الجمعة 10 مايو 2024
فن وثقافة

وفاء لاسمهان عمور.. إدريس مسناوي يحتفي بإحدى أيقونات الإذاعة المغربية

وفاء لاسمهان عمور.. إدريس مسناوي يحتفي بإحدى أيقونات الإذاعة المغربية الزميلة أسمهان عمور
في إطار نبش "أنفاس بريس"، عن الإشراقات التي تزين سماء الأدب والفكر بالمغرب، ننشر أدناه شهادة وفاء في حق أحد أبرز الأسماء التي أنجبتها الإذاعة الوطنية. ويتعلق الأمر بالإعلامية، الزميلة أسمهان عمور، التي سبق أن تم تكريمها من طرف اتحاد المبدعين المغاربة بتيفلت في مناسبة سابقة.  "أنفاس بريس" تنشر شهادة الأستاذ إدريس أمغار مسناوي ( كما ألقيت بلغتنا الدارجة)، في حق اسمهان عمور:
 
"حبر وقلم "..
ف شهر يناير من سنة 2012 م  زرت الإعلامية أسمهان عمور ف مقر الإداعه بالرباط رفقة شريكتي ف الحياة  وحملت لها معايا بعض من إصداراتي، وهناك ألتمست منها تلتفت لمبدعين مدينتنا.  تقبلت الأستاذه طلبي بصدر رحب وسلمت لي الإيمايل وبعث لها بكل أسماء مبدعي المدينه. 
وفعلا  زارت أسمهان مدينة تيفلت وسجلت مع جل المبدعين، فالوقت اللي البعض اعتذر، ونا واحد منهم واللي باقي لحد هذ التاريخ  تانتهرب ...
لكن اليوم  قدام هذ الحدث الكبير ما تهَرَّبتش؛ أخلاقي فرضت عليَّ  نحضر ونتحدث على شخصيَّه  تايقول فيها  فولتير "السبيل الوحيد اللي يجعل البشر يتحدثوا على إنسان أخر بالخير  هو قيامُه بعمل طيب".   قيام الإعلاميَّه والإنسانه بأعمال لها فضل كبير على إبداعنا تايعطيني حق نوقف ونتحدث على مكارمها الثقافيَّه، ونا تانشكر أصدقائي ف اتحاد المبدعين المغاربه اللي اعطاوني هذ الفرصه الثمينَه  نسعد فيها وجداني  ونخلص فيها لذاكرتي  بكلمَه متواضعَه ف حق إنسانَه  تعلمت منها الشيء الكثير.  
الحضور الكريم، 
أولياء الإبداع الصالحين.  
السيده الإعلاميه المتميزه الأستاذة أسمهان عمور   
تايقول الفيلسوف الألماني اكسيل هونيث   "ما يمكنش نطوروا  وعي الذات بلا الاعتراف بالآخر. هذا تايعني أن  ف مرآية لآخر  يمكن نطوروا وعينا  ونحققوا هويتنا".
وحدها المدينه الفاضله  وأهلها الفضلاء  تايعترفوا بالأخر وتايفكروا ف تكريمُه  وهما تايفسحوا لينا المجال من خلال مراية الأخر  ومن خلال مرايتهم  ومراية مدينتهم الفضيله  نطوروا  وعينا  ونحققوا انفسنا، كما جا على لسان هونيث.
قليل فين تانتبهوا للناس اللي تايكرمونا  باش نفكروا نكرموهم. وقليل فين تانفكروا فالناس اللي تايسعدونا  باش نفكروا بدورنا نسعدوهم . 
وحدهم العظماء  ما تاينساوش لاخر.  ووحدهم الكرماء  تايلتفتوا للاخر.  
الاعتراف  بالأخر من خصال  وشيم الكبار   بقدر ما هو مسؤولية  وواجب.  
الاعلاميه أسمهان عمور عمَّرها ما طالباتنا  بالاعتراف  بقدر ما كانت تاتبحث تخدم الثاقافة  وهي تاتـنفتح  ع الهامش .. تاتـنفتح على أسماء مغمورَه  كاد يغطيهم  ظل التجاهل والنسيان. 
هذ الالتفاته من قبل اتحاد المبدعين المغاربه لشخص الأستاذه والإعلاميه، هو تكريم  يليق بإنسانية الإنسانه أسمهان عمور، المثقفه  والمناضله  والمكافحه.  
أسمهان عمور ف كل حلقه  كانت تاتحتفي بمبدع  أو بجوج  وهي تاتخدمهم  بنكران الذات  وتاتعمل بكل جهدها  وبكل حبها  تمتع المستمعين العطوشين للمعرفه  وتسعدهم. 
أنا  اليوم  تانوقف ف حضرة أستاذتي الفاضله  أسمهان عمور كواحد م المتعلمين  من برنامجها التثـقيفي والتنويري "حبر وقلم"،   تانوقف  نقول شهادتي.  شهاده  مكتوبَه  بأحاسيس  ومشاعر  أكنهم  لشخصها المحترم.
تانوقف قدام إنسانه  واعيه بدورها التاريخي، واعيه بدورها الثقافي وهي تاتخدم قضايا  فكريَّه اجتماعيَّه،  قضايا  حضاريَّه إنسانيَّه..  قضايا  فنيَّه إبداعيَّه ساميَّه.
أسمهان احترمتْ ف برنامج  "حبر وقلم"  التنوع الثقافي الحقيقي والتعدد الإبداعي الفعلي والعمق المعرفي.
برنامج "حبر وقلم" بحال كل كتاب عميق قريته، خلاني ف كل حلقه منه نتعلم الجديد  ونا تانـنفتح على التجارب الإنسانيَّه.  تجارب تاتسمح لي نعاود  نخلق نفسي ونرقى بذاتي  ونطوَّر وعي  بشكل أعمق، ونا تاندرك أن الثقافه هي أكثر من قارِّيَّه ..  أكثر من كوكبيَّه. هي كونيَّه ... هي إنسانيَّه  بكل تجلياتها.  
هكذا برنامج "حبر وقلم" كان تايعطيني شخصيا ف كل حلقه من حلقاته شحنَه كاتدفع بي نواصل القراءَه والبحث والتنقيب.  برنامج "حبر وقلم"  تايزرع  ف روحي طاقة الاستمرار وتازوَّدني بحرارة التنافس الشريف.. كايشجعني على التحدي وهو تايعلمني ارقى قيمَه من قيم المعرفه  ألا وهو : السؤال.  تايعلمني كيف نطرح السؤال باعتبار السؤال قوَّه خارقه  وقيمَه عاليه. و"الحق بالسؤال هو أساس تقدم االإنسانيه"،  تاتقول لينا أنديراغاندي. "قيّم الناس من خلال أسئلتهم  ولا تقيمهم من خلال أجوبتهم"، تايقول لينا فولتير.
أسمهان تاتعلمنا سحر السؤال، كيف تاتعلمنا التنوع الثقافي وتعددية الآراء، وهي تاتستظف مبدعين من مختلف الأجيال والشرائح والحساسيات  وهي تاتقربنا منهم  ومن تجاربهم الغنيَّه، بل تاتحملنا للسفر ف عوالمهم الشيقه والمغريَّه من خلال دهشة أسئله ناضجَه تاتزودك بالزاد والثراء  بسخاء كبير. بحال هذ السخاء ما يمكن يجي إلا من مثقفة مخلصه لرسالتها  وأمينَه لمبادئها  ووافيه للقيم الإبداعيَّه  وللمثل الإنسانيَّه.
تايقول  شفايتزر : "غاية الحياة الإنسانيه  هو تخدم  لخرين  وتتعاطف معهم  وترغب ف   مساعدتهم". 
وأنتِ يا أسمهان عمور انفتحت ع المهمشين، ضربتِ مسافات بلا ملل ولا كلل متحمله مشاق الطريق باش ترضي الأخر... باش تخدمي الأخر... باش تردي له الاعتبار... باش تساعديه وتساعدي الثقافه على النهوض والفكر على التنميَّه  وانت تاتدفعي بهم لأنبل الأهداف. 
سيدتي أسمهان   أنت  ما يمكن  إلا تكوني  مفخرة  للثقافه الإنسانيه، نقول مَحْمَدَه  للإبداع الإنساني. 
أنت  ما يمكن  إلا  تكوني سعيده   وأنت تاتسعدي أكبر عدد  م المبدعين  والمستمعين.
لذلك أنت تاتسالينا دائما  وأبدا كل التقدير والاحترام على كل ما تاتقدميه لأذننا المتعطشه للكلمه الراقيه  ولعقولنا اللهفانَه للمعرفه الهادفه.      
لِك علينا كل الفضل والكرم. وتكريمك اليوم هو من قيم العرفان بجميل إنجازاتك. تكريمك هو من ثقافة  وسلوك حضارتنا. هو من مكارم فلسفة الاعتراف بالأخر واللي هي مبدأ جوهري جاري ف مجرى العلاقات الإنسانيَّه.   هو  من نعم ومحاسن مدينتنا تيفلت الصغيره بشوارعها  والكبيره  بمبدعيها  ومناضليها ورجالاتها الشرفاء  وبجمعياتها الثقافيه الجاده، واتحاد المبدعين المغاربه وحده منهم. 
الأستاذه الفاضله أسمهان
الإنسانيَّه ارتبطت ديما بالمعرفه الكونيَّه  وبالإبداع الخلاق  وكذلك بمدى الكرم الإنساني اللي تايوضع  الكينونَه الإنسانيه  فوق أي قيمة  كغايه ماشي كوسيله.
أنت تاتستحقي حياة كريمه  وتاتسالينا  كيف قلت كل التبجيل  والتجليل و وتاتستاهلي معهم حبنا لشخصك  واحنا تانقولوا  وديما مع الفيلسوف الألماني هونيث :  "الحـب هو الصوره الأوليَّه للاعـتراف".
شكرا لاتحاد المبدعين المغاربه  على هذ الالتفاته النبيله.    
شكرا لكل الحضور اللي جا  يمنح للحدث نبضات قلبُه  ويفرش المقام  بالدفء والمحبه.
شكرا لمدينتنا  تيفلت المنصفه  لذاكرتها  وتاريخها الإبداعي.
شكرا للصديق زين العبدين مره أخرى على هذ التوريطه الجميله اللي خلتني نتخلص من فوبيا الميكرو والكاميرا ونوقف قدام الحضور.
والسلام على مقامكم العالي بالإبداع ..."
إدريس أمغار مسناوي  
تيفلت 14 مايو  2016 م