الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

الموسيقى الحسانية أو موسيقى البيظان.. مزج بين الموسيقى العربية والأفريقية (مع فيديو)

الموسيقى الحسانية أو موسيقى البيظان.. مزج بين الموسيقى العربية والأفريقية (مع فيديو) فرقة منات شيغالي الموريتانية في لقاء مع "أنفاس بريس"
الموسيقى الحسانية أو موسيقى البيظان هي جنس فني موسيقي متميز تمتد حدوده الجغرافية في منطقة ما يعرف ببلاد البيظان أو ما يعرف الآن بموريتانيا كما تشمل امتداداته أيضا المنطقة الجغرافية الواقعة في الأقاليم الصحراوية. 
تتميز الموسيقى الحسانية بكونها مزيج ما بين الموسيقى العربية والإفريقية، وتظهر بصمات هذه الأخيرة جلية في الإيقاع الذي يكون مصدره مجموعة من الآلات الموسيقية التقليدية يعزف عليها الفنان (ايكيو)، وهذه الآلات الموسيقية هي آلات تقليدية كآردين والتيدنيت وتعزف وفق نظام صوتي متناغم يعرف ب (آزوان). 
ومن مميزات الموسيقى الحسانية ارتباطها بالشعر الحساني فلا انفصال بينهما أنهما كل متجانس، فكل مقام من مقامات الموسيقى الحسانية يغنى فيه بحر أو أبحر خاصة من الشعر الحساني.
وقد أثارت هذه الموسيقى شغف الكثير من الدارسين والباحثين- كبول مارتي وغيره- الذين وجدوا فيها رافدا موسيقيا فريدا يجمع بين نوعين مختلفين من أنواع الموسيقى: الموسيقى الإفريقية بما تحمله من تراث فلكلوري أصيل والموسيقى العربية التي تمتلك هي الأخرى طابعا متميزا. 
المقامات في الموسيقى الحسانية: 
المقامات في الموسيقى الحسانية أو "اظهورت الهول" حسب المصطلح الدلالي اللهجي عند البيظان، هي تلك المقامات التي يغنى فيها، وتتكون من خمسة مقامات هي:  
كرْ وفاغوُ ولكحالْ ولبياظْ وبيكِ..
وتغنى هذه المقامات في ثلاثة جوانب هي: الجانبة الكحلة والجانبة البيظة و لكنيدية
- مقام كَـرْ: هو المقام الأول من مقامات الموسيقى الحسانية، به عادة يفتتح الغناء، ويغنى في مقام كر من أبحر الشعر الفصيح بحر الكامل والوافر، ويستخدم فيه غرض المدح من أغراض الشعر. 
أما في الشعر اللهجي (لغن) فيغنى في مقام كر بحرين من أبحر الشعر الحساني هما: بوعمران وامريميدة 
- مقام فاغو: هو المقام الثاني من مقامات الموسيقى عند البيظان، وتستخدم فيه كافة أنواع الشعر الحماسي، ويغنى فيه من أبحر الشعر اللهجي بحر هو: البت لكبير
- مقام لكحال: المقام الثالث من المقامات الموسيقية، ومن الشعر الفصيح تغنى فيه جميع أبحر الشعر، أما في الشعر اللهجي فلا يغنى فيه سوى بحر أسغير 
- مقام لبياظ: هو المقام الرابع من مقامات الموسيقى الحسانية، ويطرق فيه غرض الغزل ويغنى فيه من الشعر الفصيح جميع الأبحر، أما من اللهجي فلا يغنى فيه سوى بحر: لبير 
- مقام بيك: وهو المقام الخامس والأخير من مقامات الموسيقى الحسانية، وتغنى فيه جميع بحور الشعر العربي، أما من الشعر الحساني فلا يغنى فيه سوى لبتيت الناقص والتام ولبتيت التام هو بحر من أبحر الشعر الحساني، يتكون من ثمانية متحركين. 
الآلات الموسيقية التقليدية المستخدمة في الموسيقى الحسانية: 
تستخدم في الموسيقى الحسانية مجموعة من الآلات الموسيقية التقليدية، وهذه الآلات تصنعها طبقة الحرفيين(الصناع) التي تأتي في الترتيب الطبقي عند المجتمعات البيظانية بعد طبقة الفنانين (إيكاون).
وتنقسم الآلات إلى صنفين: آلات موسيقية رئيسية وآلات موسيقية مكملة.
الآلات الموسيقية الرئيسية: تتكون الآلات الموسيقية الرئيسية من آلتين هما آلة التدنيت وآلة آردين 
وآلة التدنيت هي آلة موسيقية تقليدية تتميز بكونها تتكون من طبل مصنوع من الخشب وعليه طبقة من جلد الغنم وعود من الخشب مصنوع من شجرة محلية تدعى (التيدوم)، ولها أوتار تدعى الأعصاب كانت قديما تصنع من ذيول الخيل أما الآن فتصنع من نفس مكونات الأوتار العصرية. 
وهذه الآلة في الغالب يعزف عليها الرجل، في حين تعزف المرأة على آلة آردين. 
وآلة الآردين آلة موسيقية تقليدية تتميز هي الأخرى بكونها تتكون من طبل مصنوع من الخشب وعليه طبقة من جلد الغنم وعود من الخشب مصنوع من شجرة التيدوم، وهذه الآلة لا تعزف عليه سوى المرأة، ويتكون هو الآخر من أعصاب (أوتار) تنقسم إلى قسمين: أعصاب طويلة تتسمى: أتشبطن واعصاب قصيرة تسمى: لمهار. 
الآلات المكملة: هي آلات مساعدة تحسن من رونق النغم، والآلات التقليدية المكملة هي: الطبل والربابة والنيفارة (المزمار). 
فالطبل يتكون من خشب وجلد، لكن جلده على خلاف التدنيت وآردين يصنع من جلد البقر، بالإضافة إلى آلة الرباب وهي نفس آلة الربابة المعروفة عند العرب وآلة أخرى مكملة تستخدم في الموسيقى عند البيظان هي النيفارة وهي نفس آلة المزمار المعروفة.