الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الله بوصوف: في عيد الثورة.. مغاربة العالم بتطلعات متجددة

عبد الله بوصوف: في عيد الثورة.. مغاربة العالم بتطلعات متجددة عبد الله بوصوف
مازال المغرب يعيش امتدادات ثورة الملك و الشعب منذ 20غشت من سنة 1953 بنفس روح التضحية و فلسفة التضامن و نكران الذات من أجل مغرب مستقل و موحد، ومازالت الثورات الهادئة لمغرب اليوم مستمرة و متجددة من أجل وطن يتقدم رغم الاكراهات و المعيقات…ومازال العهد و البيعة على الولاء و الوفاء يتجدد عند كل احتفال بثورة الأجداد من اجل الاستقلال و الكرامة في كل 20 غشت من كل سنة..
ان كل الإنجازات والنجاحات ما كانت لتنجح لولا قوة اللُحمة الوطنية ووحدة الجبهة الداخلية والتعبئة الشاملة لكل المغاربة أينما كانوا، سواءً في مجالات التنمية أو التصدي لمناورات الأعداء خاصة في ملف الوحدة الترابية…
وهو ما أكده خطاب الذكرى 69 لثورة الملك والشعب بل واعتبر ذلك حجر الزاوية في الدفاع عن ملف مغربية الصحراء و الذي عرف ديناميكية متصاعدة تميزت باعترافات دول وازنة في العلاقات الدولية كالولايات المتحدة الامريكية و محور الدول الصديقة بكل من أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا و كذا الدول العربية الشقيقة، كما تميزت بافتتاحها لقنصليات أو توسيع اختصاصات العمل القنصلي بكل من العيون و الداخلة بالجنوب المغربي..
الرسالة الثورية الجديدة وهي اعتبار ملف الصحراء هو النًظًـارة التي ينظر بها المغرب للعالم وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصدقات ونجاعة الشراكات…
ولأن قضية الصحراء المغربية هي قضية كل المغاربة أينما كانوا، فقد حرص جلالة الملك على توجيه تحية إشادة و تقدير لخمسة ملايين من مغاربة العالم و مئات الالاف من اليهود المغاربة بالخارج لــدورهم في الدفاع عن ملف الوحدة الترابية بدول الإقامة انطلاقا من مختلف مراكزهم ومواقعهم المهنية والاجتماعية بدول الإقامة.
فالإشادة الملكية بأداء الجالية في مجال الدفاع عن المقدسات الوطنية و خدمة المصالح العليا للوطن.. قــد رفعت الارتباط القوي لمغاربة العالم بالوطن إلى مرتبة " حالة خاصة " قـد تستعصي على فهمها لدى غير المغاربة…لكن " كبير العائلة " سيكشف مكنونها بارتباطها واعتزازها بالانتماء للمغرب وبـقوة الروابط الإنسانية المتوارثة عن الجيل الأول من المهاجرين الى الأجيال الجديدة…
لقد تعودنا في كل الخطابات الملكية على قوة التشخيص وعُـمق القراءة..لذلك نجد في خطاب الثورة لسنة 2022 دعوة لإعادة قراءة تراكمات سنوات من تدبير ملفات مغاربة العالم ، و دعوة لإنتاج أسئلة جديدة تتمحور حول انتظارات مغاربة العالم و ملفات الهوية و التأطير الديني والسياسات العمومية و الاطار التشريعي و ملف الاستثمار والمساطر الادارية…وغيرها..
واذا كان مغاربة العالـم شركاء في الدفاع عن مغربية الصحراء ..فإنهم شركاء في مسار التنمية ، خاصة و أن الجالية هي خزان قوي لكفاءات عالمية مشهود بها وفي مختلف الاختصاصات العلمية و الاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية…وهو ما يوجب توفير الظروف والإمكانات من أجل تمكينها من سُـبل الإبداع وتنمية المغرب…
كما عودتنا الخطابات الملكية على ثـنائية التشخيص/ الحلول.. وهو ما بدى جليا من خلال دعوة " كبير العائلة " الى إقامة علاقة هيكلية دائمة مع الكفاءات بالخارج بما في ذلك المغاربة اليهود، و ضرورة إحداث آلية خاصة لمواكبة و دعم مبادرات و مشاريع تلك الكفاءات ، ودعوة الشباب و حاملي المشاريع من مغاربة العالم الى الاستفادة من حسنات ميثاق الاستثمار الجدي، بالمقابل ضرورة اعتماد اليات الاحتضان والمواكبة والشراكة من قبل قطاع المال والاعمال الوطني..
المغرب الجديد هو أيضا تطلعات جديدة ومتجددة لمغاربة العالم وهو ما يعني ضرورة تأهيل الفاعل المؤسساتي وتحديث الإطار المؤسساتي الخاص بالجالية من جهة وإعادة النظر في نموذج الحكامة الخاص بكل المؤسسات في إطار الرفع من فعاليتها وضمان تكاملها من جهة أخرى …
لقد بصمت الجالية المغربية على حضورها القوي والإيجابي في كل الملفات المفصلية للوطن سواء في الشق الاجتماعي التضامني خاصة في زمن الكوفيد 19 أو في الشق الاقتصادي والإنمائي من خلال ارقام غير مسبوقة من التحويلات والاستثمارات بالمغرب، أو من خلال الشق الوطني والدفاع عن المقدسات الوطنية والترابية في كل المحافل والساحات العمومية بدول الإقامة.
وهو ما استحق شرف الإشادة والاهتمام الملكي بفئة مغاربة العالم التي وصفها " بالعزيزة "وبعلاقة الجالية والوطن والتي رفعها الى مرتبة " حالة خاصة "…