الثلاثاء 16 إبريل 2024
مجتمع

البيضاء: هل قام عبد الحق شفيق بتحفيظ حزب البام والسنبلة باسمه في دائرة عين الشق؟

البيضاء: هل قام عبد الحق شفيق بتحفيظ حزب البام والسنبلة باسمه في دائرة عين الشق؟ عبد الحق شفيق، البرلماني المطاح به من طرف القضاء الدستوري
عادة تمر الانتخابات الجزئية بدون اهتمام من قبل الرأي العام سواء محليا أو وطنيا، ولكن الانتخابات الجزئية التي ستجرى نهاية شتنبر 2022 بمقاطعة عين الشق بالبيضاء، تمثل الاستثناء. إذ تحظى بتتبع العديد من المراقبين، ليس لكون هذه الدائرة تعرف حراكا سياسيا وتدافع قويا يين الأحزاب، ولكن بكل بساطة بسبب ظاهرة غريبة في الترحال السياسي لم يشهد لها المغرب مثيلا.
فبعدما خاض عبد الحق شفيق، البرلماني المطاح به من طرف القضاء الدستوري،  انتخابات 2021 باسم البام عقب قيادته حربا ضروسا ضد حزبه السابق "الحركة الشعبية"، هاهو من جديد يرتمي في أحضان حزب السنبلة، أياما قليلة على إجراء هذه الانتخابات الجزئية ويحصل على تزكية الترشيح باسم حزب العنصر، وذلك بعدما قام حزب الأصالة والمعاصرة بطرده ورفضه منح التزكية لشفيق.
استقبال عبد الحق شفيق مرة أخرى في حزب الحركة الشعبية وكأن شيئا لم يحدث، جعل بعض المراقبين يؤكدون أن مثل هذه السلوكيات لا يمكنها أن تشجع على ممارسة العمل السياسي بل وتعمق من ازدراء المجتمع للنخب الحزبية وبالتالي إسقاط كل مشروعية عن العمل البرلماني والسياسي.
وتعليقا على هذه الواقعة، قال زهير اسقريبة فاعل جمعوي بمقاطعة عين الشق في تصريح لـ
"أنفاس بريس": "لايحب على الحزب قبول أي شخص قادم من حزب آخر لأي سبب، فهذا الأمر يعمق أزمة غياب الثقة في العمل الحزبي ما يجعل المواطن يفقد الثقة في العمل الحزبي بشكل مطلق".
وأكد محدثنا أن الأحزاب السياسية لابد أن تكون وفية لمبادئها لوقف هذا العبث في التحركات بين الأحزاب خلال كل محطة انتخابية.
ومن جهته اعتبر محمد حركات، أستاذ جامعي، أنه حان الوقت لتجديد دماء الأحزاب السياسية حتى تكون قادرة على مواكبة التحولات الحالية والمجهود الذي تقوم به الدولة على عدة أصعدة.
وأضاف محمد حركات في تصريح لـ
"أنفاس بريس": "لابد أن يكون للحزب هوية. فنجاح أي حزب له ارتباط بالهوية التي يدافع عنها والبرامج التي يرغب في تنزيلها ومدى الالتزام بقضايا المواطنين".
ووصف محدثتا التنقل بين الأحزاب السياسية بالعبث ويزكي عنصر غياب الثقة في العمل الحزبي لدى المواطنين.
واعتبر أن للقيادات الحزبية مسؤولية كبيرة في هذا السياق.
في انتظار معرفة من سيفوز بدائرة عين الشق في الانتخابات الجزئية، يبقى السؤال الحارق المطروح هو: هل فعلا قام عبد الحق شفيق بتحفيظ حزبي البام والسنبلة باسمه في هذه المقاطعة؟ وهل تحولت الأحزاب لديه مثل الجوارب يغيرها ويغير الانتماء إليها كل يوم حسب المزاج وحسب الأهواء؟
السؤال مطروح بالدرجة الأولى على المؤسسات الحزبية التي تم تمريغ حرمتها من طرف قيادات، ومطروح بالدرجة الثانية على الدولة التي تستلذ بتمييع العمل السياسي وترفض القطع مع هذه السلوكات المقززة، ومطروح بالدرجة الثالثة على ناخبين معينين يساقون وراء كائنات انتخابية دون أن يقدروا عاقبة أصواتهم !!