الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

عبد الجليل الشافعي: مجموعتي القصصية تعبر عن ما يشغلني وجدانيا وسياسيا واجتماعيا

عبد الجليل الشافعي: مجموعتي القصصية تعبر عن ما يشغلني وجدانيا وسياسيا واجتماعيا عبد الجليل الشافعي
يحرص الأدباء والمثقفون المغاربة على إغناء الخزانة المغربية بإصدارات أدبية، تتعدد أنواعها وتنوعت مواضيعها، وفي هذا الإطار تواصلت "أنفاس بريس" مع الكاتب والناقد عبد الجليل الشافعي، لتسليط الضوء على مولوده الأدبي الجديد.
 
كيف تقدم نفسك لقراء "أنفاس بريس"؟
في الحقيقة، أجد أن هذا السؤال غزير الصعوبة، رغم ما يبدو عليه من البساطة بداهة، لماذا؟ لأنه يتعلق بالماهية، أي بالهوية وبالماهية الكتابية، وهي عندي، أشد صعوبة. لكني مع ذلك أقول: أنا عبد الجليل الشافعي، كاتب ولد بعيد انهيار جدار برلين مباشرة، أي بعد انهيار السرديات الكبرى في العالم، وبالتالي عاش لا يطمئن لأي اتجاه أو مذهب.. وذلك، على مستوى الهوية الفكرية والسياسية، ليس بالسهل أبدا، في ظني.

كاتب جاء من الهامش، بل من الهامش البدوي، هامش مضاعف إذا صح الوصف، يعتبر نفسه مدينا للقراءة ابتداء، ثم للكتابة امتدادا، لأن الكتابة هي محاولة مزمنة لتعريف الذات والتعرف عليها، وهي كذلك، منذ أن قيلت الجملة الحكمة: "اعرف نسفك".
 
بالنسبة لي الكتابة محاولة لعكس خبيئات النفس بأكثر من مرآة، وعبر أكثر من قمرة وزاوية، ولأني أحمل معي هامشيتي وبداوتي، كما يحمل الجمل معه سنامه، فإني أحاول أن أعبر عنهما كتابة، ولعل ذلك من أهم علل الكتابة التي تجعلني مؤمنا بما أسميه "الرد بالكتابة"، مستعيرا هذا التمثل من "إدوارد سعيد".
 
كيف تقدم آخر إصداراتك الأدبية؟
كتابي الجديد، هو عبارة عن مجموعة قصصية، بعنوان "رحى لا تكف عن الدوران"، صدرت سنة 2021 عن دار أكورا، وهي التجربة القصصية الثانية لي، بعد مجموعتي الأولى التي حملت عنوان "المرأة التي في الأعلى"، حاولت من خلالها أن أعبر عن أهم ما يشغلني وجدانيا وسياسيا ولغويا واجتماعيا.. أي أنها، عمل ابن بيئته، بالمعنى الخلدوني للمفهوم.

 وقد حاولت قصصها المختلفة والمتعددة، أن تعمق النظر وتسلط الضوء على أهم القضايا والتحولات التي عرفها ويعرفها المجتمع المغربي، وذلك عبر خاصية التخييل وبواسطة المجاز، لأن وسيلة الكاتب ووظيفة أي كاتب، هو أن ينقل الأشياء من طبيعتها المادية المنثورة الملموسة، إلى دنيا المجاز، كما يعبر عن ذلك عبد الله العروي.