأموال ولا البحث على الشهرة، كان كل شيء يتأتى له بسلاسة وذكاء، حافظ على احترام ومحبة الجمهور له ومات محبوبا محمولا على الأعناق.
محمد رمضان لم ولن يستفيد أيضا مما أحدثته وفاة الفنان هشام سليم من استنفار عام لكل محبيه من المحيط الى الخليج، الكل تأثر بموته وشيعه بكل حب وتقدير واحترام، لأنه كان محترما وابن أصول بكل بساطة، الموهبة داخل جسد بلا دماغ ولا أخلاق كارثية وقد تؤدي  بصاحبها إلى التهلكة.